في مدينة بيروالا الساحلية الواقعة على بعد 45 كم من العاصمة السريلانكية كولمبو، يعلو صوت الأذان معلنا صلاة الجمعة، فيجتمع أبناء الحي للصلاة في مسجد يحمل اسم رمز من رموز المقاومة الفلسطينية، الشهيد ياسر عرفات.
لم يكن سهلا على الوفد الفلسطيني الزائر لسريلانكا بدعوة من وزارة السياحية الفلسطينية وسفارة فلسطين في كولمبو الوصول إلى المسجد، لكن المواطنين السريلانكيين القاطنين هناك سرعان ما سهلوا للوفد طريق الوصول إلى هناك.
وشيد المسجد على شواطئ المحيط الهندي، بدعم من دولة فلسطين في إطار التعاون بين البلدين، وسمي بمسجد الشهيد ياسر عرفات وافتتح عام 2009.
المواطنون القاطنون هناك وجدوا في مسجد ياسر عرفات ضالتهم للصلاة بعد أن هدمت أمواج تسونامي العاتية التي ضربت المنطقة الجامع الموجود هناك وكان يسمى مسجد الفتح، ووافقت الحكومة السريلانكية على بنائه على أرض مسجد الفتح المدمر، واستمر بناؤه أربع سنوات، وافتتحه وزير الأوقاف السابق جمال بواطنة.
ويمكن سماع أمواج البحر من المسجد تتناغم مع صوت الآذان الذي يصدح من مئذنة المسجد ذات اللونين الأبيض والأخضر. ويتكون المسجد الذي يتسع لقرابة 700 مصلٍ من طابقين اثنين ويشمل مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في الطابق الثاني، ويجتمع أهل المدينة الذين يتحدثون اللغة التاميلية لدراسة القرآن الكريم باللغة العربية رغم صعوبة الأمر.
الداخل إلى المسجد يجد نصبا تذكاريا كُتب عليه: 'تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، قام سماحة الشيخ جمال بواطنة وزير الأوقاف والمقدسات والشؤون الدينية في فلسطين، بافتتاح مسجد الشهيد ياسر عرفات في مدينة بيروالا بجمهورية سريلانكا، وتم تمويله من قبل دولة فلسطين'.
وقال إمام المسجد عبد الحنيف أحمد رسمي إن هذا المكان يسهم في رفع الذكر الحكيم وجمع المسلمين، وهي بادرة طيبة من دولة فلسطين، ويشهد إقبالا كبيرا من قبل المصلين، ونأمل أن نتمكن من توسيعه في المستقبل، ونتمى لو كان بالإمكان أن تساهم فلسطين في ذلك.
وأضاف رسمي، أن جميع سريلانكا تعرف مناقب الشهيد ياسر عرفات، فهو رمز للتحرر على مستوى العالم بأسره، ونعلم الظروف الصعبة التي تعيشها فلسطين ونرى في مساعدتنا بإنشاء المسجد خيرا كبيرا من فلسطين وأهلها المناضلين.
من جانبه، قال أوديس القرني وهو أحد المصلين إن المسجد أسهم في نشر التعاليم والثقافة الإسلامية بشكل كبير في مدينة بيروالا خاصة أنه لا يوجد الكثير من المساجد في الحي الذي أقيم فيه مسجد ياسر عرفات.
ولاحقا بعد بناء المسجد سمي الشارع الذي يقع فيه باسم الشهيد ياسر عرفات، فيما تحدث سفير فلسطين لدى سريلانكا والمالديف أنور الآغا، عن بنائه لــ'وفا' قائلا: إن هذا المسجد شيد على حساب دولة فلسطين ومن الشعب الفلسطيني تخليدا لروح الشهيد الراحل ياسر عرفات.
وأردف: إن العمل في المسجد بدأ عام 2005، وشيد مكان مسجد الفتح الذي دمر بفعل أمواج تسونامي، مشيرا إلى أن الرئيس محمود عباس أبدى اهتماما كبيرا لبناء هذا المسجد الذي يخدم آلاف المسلمين هناك.
وأوضح الآغا أن صلاة الجمعة في هذا المسجد تكون مكتظة، وأن هناك رمزية له كونه باسم الشهيد ياسر عرفات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها