شنت قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء 2024/10/23، حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية المحتلة، طالت عشرات الفلسطينيين، كما هاجم مستوطنون منازل ومواقع أثرية.

ففي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء، وتمركزت في منطقة "التل"، في البلدة القديمة، وأطلقت الرصاص الحي في الهواء، وقنابل الغاز السام والصوت تجاه الطلبة أثناء مغادرتهم مدارسهم، بعد انتهاء الدوام المدرسي، دون أن يبلغ عن إصابات.

كما اعتدت على طلبة المدارس، مما خلق حالة من الهلع والخوف بين صفوف الطلبة، فيما لاحقت عددًا آخر من الطلبة.

ويُذكر أن اعتداءات الاحتلال المتواصلة منذ بداية العام الدراسي الجاري على الطلبة، تمثلت في التضييق عليهم أثناء مغادرتهم مدارسهم وبعدها، علمًا أن مجمع المدارس يقع في البلدة القديمة بمحاذاة الشارع الاستعماري، وجدار الفصل والتوسع العنصري.

كما أغلقت قوات الاحتلال المدخل الرئيس لقرية المنشية- جنوب شرق بيت لحم، بالسواتر الترابية والمكعبات، ما اعاق حرية التنقل في قرى: مراح رباح، وبيت فجار، ومخيم العروب، وبيت امر، وصوريف، وسعير، بالإضافة الى 200 مصنع للحجر والرخام في الريف الجنوبي.

أما في الخليل، فقد اقتحمت عدة آليات عسكرية إسرائيلية الليلة، بلدة حلحول- شمال الخليل، وتجولت في عدة أحياء وشوارع، ودارت مواجهات بيت قوات الاحتلال والمواطنين، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت صوب المواطنين، ما أدى لإصابة طفلان بالرصاص الحي في الساق.

ونصبت قوات الاحتلال حاجزًا عسكريًا في منطقة مقر البركة في قرية الكرمل -جنوب الخليل، واستولت على مركبة مواطن وحطمت مركبة أخرى. كما طاردت عددًا من مركبات المواطنين، وأطلق الرصاص الحي تجاهها.

وتواصل قوات الاحتلال نصب حواجزها العسكرية الطيارة على الشوارع والمفترقات الرئيسية بين التجمعات والقرى وخرب مسافر يطا جنوب الخليل، والاستيلاء على المركبات، والتدقيق في هويات المواطنين، وغيرها من الممارسات وعمليات الاعتقال والضرب والتخريب.

وفي ذات السياق، هدم مستعمرون مساكن المواطنين في تجمع خربة "جورة الخيل" شرق بلدة سعير شرق مدينة الخليل، واستولوا على محتوياتها وأتلفوها بالكامل، بعد أن أجبروا أصحابها على الرحيل عنها قسرًا قبل يومين.

وكانت خمس عشرة عائلة تسكن الخربة قد أُجبرت على ترك مساكنها والرحيل قسرا عنها، تحت تهديد عصابات المستعمرين لها بالسلاح، واعتداءاتهم المستمرة التي طالت ممتلكاتهم وشملت تدمير منازلهم، وسرقة أعداد كبيرة من أغنامهم، واستهداف حياتهم وحياة أطفالهم ونسائهم، وتهديدهم إما بالقتل أو الرحيل.

وكان آخر تلك الاعتداءات سرقة عشرات المستعمرين الذين يرتدون لباسًا عسكريًا، "300" رأس من الأغنام، والاعتداء على الأهالي بالضرب، والاستيلاء على هواتفهم، وتهديدهم بالقتل أواخر الشهر الماضي.

يذكر، أن الاحتلال والمستعمرين يهدمان هذه الخربة للمرة الثانية، إذ هُدمت في المرة الأولى عام 2016. وفي شهر أكتوبر العام الماضي هدم المستعمرون، تجمع "القانوب" شرق بلدة سعير بالكامل، بعد أن أجبروا 5 عائلات على ترك مساكنها والرحيل قسرًا عنها.

وفي قلقيلية،  اقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم الأربعاء، مدينة قلقيلية، وتحديدًا حي القرعان، واعتقلت عددًا من المواطنين، عقب مداهمة منازلهم وتفتيشها، افرجت عن بعص المعتقلين في وقت لاحق بعد اجراء تحقيقات ميدانية معهم.

وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم الأربعاء، المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، لتأمين اقتحام المستعمرين لمنطقة "مقام يوسف"، مما أدى إلى اندلاع مواجهات، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

كما اقتحم مستعمرون اليوم، موقع "برناط" الأثري فوق قمة جبل عيبال في نابلس، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ الصباح، وتجمعوا فيها، وأدوا طقوسًا تلمودية.

و يزعم المستعمرين وجود "مذبح" فوق قمة جبل عيبال، في محاولة لفرض أمر واقع لأطماعهم الاستعمارية، وحاولوا أكثر من مرة إقامة بؤرة استعمارية في المنطقة. وكانت قد أغلقت قوات الاحتلال قبل شهرين طريقًا قرب المنطقة بالسواتر الترابية، لتأمين اقتحامات المستعمرين.

وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال، شابًا، خلال اقتحامها قرية جلجليا- شمال رام الله.

كما اقتحمت آليات الاحتلال قرية المدية -غرب رام الله، وأحياء سطح مرحبا وجبل الطويل في مدينة البيرة وكفر عقب شمال القدس المحتلة.

أما في سلفيت، فقد اقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم، بلدة الزاوية -غرب سلفيت، وداهمت عدة منازل، ولم يبلغ عن اعتقالات.

وأطلق عددًا من مستعمري مستعمرة "تفوح" المقامة على أراضي المواطنين،قرية ياسوف -شرق مدينة سلفيت، النار صوب محول الكهرباء المغذي للقرية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عنها، فيما منعت قوات الاحتلال طواقم المجلس القروي والفنيين من إصلاح العطل وقامت بطردهم من المكان.

وهذه هي المرة الثالثة التي يتسبب بها المستعمرون بانقطاع التيار الكهربائي عن القرية، حيث سبقها تحطيم غرفة الكهرباء المغذية للقرية، واحراقها، الأمر الذي تسبب بأضرار كبيرة للمواطنين وأصحاب المحلات التجارية.

كما واصلت آليات الاحتلال اليوم، تجريف مساحات واسعة من أراضي منطقة "خلة شمس" الواقعة على المدخل الرئيسي لبلدة الزاوية غرب سلفيت، لصالح مد خطوط مياه وصرف صحي للمستعمرات، والتي قد تصل إلى محطة التنقية المقامة على أراضي المواطنين خلف جدار الفصل والتوسع العنصري في المنطقة الغربية من البلدة.

وفي القدس، اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء، شابًا من بلدة العيسوية- شمال شرق مدينة القدس المحتلة، بعد أن داهمت منزله، وفتشته.

وفي سياق آخر، أعاقت قوات الاحتلال مرور المركبات على حاجز جبع، ونصبت حواجز في محيط حاجز حزما- شمال شرق القدس المحتلة.

كما اقتحمت قوات الاحتلال، بلدة عناتا- شمال شرق القدس المحتلة، برفقة جرافة،  وتوجهت إلى محيط جدار الفصل والتوسع العنصري المقام على أراضي البلدة.

واعتقلت، أسيرًا محررًا، عند أحد الحواجز العسكرية المحيطة بالمدينة المحتلة، وهو من سكان حي رأس العمود.

أما في طوباس، فقد تسللت  قوة إسرائيلية خاصة، فجر اليوم، إلى بلدة عقابا- شمال طوباس، واعتقلت شابًا من منزله.

وفي أريحا، اقتحم مستعمرون بحماية قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء، موقع "شهوان" الأثري، وأدوا طقوسا تلمودية.

ويذكر أن هذا الموقع الأثري يعود تاريخه إلى العصر البيزنطي، ويتضمن أرضية من الفسيفساء، واكتشف في أعمال التنقيب التي أجراها عالم الآثار الفلسطيني ديمتري برامكي خلال عمله مع دائرة الآثار التابعة للانتداب البريطاني في عام 1936، وقام مالك الأرض، المواطن الفلسطيني حسني شهوان من القدس، ببناء منزل فوق أرضية الفسيفساء للحفاظ عليها.