شدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه يسرائيل كاتس، في تصريحات أدليا بها، أمس الأحد 2025/02/16، على أن خطة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، لتهجير أهالي غزة من القطاع، هي "الوحيدة" التي يمكن أن تنجح، فيما أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن موضوع التهجير قد أخذ حيّزًا كبيرًا من محادثة أُجريت بين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركيّ، خلال لقائهما الأحد.

ويأتي ذلك فيما يبدو استمالة من قِبل نتنياهو لائتلافه الحكوميّ، وذلك في ظل ما يشير إلى أنه تعرّض لضغوط من قِبل مبعوث الرئيس الأميركيّ للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي أكّد نتنياهو بعد لقائه به، أن جلسةً للمجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت"، ستُعقد اليوم الإثنين، لبحث مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة.

كما يأتي فيما يتواجد ويتكوف ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في الشرق الأوسط، في محاولة للحفاظ على المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار، التي يبدو أن إدارة ترامب معنيّة بها من ناحية، ولمحاولة التأثير على مختلف الأطراف، بما في ذلك دول عربية، قبل اجتماعات حاسمة في هذا الشأن، بينها قمة عربية، من ناحية أخرى.

وتطرّق نتنياهو إلى لقائه بوزير الخارجية الأميركي، وذكر خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية، الذي عُقد الأحد، بحسب بيان صدر عن مكتبه، أن "التنسيق بيننا وبين هذه الإدارة (الأميركية) كامل، على عكس المنشورات، لدينا إستراتيجية مشترَكة، وننسّق ونعمل بتعاون كامل".

وأضاف: "يحدث هذا حتى قبل أن ينشر الرئيس ترامب رؤيته لغزة، وهي رؤية ثورية تنطوي على تغيير كبير بالنسبة لدولة إسرائيل، وهذا ليس مفاجئًا، فقد عرفنا ذلك، وتحدّثنا عنه من قبل".

وقال نتنياهو: "أنا والرئيس ترامب نعمل بتعاون وتنسيق كاملين، ولا أستطيع الخوض في كل التفاصيل، لكن لدينا إستراتيجية مشتركة، بما في ذلك متى وكيف "ستُفتح أبواب الجحيم"، إذا لم يتم إطلاق سراح جميع اسرانا".

وتابع: "على أية حال، نحن ملتزمون معًا بتحقيق أهداف مشتركة، ليس فقط في ما يتعلّق بإطلاق سراح الاسرى، والقضاء على الفصائل الفلسطينية، وبطبيعة الحال، فإن الهدف هو ضمان ألّا تشكّل غزة تهديدًا لإسرائيل مرة أخرى، بالإضافة إلى خطة الرئيس ترامب التي تقول إن غزة ستكون مختلفة تمامًا".

وشدّد بالقول: "نحن ملتزمون بهذا، ونعمل على ذلك، في إستراتيجية مشتركة مع رئيس الولايات المتحدة".

وأضاف: "أنا لم أتصرّف بطريقة حزبيّة، لقد تصرّفت بطريقة صهيونيّة، ورأيت أنه من الضروري أن أعزّز في مواجهة الرأي العامّ ورأي الزعماء في الولايات المتحدة، دعم إسرائيل بالآراء التي أقودها".

وتابع: "هذا هام جدًا، فهو يخلق أملًا هائلاً بالنسبة لنا، بمستقبل مختلف تمامًا، وبوضع لم تكن فيه دولة إسرائيل منذ إنشائها، ولم تكن هناك مثل هذه الفرص، ولم تكن هناك مثل هذه الشراكة، ولم تكن هناك إمكانية للقضاء على التهديدات وتحقيق الفرص الحقيقية التي لم نحلم بها، لذا فإن الأمر يستحق العمل معًا، بما في ذلك التعاون الكامل هنا، وضمان تحقيق كل هذا الوعد العظيم لمستقبل الدولة اليهودية، ومستقبل الشعب اليهودي".

وقال وزير الأمن الإسرائيليّ كاتس، خلال لقاء مع وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، أمس، إن "إسرائيل لن توافق أبدًا على إقامة دولة فلسطينية، تعرّض وجودها للخطر".

وأضاف: "أولويات إسرائيل واضحة، وهي منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، وإطلاق سراح الاسرى، والقضاء على الفصائل الفلسطينية في غزة، ومن ثمّ الاتفاق مع السعودية".

وتابع كاتس: "خطة ترامب بشأن غزة، هي الوحيدة القادرة على ضمان الأمن لسكان الجنوب، ودولة إسرائيل".