بقلم/ محمد سرور 

نامي على فراش اللهب ...

ولتكن الغفوة بيضاء كوجوهِ الموتى

نامي غزة .

طاعنةٌ في الإنبعاثِ أمنيتي

كقهوتي المُرَّة

أخلعُ قميصَ جراحي

وفي حاويةٍ مسبيّة

ألقي بعض غيوم السماء

ولأ ن غلالَ القهر وارفاتٌ

الصمتُ يرقصُ كالمشاعل

مسكنٌ لبوحِ الزلزال قامتي

معولي يهجِّي رحيقَ الخطى

بالغناءِ أصحِّي نكهةَ النعناع

يا صوتي المسنونِ كحدِّ الرمح

وحدي

وحدي منْ يزرعُ الطعنة

أنشدُها بهيَّةً كثورة

موجعةً كأمعاءِ الغريب

وانشبُ في الرمادِ أضاميمَ زهري

فالغدُ أوراق بيضاء

لا يملُّ الغدُ النداء

أعزفُ

على البياض أجنحةَ يمام

أعزفُ

لزرعيَ أنشودةَ المطر

ايُّ الوجوهِ وجهي

أملعبُ الندى

أم وترٌ للحنِ الشقاء ؟

أيُّ الوجوهِ وجهي

قنديلٌ قلقٌ

في ملامحهِ بقايا عمرٍ

بعض قشورِ الهبوب

أعترفُ لكم

صباحاتي تسرَّبتْ

 من بين أصابع الزمان

 هوتْ

بلا رفاقٍ تشكو

بلا ضحكةٍ رسمَها هاوٍ

أعترفُ

أني أقلعتُ عن منادمةِ الخلان

مزقتُ مدائحَ الأقنان

صرتُ بعضَ ملامحي

مكشوفَ المحيّا

أعشابي اليانعاتُ ذبلت

كل ما حولي من أسماء

سيِّداً صرتُ

بلا غانياتِ الأماسي

بلا كؤوس الدلال

صرتُ سيِّداً

تنحني لقدمي الصحراء

ليتني سليلُ أمةِ البجع

أهجِّىءُ للفصولِ ارتحالي

ونايٌ على شفتي

لأنينهِ حزنٌ شهي

لأشجانه أنينٌ فتيّ

يسابقُ موجةُ هاربة

كأن الكون تلاشى

أين الشطآن

ألا  تخبىءُ موجة منتحرة؟

ليتَ روحي قطيع ذئاب

لكلِّ ذئبٍ بها ألفُ ناب

أتستحقني الأرضُ ؟

ليت روحيَ عطرُ النرجس

بهاءُ الطين

ليتني

أقطفُ شتاءً جاهلياً

لامرأتي

على خصرها أعلِّقُ مدائن

أجيالَ ساحات

وشموساً حالمات

ليتني أليقُ بالطين

أكونُ الجمرَ

أركعُ على ركبتين من لهَب

أكونُ النارَ

ألوِّحُ براياتِ حقدي

 كأني هالةٌ من غضب

ما الغدُ في روزنامتي ؟

كلما أنكرَني منفى

ثمةَ من يطرقُ جحيمَ مواجعي

يُراقُ على بُعدِ شهقةٍ مني

يصعدُ كآهةٍ من تعب

يا ترنيمةَ النزفِ

يغتالُني دمي

في خاصرتي ينغمد

كالخنجر الوحشي

كالآفةِ الرقطاء

ذلكَ المُراودُ شغفي

عن أمنيةٍ منفيَّة

عن سكينةٍ بيضاء

مفاتيحُها صمتٌ نقيٌّ

شفاهٌ جفَّفها الغناء

غادِرْني يا ملكَ النجيع

قد يبسَ الزهرُ حولي

ومرآتي مسكونةٌ بالغياب

عاريةٌ مرآتي

من كلِّ أجراسِ النداء

خالية من أمراسِ صليبي

كأن عالماً آخرَ تسرَّبَ اليها

شفيفاً كلوحِ الفناء

لئن كنتَ دمي

لم تعدْ أجملَ ألواني

مريرٌ عطشي ... كزهدِ التراب

خضَّبتَ دروبَ أسفاري

في الأثيرِ زرعتَ نبضي

لكنه لم يبرعمْ

واأسفي

حتى إلى دمي

سبقتني الدماء .