يصادف اليوم الثالث عشر من تشرين ثاني/ نوفمبر، ذكرى الخطاب التاريخي الذي ألقاه الشهيد الرمز الرئيس ياسر عرفات، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974.
 وجاء في الخطاب العبارة الشهيرة، "لقد جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن الزيتون مع بندقية ثائر،  فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".

في الدورة التاسع والعشرين لعام 1974، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبأغلبية كبيرة، على إدراج القضية الفلسطينية كبند مستقل في جدول أعمالها بعد انقطاع دام أكثر من 20 عامًا، وفي الدورة نفسها دعت الجمعية العامة، منظمة التحرير الفلسطينية، للاشتراك في مداولات الجمعية بشأن القضية الفلسطينية في الجلسات العامة، واعتبرت هذه المنظمة هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني والطرف الأساسى المعني بقضية فلسطين، وتجسيدًا لهذا الموقف وجهت المنظمة الدولية دعوة إلى الرئيس الرمز ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة.

في كلمته، قال أبو عمار: "إن الإرهاب الصهيوني ارتكب بحق الشعب الفلسطيني المجازر لإجلائه عن وطنه واقتلاعه من أرضه، مدون لديكم في وثائق رسمية وزعت في الأمم المتحدة، لقد ذبح الآلاف من أبناء شعبنا في قراهم ومدنهم، وأجبر عشرات الأولوف تحت نار البندقية وقصف المدافع والطائرات أن يتركوا بيوتهم وما زرعوا في أرض أجدادهم، وكم من مرة أجبر فيها أبناء من شعبنا نساء وأطفال وشيوخ على الخروج من دون زاد أو ماء وأرغموا على تسلق الجبال والتيه في الصحراء".

وتابع: "إنني ثائر من أجل الحرية. وأعرف أن كثيرين من الجالسين في هذه القاعة كانوا في مثل المواقع النضالية التي أقاتل منها الآن، واستطاعوا من خلال نضالهم أن يحولوا أحلامهم إلى حقائق، إنهم شركائي في الحلم إذن، من هنا أسألهم أن نمضي في تحويل الحلم المشترك بمستقبل السلام في هذه الأرض الفلسطينية المقدسة إلى حقائق ساطعة".

وأضاف: "بصفتي رئيسًا لمنظمة التحرير وقائداً لقوات الثورة الفلسطينية، أدعو اليهود فردًا فردًا ليعيدوا النظر في طريق الهاوية الذي تقودهم إليه الصهيونية والقيادات الإسرائيلية وهي التي لم تقدم لهم غير النزيف الدموي الدائم والاستمرار في خوض الحروب واستخدامهم كوقود دائم لها. إننا ندعوكم للخروج إلى مجال الاختيار الرحب بعيدًا عن محاولات قيادتكم لغرس عقيدة المساواة وجعلها قدراً لكم. إننا نقدم لكم أكرم دعوة أن نعيش معًا في إطار السلام العادل في فلسطيننا الديمقراطية.

"الحرية تندلع من فلسطين والسلام يبدأ من فلسطين".. تعبير ورد في الخطاب التاريخي للزعيم ياسر عرفات منذ 44 عامًا، ألقاه في الأمم المتحدة، في 13 نوفمبر 1974، الذي ندد خلاله بالإرهاب الصهيوني، مطالبًا بتطبيق حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وكسب خطابه التعاطف مع القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.