نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالاً مثيراً للجدل للضابط الأميركي المستقيل هاريسون مان، الذي استقال من منصبه في مايو الماضي؛ احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقاله، أبدى مان قلقه الشديد من اتساع دائرة التصعيد الإقليمي وذبح المدنيين الفلسطينيين دون مبرر يُذكر.

مان أكد في مقاله أنه حذر من التصعيد الإقليمي عند استقالته، ولكن الأزمة الإنسانية في غزة لم تتدهور فقط، بل ظهرت بوادر تدريب القوات الأميركية على التصويب نحو دول جديدة. وأعرب عن استغرابه من انعدام خطة حقيقية تدعم قرار إدارة بايدن بتسريع نشر الطائرات والسفن الحربية في الشرق الأوسط. وتساءل ما إذا كان ذلك دعماً غير مشروط لحكومة بنيامين نتنياهو، مما يشجع نتنياهو التصعيد نحو حرب أوسع.

أشار مان إلى أن نتنياهو لم يكن ليقدم على قتل كبار مسؤولي حزب الله وحماس في بيروت وطهران، والذي أدى إلى إصابة جنود أمريكيين في هجوم انتقامي، لولا ثقته بأن البحرية الأميركية ستتحرك فوراً لحمايته من العواقب. ويرى مان أن تسلسل الأحداث بين لبنان وإسرائيل سيؤدي إلى حرب جديدة يسعى نتنياهو من خلالها للتشبث بالسلطة، مشيراً إلى أن غزو لبنان لن يسير كما يخطط له نتنياهو، وليس كافياً لحماية "إسرائيل" وتحقيق النصر.

مان يلفت إلى أن القوات الأميركية ستُعاني نتيجة هذه القرارات المتهورة، وستستمر في الموت والإصابة في هذه الحروب. ويتساءل عن منطقية التضحية بأكبر قدر من القوات لأجل نزوات سياسي أجنبي. يقول مان "من المؤلم القول إن قتلهم لم يكن دفاعاً عن بلادهم، بل كان دعماً لسياسات تجعل الإسرائيليين أقل أماناً يوماً بعد يوم".

مان يدعو في ختام مقاله الرئيس الأميركي إلى أن يكون صريحًا بشأن المخاطر التي تواجهها القوات الأميركية ولماذا هي مبررة. يطالب الرئيس بشرح كيفية استخدام القواعد الصغيرة سيئة الدفاع وما يترتب على ذلك من مخاطر لأمن الشعب الأميركي.