من مخيم عين الحـلـوة

"مملكة النساء" لقب عُـرفَ به مخيم عين الحلوة "إبان فترة الإجتياح الإسرائيلي للبنان والمخيمات العام 1982"، جـراء الصمود الذي مثله المخيم عموماَ والنساء الفلسطينيات بعد أسـروإعتقال أبنائهم المناضلين، وزد عليها قيامهن بإعادة بناء بيوت المخيم التي دمرتها جرافات الإحتلال الإسرائيلي، ولذا أجمعت المؤسسات الأهليه اللبنانيه الفلسطينية والدوليه ذات الصلة بمشروع مناهضة العنف ضد المرأة على تكريم المخيم ونسائه بجعله نقطة إرتكاز لإطلاق حملة الـ "16 "يوماَ العالميه من النضال لمناهضة  العنف ضد المرأة".

أبتدأ برنامج الحملة في صيدا اليوم 6/12/2010، بإقامة "حواجـزمحبه" فلسطينية لبنانيه مشتركه بدءاَ من "داورالأمريكان بضواحي مدينة صيدا وبإتجاه الشارع الفوقاني لمخيم عين الحلوة وصولاَ حتى مقـر"روضة هدى شعلان داخل المخيم "، واليوم أيضاَ نظم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ومنظمة "كفى عنف وإستغلال" ومكتب التعاون الإيطالي الإنمائي، والسفارة الفلسطينية في لبنان،  بالتعاون مع جمعية المساعدات الشعبيه النروجيه ووكالة الانروا، وبمشاركة المؤسسات الأهليه الفلسطينية واللبنانيه ومنتدى النساء الفلسطينيات واللجان الشعبيه الفلسطينية في منطقة صيدا، مهرجانا جماهيريا في قاعة الشهيد زياد الأطرش بعين الحلوة، وحضره وفود من أصحاب الدعـوة وبمستويات متقدمه، وقادة وكوادرفصائل منظمة التحريروالكفاح المسلح الفلسطيني، وحشد غفيرمن النساء الفلسطينيات واللبنانيات.

إبتـدأ المهرجان بكلمة من وحي المناسبه جاءت خلالها عريفة الحفل عضوة الآمانه العامه للإتحاد عضوة الهيئة الإداريه لفرع لبنان "خلدات حسين"، جاءت على مكانة المرأة ودورها النهضوي التنموي في الحياة العامه وشتى ميادين الكفاح والعطاء بكافة المستويات الإقتصاديه والإجتماعيه والسياسيه، وثم الوقوف  مع كـل من النشيد الوطني اللبناني والفلسطيني وبعدها الإيطالي أيضاَ، وتخلل المهرجان إلقاء عـدة كلمات

كلمة الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية ألقتها عضوة الآمانه العامة رئيسة فرع الإتحاد في لبنان "آمنة سليمان" أعتبرت خلالها أن لقاء اليوم يأتي تحت عنوان"نساء ورجالاَ شركاء لإنهاء العنف"، ورأت بأن الإحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وشروط اللجوء القاسيه التي يعيشها الشعب الفلسطيني في المخيمات والتجمعات تمثل أقصى درجات العنف، وتابعت تقول" لانستطيع أن نغفـل ظاهـرة العنف الأسـري التي تصيب المرأة والرجل وحتى الأطفال على حـد سـواء، كما هو الحال في كافة المخيمات... وإيماناَ منا بأن حقوق المرأة بجوهرها حقوق إنسانيه وحقوق مواطنه وفقا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة "السيداو" فإننا نناضل من أجل تكريس هذه الحقوق "، كما وجهت تحية شكروتقدير لسيادة "الرئيس أبومازن" على مصادقته على الإتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة "السيداو"  دون أي تحفظات، وإعتماد "الثامن من أذاريوم المرأة العالمي" عطلة رسميه في فلسطيني، وإستحضرت "سليمان" الدورالريادي للشهيد الراحل الرمزالرئيس "ياسر عرفات" ووقوفه لجانب المرأة وحقوقها، وعن إمكانيات المرأة وحدودها وفاعليتها رأت "سليمان" بأنها كبيرة ولايمكن تحديدها بأبواب مغلقه ونوافـذ موصدة وأزقـة ضيقة ...بل حدودها سماء الإرادة مدفوعـة برياح الكرامة ومداها أشعة الشمس ... فالشمس المشرقه لاتحتاج إلى إثبات وجودها، لأنها أصلاَ موجودة، وتابعت "نحن معشرالنساء والرجال محكـومون بالأمـل ثم الأمـل ثم الأمل .. فهيا نتساوى معاَ ولنتنفس الحرية التي ستعيد لنا الصفاء وإرادة الحياة".

كلمة سفارة فلسطين ألقاه الاخ "ماهـرمشيعل" فأشاد بكفاح المرأة بإعتبارها "أمـاَ وأختاَ وزوجـة وجريحة ومناضلة تتعرض لقمع الإحتلال الإسرائيلي تعتقل وتقع بالأسـر...الـخ"، ورغم ذلك لازالت خـزاناَ ورافـداَ للنضال، وسجل إستغرابه لتعرض المرأة "للعنف" بوقت نهت فيه كافة الأديان عن ذلك، ودعت لتكريمها، ورأى بأن حقوق المرأة لايكون بتخصيص "كوتا نسائيه" فهي نصف المجتمع ولها حق المساواة مع الرجل، كما ونوه بمواقف الرئيس "محمود عباس" تجاه المـرأة ومساواتها بالرجل في كافة المجالات.

هـذا وألقت "بالمادامبروزيو" كلمة السفيرالإيطالي أكدت خلالها على مباردة بلادها لجانب  كافة المشاريع ذات العلاقه بتحقيق المساواة بين الجنسين، وتشكيلها للجنة خاصة لرعاية ذلك جاء بهذا السياق، وقالت "إختيارنا لموضوع المرأة جاء بإعتبارها محرك لعملية التغييروالتطويرفي كافة المجالات كما الحال في المجال الإقنصادي والاجتماعي ... ولابد من إستثمارقدراتها بما فيه  إزالة كافة العقبات من طريقها"، ورأت بأن العنف المفروض عليها متعدد الأشكال ويمارس بأكثرمن مستوى، وتوقفت حيال "العنف الغيرمرأي" الممارس بحقها من قبل المقربين "الزوج، الأخ، والأبن ....الـخ"، وتابعت "لايتوقف العنف بحدود مجتمع بعينه وبالتأكيـد ليس حصرا بالمجتمع الفلسطيني، بل يطال كافة المجتمعات، مايعني ضرورة أن يعمل الجميع على وقفه، فهو عائق كبيرضد التطور والتغيير.

"غيدا عناني"ممثلة منظمة كفى عنف وإستغلال، حيت الشعب الفلسطيني وأثنت على صموده بوجه الإحتلال، وأشفعتها بالقول "صباح الخير ياغـزة الصامـدة"، وأكـدت "نعتزبالشراكه الحقيقيه مع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وكافة الجمعيات والمؤسسات الأهليه...  فشراكتنا تنحوبإتجاه إحداث التطورالمجتمعي"، ودعت للتعاون "ولنضع اليد باليـد "لمواجهة العنـف وإخراجه من وراء الابواب، فحقوق المرأة هي جـزء من حقوق الانسان".

المفوض العام للأنروا بلبنان "سلفاتوري لمباردو" دعا للتعاطي مع المرأة بوصفها كائن بشري ذي قدرات وطاقات، بما في ذلك التعامل معها بوصفها شريكاَ بالعملية النهضويه التنمويه وفي كافة مجالات الحياة.

هـذا وأنتقـل الحضورأثرالمهرجان لمقر "روضة الشهيدة هـدى شعلان" وبعد قص الشريط تجول الحضوربأرجاء (معرض صور فوتغرافيه من خلال عيون نساء ناجيات من العنـف بعنوان"وراء الأبـواب.