رغم جمال طبيعتها، وتنوع مكوناتها، يوجد حول العالم مناطق يمنع أن يطأها البشر، فهي مغلقة بإحكام أمامهم لأسباب متعددة منها أمنية، علمية، صحية، وقانونية، وهذه الزوايا المعزولة من العالم هي مناطق محظورة على البشر لخطورتها عليهم، ورغم ذلك يتوق المغامرون إليها ويحلمون بالوقت الذي سيسمح لهم بزيارتها، فكل محظور مرغوب.

قبو القيامة

قبو القيامة

في القطب الشمالي يوجد مكان يسمى "قبو القيامة"، وهو مخصص لتخزين عينات من البذور، حيث تحتفظ كل دولة ببذورها الضرورية لإنتاج الغذاء، ويشكل وجود بنك البذور هذا في السفح البارد نوعاً من الضمانات العالمية في حالة وقوع كارثة عالمية كبرى، فهو مخبأ حيوي للبذور قادر على الحفاظ على احتياطي من المحاصيل، كما يضمن استعادة الأنواع إن حدث أي انقراض لها بسبب الحروب والأمراض والكوارث.

ويقع القبو على بعد حوالي 1300 كيلومتر من القطب الشمالي وعلى ارتفاع 130 متراً من مستوى سطح البحر، وتساعد طبقة الجليد المتجمدة بشكل دائم والتي تحيط بالقبو في الحفاظ على مئات الآلاف من عينات البذور المخزنة هناك.

ويعتبر موقع القبو مثاليًا لهذه المهمة نظرًا لقلة النشاط الزلزالي، وهو محمي بسبعة مفاتيح، مما يضمن بقاء البذور الموجودة بداخله على قيد الحياة لآلاف السنين إذا لزم الأمر، لكن في السنوات الأخيرة، ومع وصول درجات الحرارة، إلى مستويات قياسية في القطب الشمالي حذر العلماء من مصير القبو وسط مخاوف من أن يتسبب ارتفاع درجة الحرارة في ذوبان الجليد بالمنطقة.

 الكهف الفرنسي

الجزيرة المسمومة

جزيرة الأفاعي أو الجزيرة المسمومة هي جزيرة "إيلا دي كيمادا جراندي" تبلغ مساحتها 43 هكتارًا وتقع قبالة ساحل ساو باولو بالبرازيل، وهي من الأماكن الفريدة والمميزة بمناظرها وتضاريسها، لكنها محظورة على السياح بسبب خطورة ثعابينها فهي ثاني أكبر مكان لتجمع الثعابين في العالم. حيث يوجد في الجزيرة أنواع من الثعابين النادرة والمهددة بالانقراض، وأيضًا شديدة السمّية مقارنة بمثيلاتها الموجودة في باقي أنحاء العالم، فسمّها قادر على إذابة اللحم البشري حول منطقة اللدغة.

وقد منعت الحكومة البرازيلية أي شخص من زيارة الجزيرة كإجراء احترازي، واستثنت بهذا الخصوص بعض الباحثين الذين يجب أن يرافقهم طبيب مختص وأن يتبعوا بروتوكولات صارمة لزيارة الجزيرة.

لاسكو.. الكهف الفرنسي

هو كهف فريد يحتوي على أعمال فنية ثمينة، اكتشفه أربعة مراهقين كانوا يبحثون عن كلبهم بجنوب فرنسا عام 1940، فقادهم الكلب إلى كهف مغطى بلوحات فنية على الجدران عبارة عن زخارف ونقوش ورسوم نادرة تصور حيوانات مثل الخيول والغزلان.

حين اكتشف الكهف كانت الحرب العالمية الثانية قد بدأت للتو، وبعد مرور ثماني سنوات من اكتشافه، فُتح كهف لاسكو أمام الجمهور الفضولي، لكن في عام 1963، تم تعليق الدخول إليه بسبب تأثر الأعمال الفنية على جدرانه بثاني أكسيد الكربون الناتج عن التنفس، بعد أن وصل عدد زوراه في اليوم الواحد 1200 شخصا.

هذا الإقبال الجماهيري الكبير أثر على ألوان النقوش والرسوم نتيجة تغير في مستوى الإضاءة ودورة الهواء بالكهف، وهو ما دفع السلطات إلى إغلاقه وبناء كهف مماثل يبعد 200 متر عن الكهف الأصلي ويحتوي على نسخ من الرسوم الموجودة في الكهف.

سرة العالم

تقع "سرة العالم" في أستراليا وتحديدًا في منطقة "أولورو" وهي واحدة من أكبر الكتل الصخرية في العالم، كانت المنطقة تعتبر منطقة جذب سياحي بامتياز وعلى مدى سنوات عديدة، لكن مؤخرًا دخلت قائمة الأماكن التي لا يمكن للجمهور زيارتها.

سابقا كان زوار الصخرة من المغامرين الذين كانوا يحاولون الصعود إلى القمة على ارتفاع 348 مترًا، لكن بعضهم كان يصاب بالتعب الشديد والإغماء بسبب شدة الحرارة التي تتجاوز درجاتها 47 درجة مئوية.

لكن صعوبة الصعود إلى القمة لم تكن هي السبب الرئيسي في منع زيارة الصخرة، بل إنها كانت بموقع مقدس بالنسبة لسكان أنانغو الأصليين، الذين هم حراس الصخرة، فطالبوا بأن يتوقف الزوار عن تسلقها احترامًا لتقاليدهم، فاتخذ مجلس متنزه أولورو-كاتا تجوتا قرارًا بمنع السياح من زيارته، وكان يوم 25 أكتوبر 2019 هو اليوم الأخير الذي سُمح فيه للأشخاص بتسلق الصخرة قبل دخول الحظر حيز التنفيذ.