يدرس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، سحب صلاحيات من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بعد أن أرغمه الأخير على مغادرة المستشفى إثر خضوعه لعملية جراحية رغم معارضة الأطباء، للتصويت لصالح مشروع قانون ضمن ميزانية العام 2025.

وتأتي هذه الخطوة على خلفية رفض بن غفير الامتناع عن الحضور إلى الجلسة التي عقدت في "الكنيست"، في وقت سابق يوم أمس الثلاثاء 2024/12/31، برفقة عضو كنيست آخر من حزبه "عوتسما يهوديت"، بهدف تحقيق التكافؤ مع غياب نتنياهو وعضو الكنيست بوعاز بيسموت.

وأجبر حضور بن غفير إلى الكنيست كلا من نتنياهو وبيسموت على الحضور للمشاركة في التصويت، علمًا بأن مشروع القانون الذي صادق عليه الكنيست، مر بأغلبية صوت واحد "59-58"، في ظل إحجام بن غفير عن دعم الائتلاف لتمرير القوانين المتعلقة بميزانية 2025.

ويعتقد المقربون من نتنياهو أنه سيمتنع عن إقالة بن غفير، فيما ادعى المقربون من بن غفير أنه "لا يخشى من الإقالة" بل "يرحب بها"، كما أن حزب "عوتسما يهوديت" سيعقد اجتماعًا لبحث إمكانية معاقبة عضو الكنيست ألموغ كوهين الذي صوت لصالح الائتلاف.

ونقلت "كان 11" عن مصادر، أن بن غفير وجه حديثًا لنتنياهو في الكنيست قائلاً: "كان بإمكانك حل الأزمة بسهولة، لكنك لم تفعل"، وتجاهله نتنياهو، ليصدر مكتبه لاحقًا بيانًا هاجم فيه بن غفير ووصف خطوته بالحمقاء وغير المسؤولة، وطالبه بعدم زعزعة استقرار الحكومة.

وبحسب القناة، فإن نتنياهو يواجه ضغوطًا متزايدة من الائتلاف لفرض عقوبات على بن غفير في ظل ما وصفوه بـ"تمرده" على الائتلاف، وكذلك دعوات لإقالته التي عبّر عنها أعضاء كنيست من الائتلاف علنًا، الثلاثاء، معتبرين أنه يهدد استقرار حكومة اليمين.

ولضمان المصادقة على مشروع القانون، غادر نتنياهو مستشفى "هداسا -عين كارم" في القدس، حيث خضع لعملية جراحية سريعة، الأحد، بهدف المشاركة في تصويت الكنيست، وذلك على الرغم من معارضة الأطباء.

وتمت دعوة بيسموت "الليكود" إلى الجلسة رغم أنه في فترة حداد على وفاة والدته، وطالب مسؤولون حكوميون وأعضاء كنيست من الائتلاف بـ"إقالة" بن غفير، الذي يرفض دعم قوانين الميزانية، بسبب خلافه مع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، حول ميزانيات لوزارته.

وفي البيان الذي صدر عن مكتبه، قال نتنياهو: إن "الحكومة صادقت على مشروع قانون مهم في إطار الميزانية، رغم التحديات التي واجهتها"، معتبرًا أن القانون يهدف إلى "تعزيز أمن إسرائيل واقتصادها".

وأضاف: "دولة إسرائيل في حالة حرب مع تحديات وجودية".

وتابع: "لا يوجد حماقة غير مسؤولة أكثر من زعزعة استقرار الائتلاف في هذا الوقت أو المخاطرة بسقوط حكومة اليمين"، وذلك في رسالة إلى بن غفير.

وقال: "أنا أؤيد مشروع الميزانية وأطلب من جميع شركاء الائتلاف أن يوافقوا على هذه الميزانية ككتلة واحدة".

ورفض نتنياهو انتقادات بن غفير بشأن ميزانيات تتعلق بتمويل الشرطة، مشددًا على أن شرطة إسرائيل تلقت زيادات كبيرة في ميزانيتها خلال العامين الماضيين، وذلك بشكل عادل، وأشار إلى أن "ميزانية وزارة الأمن القومي ستزيد بشكل كبير في ميزانية 2025".

وفي الختام، قال نتنياهو: إنه "اتوقع من جميع أعضاء الائتلاف، بما في ذلك بن غفير، التوقف عن زعزعة استقرار الائتلاف والمخاطرة بوجود حكومة يمينية في هذه اللحظة الحاسمة في تاريخ إسرائيل، ومن الممكن ومن الضروري تجاوز الفجوات في الائتلاف دون زعزعته، وهذا ما سنفعله".