في مبادرة وطنية حملت رسائل الأمل والانتماء، نظّمت فرقة "الكوفية للتراث الوطني" نشاطًا ترفيهيًا في حي البركسات بمخيم عين الحلوة، مستهدفةً أطفال العائلات النازحة من الجنوب اللبناني، الذين نزحوا من مخيمات الرشيدية، البص، برج الشمالي، والمعشوق، إلى جانب القرى الجنوبية المتضررة جرّاء العدوان الإسرائيلي المتواصل.
جاءت هذه المبادرة عقب إحصاء أجرته حركة "فتح" واتحاد المرأة في منظمة التحرير، حيث توصّل إلى أن قرابة أربعمئة عائلة لجأت إلى حي البركسات وحده في مخيم عين الحلوة، قادمة من مناطق الجنوب المنكوبة؛ وقد عانى أطفال هذه العائلات من ظروف قاسية أثّرت على حالتهم النفسية، مما جعل المبادرات الإنسانية التي تزرع البسمة في قلوبهم أولوية ملحة لدى فرقة "الكوفية" بحسب ما قالت مديرة الفرقة، أمين سر المكتب الحركي الفني في منطقة صيدا حورية الفار، لموقع "فلسطيننا".
استُهلّ النشاط بتوزيع الحلوى والعصائر على الأطفال، تلاها فعاليات ترفيهية متنوعة شملت الرسم على الوجوه والألعاب التفاعلية، التي ساهمت في خلق أجواء من الفرح والانتماء. كما قُدمت لوحات مرسومة لكل طفل تحمل اسم البلد الأصلي الذي يأملون في العودة إليه بعد دحر الاحتلال، وقد كانت هذه اللوحات رمزًا يعزز روح التمسك بحق العودة في نفوس الأطفال، ويعيد ربطهم بأرضهم وأصولهم في فلسطين، ويحُفّزهم على الحلم بوطن حر ومستقبل مشرق.
بالرغم من تواضع الأدوات المستخدمة، حقق النشاط هدفه الأسمى برسم الابتسامة والفرح على وجوه الأطفال المتأثرين بالنزوح، حيث جاءت هذه المبادرة بدعم متواضع من فرقة "الكوفية"، ومن خلال تفاعل الأطفال من مختلف الأحياء، مثل بستان القدس والبركسات، الذين شاركوا أقرانهم المرح والشعور بالأمان ولو لبرهة قصيرة.
هذا النشاط يعكس رسالة فرقة "الكوفية للتراث الوطني" التي تهدف إلى دعم أبناء شعبنا وترسيخ التراث الفلسطيني في نفوس الأطفال، وتقديم الدعم المعنوي والنفسي للأسر المتضررة من العدوان الإسرائيلي. كما يعكس حجم التلاحم والتضامن الاجتماعي في المخيمات، والجهود الحثيثة المبذولة لمساعدة المهجرين والنازحين على تجاوز محنتهم وتخفيف معاناتهم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها