شنت قوات الاحتلال، فجر اليوم الإثنين 2025/02/03، سلسلة اعتقالات جديدة شملت مدنًا وبلدات في الضفة الغربية المحتلة، وسط حملة واسعة من المداهمات التي طالت عددًا من منازل المواطنين، واقتحامات عشرات المستعمرين لباحات المسجد الاقصى المبارك.

ففي طولكرم، تواصل قوات الاحتلال، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، لليوم الثامن على التوالي، وسط الدفع بمزيد من آلياتها العسكرية، ومداهمة المنازل، وتخريبها واجبار سكانها على النزوح، واعتقال الشبان، وداهمت فجر اليوم منازل المواطنين في ضاحية عزبة الطياح جنوب طولكرم، واعتقلت خمسة شبان من منازلهم داخل المدينة.

وتواصل حصارها مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، وعرقلة عمل مركبات الإسعاف وطواقمها الطبية، وإخضاعها للتفتيش والتحقيق الميداني، في الوقت الذي اتخذت من المباني المحيطة بهما ثكنات عسكرية وأماكن لقناصتها.

ولا تزال تدفع بمزيد من آلياتها الى المدينة ومخيمها من معسكر "تسنعوز" العسكري غرب طولكرم، وتنشر دوريات المشاة بأعداد كبيرة في الشوارع والأحياء ووسط سوق الخضروات وتقوم بتمشيط وتفتيش بين المنازل والأزقة والتضييق على المواطنين.

وصعدت من انتهاكاتها بحق المواطنين في المدينة ومخيمها، من خلال سلسلة من الاعتداءات التي شملت مداهمة المنازل، وإجبار أصحابها على النزوح، وتخريب وسرقة محتوياتها، وتفجير وتدمير عددًا منها، إضافة إلى التضييق على حركة التنقل، في الوقت الذي تستولي فيه على مبانٍ تجارية وسكنية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وأماكن لقناصتها.

وتستمر في عمليات الإخلاء الواسعة للمواطنين من داخل منازلهم، والتي امتدت من حارات الغانم والمدارس، إلى النادي والشهداء والمطار وأبو الفول، وإجبارهم على مغادرة نحو المدينة.
ويعيش مخيم طولكرم، وسط هذا التصعيد المتواصل غير المسبوق، وسط أوضاع إنسانية صعبة، بعد أن دمرت جرافات الاحتلال بشكل كلي وجزئي المنازل والمحلات التجارية، وفجرت عددًا منها وحرقت أخرى، تزامنًا مع تدمير كامل للبنية التحتية، ما أدى إلى انقطاع المياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت، وبات من الصعب وصول الطواقم المتخصصة من البلدية وغيرها لإصلاحها بسبب منع الاحتلال لها من الدخول، وتفاقم وضع المواطنين الذين ما زالوا موجودين في منازلهم من كبار السن والمرضى والنساء والأطفال، بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الأطفال.

وفي جنين، تواصل قوات الاحتلال، عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الرابع عشر على التوالي، مخلفًّا عشرات الإصابات، والاعتقالات، ونسف عشرات المنازل، وسط عملية نزوح كبيرة طالت 15 ألف مواطن.

ففجرت في مخيم جنين بشكل متزامن قرابة 20 بناية في الجهة الشرقية من المخيم، بعد تفخيخها، ما ألحق أضرارًا في بعض أقسام مستشفى جنين الحكومي، دون أن تسجل إصابات، وأخطرت عائلة بقصف منزلها في الحي الشرقي من مدينة جنين، كما جرى الاعتداء على صحفيين أثناء تغطيتهما للأوضاع الميدانية داخل المخيم.

وأجبرت سكان البنايات المشرفة على مخيم جنين على إخلائها، وكانت طائرات مسيرة تابعة للاحتلال قد سيّرت في سماء المدينة والمخيم، وطالبت عبر مكبرات الصوت الأهالي والسكان من العمارات والبنايات المشرفة والمطلة على مخيم جنين بإخلائها، وتمركزت عدة آليات عسكرية اسرائيلية بالقرب من البنايات المطالبة بالإخلاء، فيما شهدت عدة بنايات وشققًا سكنية عملية نزوح للمواطنين، بعد الانذارات التي تلقتها.

كما في طوباس، تواصل قوات الاحتلال، عدوانها العسكري وحصارها على مخيم الفارعة، وبلدة طمون -جنوب طوباس، لليوم الثاني على التوالي، وكانت قد شرعت منذ بداية الاقتحام، إلى تجريف الطرقات والبنية التحتية المؤدية إلى مخيم الفارعة، بالإضافة إلى إغلاق جميع مداخله بالسواتر الترابية، بالإضافة إلى مداهمة منازل في محيط المخيم، واجبار سكانها على النزوح، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.

وداهمت منازل المواطنين في أطراف بلدة طمون، وأجبرتهم على النزوح، كما دمرت جرافات الاحتلال خطًا ناقلًا للمياه بين بلدة طمون وقرية عاطوف، بالإضافة إلى إغلاق الطريق الواصل بين المنطقتين بالسواتر الترابية.

بينما، اعتقلت قوات الاحتلال ثمانية مواطنين من طمون، وشبان من مخيم الفارعة، وشابًا من مدينة طوباس، فيما واصلت الدفع بتعزيزات عسكرية إلى طمون ومخيم الفارعة، وتحليق طيران الاستطلاع الإسرائيلي في سماء المحافظة بشكل مكثف.

وكانت قد تسللت وحدات خاصة، إلى مدينة طوباس وداهمت منزلًا، تبعتها تعزيزات عسكرية من حاجز تياسير شرق طوباس، قبل انسحابها من المدينة، ويتابع الاحتلال بدفع تعزيزات إلى داخل مخيم جنين من حاجز الجلمة العسكري، في حين تستمر جرافاته بتدمير المنازل في حارة الدمج.

أمَّا في رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال، ثلاثة مواطنين من قرية كفر مالك- شرقًا، بعد أن داهمت منازلهم وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، فيما، اعتقلت شابًا من قرية شقبا غربًا، بعد مداهمة منزل ذويه وتفتيشه والعبث بمحتوياته.

بينما في القدس، اعتقلت قوات الاحتلال، أربعة مواطنين، من القدس المحتلة، وذلك خلال اقتحامه بلدة سلوان جنوب، وبلدة كفر عقب شمالًا، فيما داهمت عددًا من المنازل وعبثت بمحتوياتها، فيما اقتحمت قوة من جيش الاحتلال مخيم شعفاط -شمال شرق القدس.

كما اقتحم عشرات المستعمرين، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية، وسط اجراءات مشددة من جنود الاحتلال على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وفرض قيودًا على دخول المصلين.

ثم في الأغوار، شددت قوات الاحتلال، من إجراءاتها العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا العسكريين بالأغوار الشمالية، ما تسبب بأزمة مرورية خانقة، ويشهد الحاجزان منذ قرابة عامين تشديدات عسكرية كبيرة، وإغلاقات متكررة أمام حركة المواطنين.

كذلك في نابلس، تواصل قوات الاحتلال، منذ قرابة الأسبوعين، تشديد إجراءاتها العسكرية على حاجزي دير شرف وصرة غرب المدينة، وحاجز المربعة جنوبًا، ما تسبب بأزمة مرورية خانقة.
ونشرت بعض الحواجز الطيارة عند مداخل القرى والبلدات جنوبًا، وتقوم بتفتيش المركبات، والتدقيق بهويات المواطنين، واقتحمت المنطقة الغربية من المدينة، واعتقلت شابين في شارع عصيرة، بعد أن داهمت منزليهما وفتشتهما وعبثت محتوياتها.

بينما في قلقيلية، واصلت قوات الاحتلال، تشديد من إجراءاتها العسكرية في محيط قرية عزبة الطبيب شرقًا، في حين، أغلقت المدخل الرئيسي الغربي للعزبة بالبوابة الحديدية، وتنصب حاجزًا عسكريًا يوميًا عند المدخل الفرعي الشرقي القريب من بلدة عزون، ما تسبب بعرقلة  حركة تنقل المواطنين.

وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال، خمسة مواطنين من مدينة الخليل وبلدة حلحول شمالًا، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.

وفي السياق ذاته، شددت من إغلاقها مداخل بلدات ومخيمات ومدينة الخليل وشددت من إجراءاتها القمعية على حارات البلدة القديمة ونصبت عدة حواجز عسكرية على مدخل بلدة بيت كاحل شمالًا، وتفتيش مركبات المواطنين الخارجين من المدينة على المدخل الشمالي.