كشف مسؤول فلسطيني رفيع ان الجانب الفلسطيني سيطالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بإلغاء فكرة «الاتفاق الإطار» في حال اصراره على ان يتضمن الاعتراف بإسرائيل وطناً قومياً للشعب اليهودي، فيما افادت مصادر إعلامية اسرائيلية ان واشنطن ستطلب من الحكومة الإسرائيلية تجميداً جزئياً للاستيطان باعتبارها خطوة مهمة في طريق تمديد فترة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين حتى نهاية العام الحالي على الأقل.
وقال المسؤول الفلسطيني لصحيفة الحياة اللندنية، قبيل اجتماع كيري والرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس مساء امس، ان الجانب الفلسطيني حذر الوزير الأميركي من خطورة اصراره على «اتفاق اطار» يحمل اعترافاً فلسطينياً بإسرائيل دولة يهودية، خصوصاً على الاستقرار في الضفة الغربية، مشيراً الى ان الشعب الفلسطيني لن يقبل خوض اي عملية سياسية تتضمن مثل هذا الشرط، ومؤكداً ان الجانب الفلسطيني يفضل اي بديل آخر على اتفاق من هذا النوع.
الى ذلك، نقلت اذاعة الجيش الإسرائيلي عن اعضاء في فريق المفاوضين الأميركيين ان الولايات المتحدة ترغب في توقف اعمال البناء في المستوطنات المعزولة، فيما يمكن استمرار البناء في التجمعات الاستيطانية الكبرى التي تريد اسرائيل الاحتفاظ بها في اطار اي اتفاق مع الفلسطينيين.
وأوضحت الإذاعة ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لم يرد على الطلب الأميركي بتجميد جزئي للاستيطان، مضيفة ان «الجانب الإسرائيلي مدرك فعلاً بأن تقديم اتفاق - اطار رسمياً لن يكون كافياً لإقناع الرئيس الفلسطيني بالبقاء الى طاولة المفاوضات من دون ان توافق تل أبيب على القيام ببادرة ما».
وتابعت الإذاعة انه من اجل تجنب ازمة مع المتشددين في الحكومة الإسرائيلية يمكن ان يطبق نتانياهو تجميداً جزئياً «غير رسمي» للاستيطان، بحيث توقف مختلف الوزارات المعنية في الاستيطان نشر استدراجات عروض لبناء وحدات سكنية جديدة في المستوطنات المعزولة.
ورفض نتانياهو تجميد الاستيطان منذ استئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية في 29 تموز (يوليو) تحت اشراف الولايات المتحدة. ورداً على اسئلة اذاعة الجيش اعلن وزير الإسكان اوري ارييل عضو الحزب القومي «البيت اليهودي» ان تجميداً، ولو جزئياً للاستيطان، «غير مطروح»، لافتاً الى ان «نتانياهو اعلن بشكل رسمي في الآونة الأخيرة امام الكنيست مواصلة البناء» الاستيطاني.
وخلال جولته المكوكية الأخيرة في الشرق الأوسط في كانون الثاني (يناير) عرض كيري على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي مشروع «اتفاق اطار» يرسم الخطوط العريضة لتسوية نهائية حول مسائل «الوضع النهائي» مثل الحدود والأمن ووضع القدس واللاجئين الفلسطينيين. إلا ان الطرفين رفضا معظم بنود هذا الاقتراح الذي يتوقع ان يقدمه كيري قريباً بشكل رسمي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها