أكد مدير دائرة الأراضي والخرائط في جمعية الدراساتالعربية بالقدس خليل التفجكي، اليوم السبت، أن إسرائيل بدأت بالفعل رسم حدود بلديةالقدس عن طريق ضم الكتل الاستيطانية الضخمة وجدار الضم والتوسع العنصري الذي يحيط المدينةمن كافة جوانبها. 

وقال لمراسل 'وفا' في القدس، تعقيبا على ما أعلنته سلطاتالاحتلال من المصادقة على بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في مستوطنتي 'غوش عتصيون'و'معاليه أدوميم'، بأن ذلك يأتي ضمن مشروع أكبر من ذلك وهو إقامة القدس الكبرى بالمفهومالإسرائيلي. 

وأضاف أن توسيع المستوطنات في تجمع مستوطنات 'معاليهادوميم' جنوب شرق القدس المحتلة التي تقع خارج حدود بلدية القدس العبرية ومستوطنة'أفرات' التي تقع ضمن تجمع استيطاني 'غوش عتصيون'جنوب غرب القدس المحتلة يأتي في هذاالسياق. 

ولفت إلى أن تجمع 'غوش عتصيون' يضم نحو 14 مستوطنة تتوسعبشكل كبير جداً بحيث أنها ستصل فيما بعد إلى مدينة القدس عبر طريق النفق الموجود الآنتحت مدينة بيت جالا، بالإضافة إلى إقامة سكة حديدية تربط منطقة 'غوش عتصيون' داخل مدينةالقدس. 

وقال: 'هذا يعني أن الجانب الإسرائيلي بدأ يرسم حدودهالمستقبلية لمدينة القدس بمعنى أن مدينة القدس ستكون ذات أغلبية يهودية مطلقة مقابلأقلية عربية، وسيكون ذلك عبر ضم هذه الكتل الاستيطانية داخل حدود بلدية القدس، ويجريتوسيعها بشكل كبير جدا سواء بالشرق باتجاه كتلة معاليه أدوميم وفيها أكثر من 160 ألفمستوطن وأيضا كتلة غوش عتصيون، وتضم نحو ثماني مستوطنات والتي تقع في الجزء الجنوبيالشرقي من مدينة القدس لتمتد حتى غور الأردن لتصبح جزءا من القدس الكبرى تكون البلدةالقديمة في قلبها'. 

وتابع التفكجي: نلاحظ هنا أن الجدار أخرج كل القرى الفلسطينيةووضع كل الكتل الاستيطانية داخل حدود الجدار وإذا انتقلنا إلى منطقة العيزرية جنوبشرق القدس المحتلة نجد هناك مشروع ما يسمى 'نسيج الحياة' الذي يحيط بمستوطنتي معاليهادوميم وكيدار من الجهة الجنوبية الشرقية، وهذا الشارع يصل منطقة الخليل بشارع تقوعبمنطقة الطريق القديمة الواصلة بين بيت لحم والخليل وسيصل إلى اربحا ثم العودة إلىطريق المعرجات وبالتالي كل هذه الكتل الاستيطانية الضخمة التي تتكون من أكثر من170 كم قابلة للتوسع وإقامة الفنادق ومناطق صناعية كاملة، لتصبح كتلة استيطانية كاملةمتكاملة تحضن بلدية القدس من الناحية الشرقية، وتحضنها من الناحية الجنوبية الغربية،بالإضافة إلى الشمالية الغربية عند تجمع 'جفعات زئيف' الاستيطاني. 

وأضاف 'إذا نظرنا إلى الخارطة بما سيحدث بهذه الكتلالاستيطانية نلاحظ أن الجانب الإسرائيلي وضع مدينة القدس في قلب الدولة العبرية محاطةبالجدار من الشمال والجنوب والشرق والغرب. وأيضا أحاط المدينة بحزامٍ من المستوطناتالتي تدافع عنها لتصبح كعاصمة أبدية للدولة العبرية.