بقلم: الحارث الحصني

كشف انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم الفارعة للاجئين جنوب طوباس، بعد عدوان امتد لثلاثين ساعة، عن دمار واسع في طرقات وأزقة المخيم وبنيته التحتية ومنازل وممتلكات المواطنين.

واجتاح الاحتلال المخيم، عند منتصف ليلة الأربعاء، بعدد كبير من جنود المشاة، فيما اتبعتها بتعزيزات عسكرية إلى المخيم من جهة حاجز الحمرا العسكري، برفقة جرافات.

وأسفر العدوان عن ارتقاء الطفلين الشقيقين مراد "13 عامًا" ومحمد مسعود جعايصة "17 عامًا"، والشابين أحمد صالح نبريصي "23 عامًا"، وإبراهيم عبد القادر غنيمي "22 عامًا"، بالإضافة إلى إصابة ثمانية مواطنين آخرين، جراء قصف من طائرات الاحتلال المسيرة.

ويروي مواطنون في المخيم أنهم لم يتجاوزوا بعد آثار العدوان الذي شنه الاحتلال على المخيم في العاشر من حزيران/ يونيو الماضي على مدار 15 ساعة متواصلة، ليلحق هذا العدوان دمارًا مضاعفًا في منازلهم وممتلكاتهم.

ويقول رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم الفارعة، عاصم منصور: إن "الدمار طال كل شيء، مركبات ومنازل وطرقات وشبكات مياه، وممتلكات عامة وخاصة"، مضيفًا أن عملية حصر الأضرار المادية في المخيم تحتاج أيامًا، خاصة أن الاحتلال داهم 90% من منازل المواطنين وعاث فيها دمارًا وخرابًا.

وخلال مداهمتها للمنازل، اعتدت قوات الاحتلال على المواطنين، وروّعت الأطفال والنساء، وحولت المنازل إلى نقاط للتحقيق الميداني.

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، نُشرت صور ومقاطع فيديو لآثار الدمار الذي خلفه اجتياح المخيم، الذي وصف بالأعنف تقريبًا منذ أكثر من عقدين من الزمن، تحديدًا عام 2002، عندما اجتاح الاحتلال محافظات الضفة الغربية بشكل كامل ودمر كل مقومات الحياة فيها. واليوم تعود المظاهر نفسها إلى الواجهة، بعد أن انسحب الاحتلال وبدأت أشكال الدمار تتكشف.

وطال الدمار مسجد أبو بكر الصديق في المخيم، بعد أن فجّرت قوات الاحتلال مرفقًا أسفله، ما أدى إلى حدوث أضرار واشتعال النيران في المسجد.

وتضرر المبنى السكني المكون من ثلاثة طوابق، والذي يقطنه المواطن حازم جعايصة مع والده وشقيقه، جراء قصف طائرات الاحتلال المسيّرة لمجموعة من الشبان في المخيم.

ويقول جعايصة: "دمرت النوافذ بشكل كامل، وأتلفت صهاريج المياه على سطح البناية والتي تزودنا بمياه الشرب، كما دمرت شبكة الكهرباء الخاصة بالبناية بشكل كامل"، واصفًا الوضع "بأنه حياة دون مقومات".

ويضيف: أن "سقف منزله مهدد بالسقوط، بعد تأثره من القصف الذي نفذته طائرات الاحتلال المسيرة في المخيم".

شهادات كثيرة من المخيم لمواطنين تؤكد أن بيوتهم تعرضت لدمار وأضرار.

ويشير المواطن محمد أبو حيدر إلى أن عدد من المنازل التي تضررت نوافذها وبعض أبوابها بشكل كامل.

ويروي المواطن أيمن صبيح كيف دمرت قوات الاحتلال الباب الرئيسي لمنزله بقذائف "الأنيرجا" قبل مداهمته.

ويضيف: "دمروا النوافذ، والأثاث، وكل شيء أمامهم، إنهم ينتقمون من كل شيء أمام وجوههم".

وحتى نهاية أيار/ مايو المنصرم، تشير إحصائيات مديرية الحكم المحلي في طوباس، إلى أن الاحتلال ألحق خلال اقتحاماته المتكررة للمحافظة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أضرارًا بـ 69 مركبة، ودمر 63 مبنى، سواء بشكل كلي أو جزئي.

وقدرت الأضرار في الطرق، والمباني العامة، وشبكات المياه، والجدران الاستنادية بحوالي 201 ألف شيقل، فيما قدرت طواقم الحكم المحلي الخسائر في المرفقات بحوالي 115 ألف شيقل.

ويقع مخيم الفارعة على بعد عدة كيلومترات جنوب طوباس، على مساحة تقدر بـ250 دونمًا، ويصل تعداد سكانه تقريبًا 8 آلاف نسمة.