هاجم وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وذلك خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست والذي عُقد في مكتب في وزارة الأمن، يوم أمس الإثنين 2024/08/12، ووصف عبارة "الانتصار المطلق" التي يكررها نتنياهو بأنها "هراء" وقال: إنه "في الغرفة المغلقة لا يظهرون الشجاعة نفسها"، حسبما نقلت عنه "القناة 12".

وأضاف: أنه "لا توجد تسريبات لوسائل الإعلام من هيئات برئاستي، وأشار إلى أن تأخر الصفقة لتبادل أسرى هو بسبب إسرائيل أيضًا، وأنه لن يحدث شيئًا إذا انسحبت إسرائيل من محور فيلادلفيا لشهرين".

وعقب مكتب نتنياهو، على أقوال غالانت ببيان مقتضب جاء فيه: أنه "عندما يتبنى غالانت السردية المعادية لإسرائيل، فإنه يمس باحتمالات التوصل إلى صفقة تحرير الاسرى، وكان جديرًا أن يهاجم العدو الذي يرفض إرسال وفد إلى المفاوضات، والذي كان ولا يزال العقبة الوحيدة لصفقة مخطتفين".

وأضاف بيان نتنياهو: أن "أمام إسرائيل خيار واحد فقط، تحقيق انتصار مطلق، الذي يعني القضاء على قدرات الفصائل الفلسطينية العسكرية والسلطوية، وتحرير الاسرى، وهذا الانتصار سيتحقق، وهذه هي التعليمات الواضحة لرئيس الحكومة نتنياهو والكابينيت، وهي تلزم الجميع وبضمنهم غالانت".

وفي أعقاب هذا السجال الذي يدل على توتر شديد للعلاقة بينهما، قال مقربون من نتنياهو: إن "إقالة غالانت ليست مطروحة، وأن نتنياهو لا يتأثر من المنفلتين ويدرك أنه لا تتم إقالة وزير أمن خلال الحرب".

وقال غالانت للجنة الخارجية والأمن: "إننا في مفترق طرق وتوجد إمكانية لصفقة ستؤدي إلى تسوية في الشمال والجنوب، وإمكانية أخرى هي الإنزلاق إلى حرب، وأنا وجهاز الأمن نؤيد الإمكانية الأولى، وسنعرف كيف سنعيش مع هذا الثمن".

واعتبر غالانت، أن جهاز الأمن سجل في الشهر الأخير سلسلة إنجازات عملياتية نافذة مثيرة جدًا للانطباع، وهذا يترجم إلى انعكاس قوة إقليمية وتقدم في تحقيق أهداف الحرب، وإذا أخذنا العمليات في شهر تموز/يوليو وحده، سنرى انعكاس القوة والجرأة، والحزم والمثابرة.

وأضاف: "أننا في أيام من الاستنفار والتأهب، والتهديدات من جانب اعدائنا في الشرق الأوسط من شأنها أن تتحقق، وثمة أهمية للتفسير للجميع أن الجهوزية والاستعداد والتأهب ليست كلمات مرادفة للخوف والذعر، ونحن في حالة تأهب واستنفار".

وتابع: "نخصص وقتنا في الأيام الأخيرة من أجل تعزيز الدفاع وكذلك من أجل إنشاء إمكانيات هجومية في الرد، والمبادرة أيضًا إذا تطلب الأمر، في أي مكان ومنطقة، فيما الهدف المركزي هو الدفاع عن مواطني دولة إسرائيل".

وأردف: "يوجد جهد كبير جدًا في مستويات مختلفة من التنسيق الإستراتيجي، وأنا على اتصال وثيق مع وزراء الدفاع، وفي مقدمتهم الأميركي لويد أوستن، ولكن أيضًا مع مسؤولين آخرين في الإدارة الأميركية والبيت الأبيض".

وقال: "أعتقد أن هذا تحالف أثبت نفسه بصورة جيدة في شهر نيسان/أبريل، وأعتقد أن هذا التحالف يقف معنا، وإلى جانب ذلك بإمكان التحديات دائمًا أن تظهر بصورة مختلفة وعلينا أن نكون مستعدين لكافة البدائل".

وأضاف: "وينبغي أن نتذكر أن الهدف الأعلى مثلما وُصف، ورغم أننا نحارب في سبع جبهات، كان تفكيك الفصائل الفلسطينية وإعادة الأسرى المختطفين وهذه مهمة الحرب التي وضعناها أمامنا، وأعتقد أنه نشأت حرية عمل كبيرة بفضل العملية العسكرية وهي عملية نوعية ونُفذت بشجاعة وإصرار وكذلك بأثمان باهظة وبضمنها بالأمس".

وتابع: أن "واجبنا كصناع قرار، السعي من أجل تحقيق الإنجاز العملياتي ومن الجهة الأخرى، مثلما تعهدنا من خلال أهداف الحرب، إنشاء الظروف من أجل إعادة المخطوفين، وإنشاء الظروف يأتي من خلال إنشاء الضغط العسكري وقد يؤدي بعده إلى صفقة تعيد المخطوفين، حتى لو كانت من خلال أكثر من نبضة واحدة".