شدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يوم أمس الإثنين 2024/10/14، على التزام إسرائيل بمواصلة العدوان المتصاعد على جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، في إطار العمليات العسكرية ضد الجبهة الشمالية، وذلك في ظل التقارير الإسرائيلية عن التزامات قدمتها تل أبيب لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بالامتناع عن شن هجمات في بيروت.
وتزامنت تصريحات نتنياهو التي صدرت عنه خلال زيارة ميدانية لقاعدة تدريب لواء غولاني قرب بنيامينا، التي تعرضت لهجوم شنته الجبهة الشمالية بواسطة طائرة مسيرة وأسفرت عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة العشرات، مما سبب جدل في إسرائيل حول أسباب عدم مهاجمة الجيش الإسرائيلي لأهداف في العاصمة اللبنانية منذ يوم الخميس الماضي.
وجاء في بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة، أن "نتنياهو زار اليوم قاعدة لواء غولاني، التي تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة من قبل الجبهة الشمالية، حيث تجول في غرفة الطعام التي تعرضت للهجوم، وأجرى محادثات مع القادة والجنود حول الحادث المؤلم الذي أودى بحياة أربعة مقاتلين وأدى إلى إصابة العشرات".
وخلال الزيارة، قال نتنياهو: "أنا هنا في قاعدة غولاني التي تعرضت أمس لهجوم بطائرة مسيرة من الجبهة الشمالية، تسمعون إطلاق النار في الخلفية، هؤلاء هم جنود غولاني الذين يواصلون التدريب استعدادًا لمواصلة المعركة، أود أن أقدم أحر التعازي لعائلات الجنود الأربعة الذين سقطوا هنا أمس".
وأضاف: "نحن نقاتل في معركة صعبة ضد محور الشر في الشرق الاوسط الذي عزم على تدميرنا، لن ينجحوا في ذلك. نحن نواصل القتال. نحن ندفع أثمانًا مؤلمة، لكن لدينا إنجازات هائلة؛ وسنواصل تحقيقها. أريد أن أوضح: سنواصل ضرب الجبهة الشمالية بلا رحمة في جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك بيروت. كل ذلك وفقًا للاعتبارات العملياتية".
وجاءت تصريحات نتنياهو في أعقاب تقرير أوردته هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11"، نقلاً عن مصادر عسكرية يفيد بأن القيادة السياسية في إسرائيل أصدرت تعليمات للجيش منذ ثلاثة أيام بالامتناع عن مهاجمة أهداف في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك في ظل الضغوط التي مارسها الرئيس الأميركي جو بايدن، على نتنياهو.
في المقابل، نفى مسؤول في الحكومة الإسرائيلية توجيه أوامر من القيادة السياسية بالامتناع عن مهاجمة بيروت، التي ترصد وسائل الإعلام الإسرائيلية عدم شن هجمات فيها منذ يوم الخميش الماضي، وقال المسؤول: "إسرائيل تهاجم كل مكان في لبنان بما في ذلك بيروت وسنثبت ذلك في الأيام المقبلة أيضًا".
كما نقلت "القناة 12" الإسرائيلية، عن مصادر إسرائيلية مطلعة (لم تسمها)، أن حكومة نتنياهو لم تقدم التزامات لواشنطن بالامتناع عن مهاجمة بيروت، وأشارت المصادر إلى أن الالتزامات الإسرائيلية اقتصرت على تجنب، إن أمكن، تنفيذ عمليات اغتيال في الفترة القريبة المقبلة، قد تؤدي إلى أضرار جانبية كبيرة، في إشارة إلى مجازر بحق المدنيين في إطار محاولات اغتيال قادة في الجبهة الشمالية.
ولفتت "كان 11"، مساء أمس، نقلاً عن مصدر مطلع، إلى أن إسرائيل تعتزم تنفيذ هجمات موسعة في لبنان، وربما حتى في بيروت، التي امتنعت عن استهدافها منذ يوم الخميس، للرد على هجوم الجبهة الشمالية، وأشار المصدر إلى أن نتنياهو أصدر توجيهات بأن أي هجوم على بيروت يجب أن يُعرض على موافقته الشخصية، وذلك عقب محادثته الأخيرة مع بايدن.
وفي سياق متصل، رفض نتنياهو اليوم أمس الاتهامات، بأن قوات إسرائيلية استهدفت عمدًا قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" ووصفها بأنها "زائفة تمامًا"، وجدد دعوته لانسحاب القوة من مناطق القتال.
وقال نتنياهو: إن "الجيش بذل قصارى جهده لتجنب إيذاء أفراد اليونيفيل في أثناء استهداف مقاتلي الجبهة الشمالية، لكن أفضل طريق لضمان سلامة أفراد اليونيفيل هو أن تستجيب اليونيفيل لطلب إسرائيل والابتعاد مؤقتًا عن طريق الأذى".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها