كتب الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحق بريك، على عموده بصحيفة "هآرتس"، أنه "سوف يخاطب الجمهور الإسرائيلي الذي يتصرف كقطيع أخرس، أقدامه غارقة في المستنقع وعيناه عاجزتان عن رؤية ما هو أمامه، مستمتعًا بالنجاحات المحلية التي لا تغير شيئاً في المستقبل القريب والبعيد الذي يسير إليه، داعمًا الحكومة وزعيمها في قيادة الإسرائيليين إلى طريق مسدود".

ووصف إسحق بريك وهو لواء سابق في الجيش الإسرائيلي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "بار كوخبا" العصر الحديث الذي يقودنا إلى الكارثة تمامًا كما فعل بار كوخبا الذي قُتل مئات الآلاف من اليهود تحت قيادته، وذهب من بقي منهم إلى المنفى، فها هو نتنياهو يتبنى وجهات نظر المسيانيين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وينفذ أوامرهما لرغبته في البقاء السياسي.

ويقول الكاتب: "فهؤلاء المتعصبون الثلاثة يقودوننا إلى حرب استنزاف مستمرة تدمر الاقتصاد والمرونة الوطنية والعلاقات مع العالم والأمن الوطني، في حرب لم تحقق أي هدف، ولا إطلاق سراح الاسرى المحتجزين في غزة، ولا عودة النازحين إلى ديارهم، ولا انهيار حماس وهزيمة الجبهة الشمالية في لبنان". 

ونبه إلى ضرورة إدراك حقيقة مفادها أن إسرائيل لا تستطيع هزيمة أي من اعدائها على السبع الجبهات، وأن استمرار الحرب سوف يهزمها، لأنها تخسر العالم، وتخسر الاقتصاد، وتخسر جيشها الذي تحوّل إلى غبار، وتخسر قوتها الوطنية والاجتماعية إلى حد قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية.

وحذر بريك من أن الأوان ربما يكون قد فات ليدرك الإسرائيليون أنهم لا يستطيعون القضاء على "الإرهاب" في الشرق الأوسط، ولا يستطيعون هزيمة الدول العربية، وبالتالي فإن الشيء الصحيح الذي ينبغي أن يفعلوه هو وقف الحرب، لإطلاق سراح الاسرى، ومنع جنودهم من السقوط سدى، وإعادة النازحين إلى ديارهم، وإعادة بناء الجيش، وإصلاح العلاقات مع العالم، وإعادة بناء الاقتصاد، فضلاً عن قوتهم الوطنية والاجتماعية.

وختم بالقول: "في إسرائيل يدركون أن عليهم أن يبنوا قدراتهم الوطنية بمساعدة الولايات المتحدة وغيرها من الدول الصديقة، وأن يعقدوا تحالفات تسمح لهم بالعيش لسنوات عديدة قادمة، حتى لا يضطروا إلى القول: لقد فزنا بالحرب ولكننا خسرنا بلادنا".