في وقت تتجه أنظار العالم إلى مفاوضات السلام التي تتعرقل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو دعوى قضائية تقدم بها وكيل منزله، تحتوي على تفاصيل تطال زوجته سارة.

ونشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تفاصيل عن الدعوى التي رفعها وكيل منزل نتنياهو، ميني ناتفالي، وقالت إنها تندرج تحت بند إهدار الأموال العامة المرتبطة بالضرائب التي يدفعها الإسرائيليون، إضافة الى سوء معاملة موظفين حكوميين يعملون لتأمين متطلبات منزل نتنياهو.

ورد مكتب نتنياهو على هذه الدعوى بأنها "شائعات مغرضة، تأتي ضمن محاولة ابتزاز لتحصيل أموال غير شرعية".

وقال ناتفالي، وهو يهودي من أصل مغربي، في الدعوى – حسب ما ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية - إن "سارة كانت توقظه في الثالثة صباحا بعد عمل نهار شاق لتصيح به وتذكره بشراء الحليب في أكياس وليس علب كرتونية".

ويروي ناتفالي حادثة حصلت معه حين دخلت سارة الى المنزل لتجد أزهارا ذابلة في الإناء، فقامت برميها على الأرض صارخة "هذا لم يكن ليحصل في قصر الاليزيه (القصر الرئاسي الفرنسي)".

وفي حادثة أخرى روى ناتفالي: "ذهبت لشراء الطعام وعند عودتي صرخت فيّ سارة قائلة إن هذا طعام كثير علينا ونحن لن نأكله كله، أنت تريد أن تجعلنا بدناء أثناء ظهورنا على الكاميرا، لسنا كأهل المغرب، نحن لا نأكل كثيرا".

وأكد أنه واجه رئيس الحكومة بتجاوزات سارة معه، لكن نتنياهو قال: "عليك أن تنفذ كل طلباتها لكي تهدأ"، مضيفا أنه عمل لساعات كثيرة زيادة عن دوامه الرسمي لكنه كوفئ بخطاب متعجرف ومتعال، حسب محاميه.

واثارت تصريحات سارة عاصفة من الغضب في صفوف اليهود من أصول مغربية. وقال احد قادة "الفهود اسود" اليهودي المغربي الأصل رؤفن افريجيل: "ليس مفاجئا ان اسمع مثل هذه التصريحات لأنني أعيش تفوهات القبيلة البيضاء ضدنا منذ 65 عاما وعلى الأشخاص المسؤولين عن توظيف الناس في الوزارات الحكومية خصوصا في منزل رئيس الوزراء أن يهتموا بأمنهم النفسي وليس الاقتصادي فقط. واضاف: " لا يمكن ان نقبل ان تكون الشتيمة والاهانة والإساءات طريقة عمل ونهج دائم". وتابع "الناس تتحدث بما يفيض به قلبهم فإذا قالت نحن أوروبيون وانتم مغاربة أقول لها بأنها عالقة في عصر ظلامها وهي ما زالت أسيرة المفاهيم والأفكار الخاطئة".

من جانب آخر وفي اجتماع للأعضاء القدامي في "الليكود"، وتمهيدا لمؤتمر الحزب نهاية الشهر الجاري، حذر نتنياهو من تفكك الليكود في حال نزع صلاحيات من الرئيس. وفي المقابل طالبت عضو الكنيست ميري ريغيف بعدم إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين.

وكان نتنياهو عقد اجتماعا مساء الخميس، مع أعضاء الليكود القدامي في "رمات غان"، وذلك ضمن سلسلة لقاءات سبقها لقاؤه مع المستشارين السياسيين لوزراء وأعضاء الكنيست من الليكود.

وطلب نتنياهو، من الأعضاء التصويت على برنامجه للحفاظ على وحدة الليكود، محذرا من أن نزع الصلاحيات من الرئيس سيخلق فوضى داخل الحزب، وسينهار من الداخل.

وجاءت أقوال نتنياهو ردا على عضو الكنيست داني دانون الذي يحاول فرض جدول أعمال آخر على الليكود، بضمنه مناقشة موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين وإجراء تغييرات بنيوية في دستور الحزب.

في المقال، عقدت عضو الكنيست ميري ريغيف اجتماعا في "روش هعاين" حضره المئات من ناشطي الليكود البارزين، انتقدت خلاله المفاوضات مع الفلسطينيين، والحدود السياسية التي يمكن لليكود التوصل إليها. وفتان ريغيف: "حان الوقت لنقول لأوباما وكيري وبشكل واضح وحازم: يكفي".

وادعت أن إسرائيل قامت بخطوات ملموسة وصعبة من أجل السلام. وأضافت أن إسرائيل قامت "باقتلاع يهود من بيوتهم.. ليبدأ الفلسطينيون السلام من قطاع غزة.. غزة أولا.. وعندما يكون هناك ما يشبه الدولة، دون إرهاب ودون تحريض، وباقتصاد جيد، عندها سنتحدث. وطالما لا يحصل ذلك سنوقف المفاوضات" حسب تعبيرها.

وطالبت ريغيف بوقف الافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى. وقالت إنه "ستجري الأربعاء القادم، خلال عطلة الكنيست، مناقشات حول معايير الأسرى الأمنيين الذين سيطلق سراحهم"، مشيرة إلى أنها وقفت على حقيقة ان بينهم أسرى من الداخل الفلسطيني.

من جانبه أوضح حزب "البيت اليهودي" ان موقفه من الافراج عن اسرى فلسطينيين لم يتغير، مشيرا الى انه سيسعى لسن قوانين جديدة في الكنيست لمنع الافراج عمن وصفهم "بالمخربين". وجاء هذا التوضيح من الحزب وفقا لما نشره موقع الاذاعة العبرية "ريشت بيت" ردا على ما نشر على موقع صحيفة "معاريف"، بأن "البيت اليهودي" سينسحب من الحكومة حال الافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، ونسب الموقع هذا الموقف لعضو الكنيست شولي معلم من "البيت اليهودي"، التي أكدت في اجتماع مغلق ان حزبها سينسحب من الحكومة حال تنفيذ المرحلة الرابعة.

من جانب آخر أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن إلغاء جولة نتنياهو في أميركا اللاتينية بسبب إضراب موظفي وزارة الخارجية الإسرائيلية.