خطة التهجير، وفكرة شراء غزة، (الخطر) الداهم المهدد فعلاً، لمستقبلنا ووجودنا على أرض وطننا، فالمشاريع والخطط المطروحة، هدفها تهجير مليوني مواطن فلسطيني وأكثر من قطاع غزة، محاولة جادة لإعادة استنساخ "وثيقة كامبل 1905" حيث اختير حينها "يهود صهاينة" غير مرغوب فيهم في أوروبا، لاحتلال واستيطان فلسطين، واستخدامهم كوكيل استعماري، لمنع نهوض شعوب المنطقة. كما جاء "إعلان بلفور 1917" الأميركي مضمونًا، البريطاني ظاهرًا، بعد سنة من اتفاقية "سايكس بيكو1916" الاستعمارية، ففلسطين قد هيئت، باعتبارها المنطقة الجغرافية الاستراتيجية شرق قناة السويس، ودائرة الوصل بين آسيا وإفريقيا، التي يعتبر قطاع غزة مركزها، علاوة على مكانة فلسطين الدينية التاريخية لدى مليارات من شعوب العالم، فهي "الأرض المقدسة" ومهد ميلاد "المسيح" عيسى عليه السلام، ولقناعة تامة أن من يسيطر على فلسطين بإمكانه السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وليس مسموحًا لأحد السيطرة التامة، فإسرائيل ستبقى في مهمة (الوكيل) و(المُستَخْدَم) فقط.
اليوم يتم إحياء مشروع استعماري، ابتدئ بإعلان بلفور، وإنشاء أكبر قاعدة عسكرية متقدمة بعنوان (دولة إسرائيل) وإخضاع الشرعية الدولية، وتقويض العدالة الدولية (المحكمة الجنائية) وتكريس التمييز العنصري بديلاً لحقوق الإنسان، لمنع دولة الشعب الفلسطيني من تجسيد استقلالها، وأخذ فلسطين مكانها الطبيعي كعضو دائم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما الإبادة الدموية المدمرة، التي منحت حماس ذرائعها لوكيلها "نتنياهو"، لتتوج بخطة التهجير، والحديث عن "شراء أرض القطاع". وخطط إعمار (استعمار) ولكن بدون مواطنين أصليين كتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بإدارة المستوطنين العنصريين، إلا استعادة لمنطق دول سايكس بيكو "دول الانتداب" الاستعمارية، التي أسست نظريًا وأرست القواعد اللازمة سلفًا لإنشاء دولة احتلال واستيطان (إسرائيل) قبل أكثر من مئة عام، فالمشاريع الاستعمارية يتم تحديثها كل قرن تقريبًا.
اليوم يسابق نتنياهو الزمن لمنع قيام دولة فلسطينية، بعد اعتماده لمدة 17 سنة على حماس، في تقويض مبدأ وحدة العمل والموقف الوطني الفلسطيني، ومع انتهاء صلاحية مهمة الإخوان المسلمين، بمن فيهم حماس، ويسابق ترامب الشرعية الدولية، ليس لتفريغ قطاع غزة من المواطنين الفلسطينيين وحسب، بل لتفريغ مضمون الدولة الفلسطينية من جوهره، وليس مستبعدًا إعادة إحياء خطته السابقة (صفقة القرن) ظنًا أنها قد تقبل فلسطينييًا وعربيًا، باعتبارها أهون الشرين، إذا قورنت بخطة التهجير الحالية، ومشاريع شراء وتملك غزة. وما تصريح نتنياهو: "إن موضوع قيام دولة فلسطينية لم يعد مطروحًا بعد 7 أكتوبر 2023" بعد عودته من واشنطن، تأكيد لتناغم وانسجام المتذرع (إسرائيل)، ومانح الذرائع حماس. وربما وقد تتدحرج حماس سريعًا لإبداء رغبة التفاوض مع نتنياهو، وما شعار حماس: "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي" إلا إشارة ذات دلالة، بإمكانية التفاوض على الثمن.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها