افتتحت مؤسسة عبد المحسن القطان، بمقرها في رام الله، بالتعاون مع جمعية إنعاش الأسرة، يوم السبت، معرض "نسل المنسوج – المرأة، الأمة، التحرر"، الذي يستحضر تجربة جمعية إنعاش الأسرة (1965 – الآن).
وقالت المؤسسة في بيان صدر عنها، إن المعرض الذي يستمر حتى 31 تشرين الأول المقبل، يجمع في تكوينات مختلفة، صورا من أرشيف الجمعية الممتد منذ 60 عاماً، إلى جانب مجموعة من الأعمال الفنية لكل من: رزق إبراهيم، وسليمان منصور، وعبد الله معطان، ومايا خالدي، وميساء ضو، وجيبوس.
وبعد دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين، قالت المديرة العامة لمؤسسة عبد المحسن القطّان فداء توما، في كلمتها بافتتاح المعرض: "ربما لم يكن العالم معقدا في العام 1965 (عندما أسست سميحة خليل وشريكاتُها جمعية إنعاش الأسرة) كما هو اليوم، وربما عاشت "أم خليل" وشريكاتُها حالة الخذلان، والغضب، والإحباط بعد هزيمة 1967، كما نعيشها اليوم بسبب حرب الإبادة المستمرة بحق أهلنا في قطاع غزة، وتوحّش الاحتلال ومستوطنيه على أبناء شعبنا هنا في الضفة، لكن هؤلاء النسوة، وفي تلك المرحلة، واجهن تحديات كانت حينها في أوجها، واتخذن قرارهن بالعمل، وها نحن اليوم أمام تجربة هذه المؤسسة، وهذه المرأة، نقرأُ من خلال "فلترة" أرشيفها، كيف قامت هي بشق طريقها نحو هذا الهدف، على مدار عقود من الزمن".
ويدعو معرض "نَسْلُ المَنْسُوج"، وفق البيان، الجمهور إلى الالتفات إلى إرث وحاضر النساء الفلسطينيات كحاملات وصانعات للثقافة والهوية والسردية الفلسطينية، وكلاعبات أساسيات في تعزيز الاقتصاد الأهلي المقاوم، وكمشاركات فعليّات في النضال الوطني الفلسطيني، ودور كل هذا في إعادة لم شمل الأسرة/ الشعب الفلسطيني، وإدامته وإعاشته والإبقاء عليه قادرا على الصمود.
ويروي المعرض تجربة معقدة شكّلتها الشدائد والعزائم، برزت فيها الجمعيات الخيرية التي قادتها النساء كقوة دفع وتماسك وسط التشريد والتمزيق واليتم، مضيئاً على شخصية مؤسسة الجمعية سميحة خليل.
وحول ذلك، قال مدير البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطّان، قيّم المعرض، يزيد عناني: "المرأة عند أم خليل، وفي نموذج إنعاش الأسرة لها العديد من التجليات، أحدها المرأة كحافظة وناقلة للتراث الفلسطيني، كونه أساسا في الهوية الفلسطينية، وكجزء من مقاومة مشروع تهويد أرض فلسطين. أما الشكل الثاني، فيظهر في دورها كعاملة، ومنتجة، واقتصادية، فيما يظهر الثالث على صورة المرأة كمدبرة ومعطاءة، تعبيرا عن عملها في جمع التبرعات والمساعدات لإعالة وإسناد الأسر المحتاجة، ورابعا المرأة كمربية ومنجبة وناقلة للقيم الوطنية والصمود الفلسطيني، وأخيرا كناشطة سياسية وكمقاومة للاحتلال".
بدورها، قالت رئيسة جمعية إنعاش الأسرة، ريم مسروجي، إن "أم خليل آمنت كما الكثير من شبابنا وشيبنا بأن كلاً منا يستطيع أن يهزم الاحتلال ويقف في وجهه".
وأضافت مسروجي: "إن جمعية إنعاش الأسرة تمكنت خلال فترة حياتها من تخريج 8900 خريج/ة من برامجها التعليمية، و3902 خريج/ة من برنامج محو الأمية، وتقديم 3356 منحة تعليمية، ورعاية 60 ألف يتيم، وإقامة 843 مشروعا صغيراً".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها