أقدم متطرف إسرائيلي صباح امس على توجيه طائرة صغيرة مزودة بآلة تصوير نحو المسجد الأقصى المبارك، من مقبرة باب الرحمة.

وأفاد شهود عيان ان المستوطن قام بتوجيه الكاميرا باتجاه الأقصى، مركزا على سطح قبة الصخرة والقبة نفسها، علما ان الطائرة مزودة بجهاز تحكم عن بعد، الأمر الذي اكتشفه حراس المسجد، وتم استدعاء شرطة الاحتلال وقامت الأخيرة باعتقاله من مقبرة باب الرحمة.

وطالب الشيخ عزام الخطيب مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى من شرطة الاحتلال بفتح تحقيق سريع وعلى أعلى المستويات حول ما جرى اليوم، وتزويدهم بكافة مجريات التحقيق، واعتبره امراً في غاية الخطورة على المسجد الأقصى، لافتا الى ان الحراس تمكنوا من تصوير الطائرة وهي تحلق فوق قبة الصخرة، كما تم تصوير المستوطن.

وطالب مكتب حراس الأقصى بفتح تحقيق يوضح ما جرى امس حيث تعتبر الحادثة غريبة من نوعها.

وحذر سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية/ خطيب المسجد الأقصى المبارك، من العواقب التي ستجر إليها المنطقة برمتها جراء استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك، التي كان آخرها قيام مستوطن بتوجيه طائرة صغيرة مزودة بآلة تصوير نحو المسجد الأقصى اليوم الأحد، من مقبرة باب الرحمة، مستغلاً تجمع السياح وازدحامهم في باب الأسباط.

وقال سماحته: "إن هذا الاعتداء يشكل منعطفاً خطيراً، كونه يأتي من الجو، الأمر الذي يشكل خطراً حقيقياً على وجود المسجد الأقصى المبارك، كونه يأتي مع تواصل الاقتحامات الأرضية للمسجد الأقصى عبر باب المغاربة وتكثيفها، إلى جانب فرض حصار مشدد على المسجد، والتضييق على المواطنين الذين يؤمون المسجد الأقصى المبارك لإعماره والصلاة فيه".

وحذر من تبعات هذه الإجراءات التعسفية، التي تأتي امتداداً لغطرسة الاحتلال وعدوانه على الأراضي الفلسطينية بعامة، في إطار سياسة مبرمجة تهدف إلى فرض الأمر الواقع على الأرض من خلال إجراءات عدوانية مباشرة وغير مباشرة، تعبر عن تعنت الاحتلال الإسرائيلي وإصراره على الإجرام وتزييف الحقائق.

وأثنى سماحته على يقظة حراس المسجد الأقصى المبارك وسدنته والمرابطين فيه، الذين تنبهوا وكشفوا عملية التصوير الجوية التي تعبر عما يخطط للمسجد من كيد واستهداف بالسوء.

وحث كل من يستطيع شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك من مدينة القدس وما حولها وفلسطينيي 48 إلى القيام بذلك، بهدف المرابطة فيه، وإعماره بالصلاة، لتفويت الفرصة على من يريدون تدنيسه والاعتداء عليه.

وناشد المجلس العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته وهيئاته التي تعنى بالسلام وحقوق الإنسان العمل على ثني إسرائيل عما تخطط له من تدمير للمدينة المقدسة والأراضي الفلسطينية كاملة، ودرء الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس والقضية الفلسطينية، والوقوف في وجه آلة العدوان الإسرائيلي التي تمارس أبشع جرائم الحرب ضد أبناء فلسطين ومقدساتها وأراضيها.