امتازاتفاق الدوحة، بوضوح عناصره، وقابليتها للتطبيق، والبدء بعملية المصالحة الوطنية.وقع الاتفاق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، والرئيس محمود عباس.قَبِل الرئيس تحمّل أعباء رئيس الوزراء، إلى جانب مهامه، وذلك كمخرج من أزمة تشكيلالحكومة، وتسمية رئيس الوزراء.
اصطدمهذا الاتفاق، عند إعلانه، بعقبة كبيرة، وهي "حماس" ذاتها في قطاع غزة،وتحت مسميات شتى، كان منها كتلة الإصلاح والتغيير، ومنها اعتبارات"حماس" في غزة، التي لم يأخذها الاتفاق في عين الاعتبار، لدرجة صرح فيهاعضو المكتب السياسي للحركة محمود الزهار، بأن الاتفاق وقّع دون مشاورة حركة حماس.
لعلهمن نافلة القول، إن الحكومة المزمع تشكيلها، لن ترى النور، في حال معارضة حركةحماس في غزة، ودون ظهور بوادر تشير إلى تجديد السجل الانتخابي، وغيرها من مؤشراتتفيد بأننا مقبلون على انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني خلال المرحلة المقبلة– المنظورة.
ماظهر جلياً وبوضوح، خلال اجتماع المكتب السياسي لحركة حماس في القاهرة، هو الخلافداخل هذه الحركة، ومحاولة الحركة الظهور بمظهر الاتفاق على اتفاق الدوحة، ولكنباستدراكات شتى. هذه الاستدراكات قادرة في كل بند من بنودها، على تعطيل اتفاقالدوحة وشلّه.
منها،مثلاً، أن الحكومة الانتقالية المزمع تشكيلها، هي حكومة تكنوقراط، غير سياسية،وبالتالي لا يجوز لها ممارسة العمل السياسي، لا هي ولا رئيسها بالطبع!!! وبأن لابرنامج سياسيا لها.
إضافةإلى ذلك، وافق المكتب السياسي على اتفاق الدوحة، ضمن رزمة اتفاقات سابقة، منهااتفاق القاهرة 2005، ومنها وثيقة الأسرى وخلاف ذلك، بمعنى إدخال اتفاق الدوحة فيالدوامة ذاتها، التي دارت فينها الاتفاقات السابقة.
باختصار،بات واضحاً بأن ما يوافق عليه رئيس المكتب السياسي خالد مشعل لم يعد ملزماً لحركةحماس في قطاع غزة.
باتت"حماس" في القطاع، هي الحكومة وهي المقاومة وهي المرجعية للحركة، ولامصلحة لها بأية مصالحة قادمة، أو انتخابات مستحقة.
مشروع"حماس" في قطاع غزة، هو الاستمرار في حكم القطاع، وإعادة ترتيب الأموربما يتوافق ومصالحها ورؤيتها لشكل الحكم والنظام على حد سواء.
عليناألاّ نتفاءل بحلول قادمة، تضع حداً للانقسام الجيو- سياسي، الذي قامت حركة حماس فيالقطاع بتحقيقه عبر انقلاب عسكري غير مسبوق. "حماس" في غزة، تتصرف وفقاعتباراتها الذاتية، بعيداً عن مصلحة الوطن، ومستقبله. هي تتصرف وكأن القطاع ومَنفيه، هو فلسطين والفلسطينيون، ولا تتمكن من رؤية الأمور، بأوسع من ذلك!!!
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها