وقع الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، اتفاقية تعاون وتبادل ثقافي مع الشاعر والمناضل الداعم للقضية الفلسطينية الشاعر الكولومبي فيرناندو رندون، رئيس مهرجان ميديين العالمي للشعر، منسق الحركة الشعرية العالمية.
وجاءت الاتفاقية في سياق مهرجان ميديين العالمي للشعر بنسخته الـ "34" والتي يشارك فيها السوداني، وتضمنت التعاون الثقافي والتبادل المعرفي المشترك بما يدعم حضور فلسطين ثقافياً وشعريًا وعلى المستويات كافة ويساهم بتعريف العالم بالمشهد الشعري الفلسطيني، وتحديدًا في هذه الأوقات المرة والصعبة التي تحياها فلسطين وهي تتعرض لأبشع الاعتداءات الاحتلالية وتتعرض غزة لحرب غير مسبوقة في التاريخ من إبادة جماعية وتدمير احتلالي ممنهج ومنظم لكل مقومات الحياة.
وأشارت الاتفاقية إلى ضرورة دعم الكتاب والأدباء الفلسطينيين وتحديدًا في قطاع غزة والتعريف بمنتجهم الإبداعي والشعري وترجمته للإسبانية، إضافة لتبادل الوفود الشعرية بما يعّرف بالمشهد الشعري الفلسطيني ونقله للعالم، ويعّرف بالمشهد الشعري الكولومبي.
وأوضح السوداني أهمية ربط فلسطين بعمقها العربي والكوني ووجوب استعادة فلسطين لحضورها الثقافي والشعري في الفضاءات العالمية والمهرجانات والمنتديات العالمية تعريفاً بقضيتنا وثقافتنا المقاومة التي تواجه رواية الاحتلال الذي يسعى لشطب فكرة فلسطين وتشويه عمقها الحضاري والثقافي، وأهمية استعادة الدور والفاعلية على صعيد دول أميركا اللاتينية التي ظلت وفية وما زالت لفلسطين.
وتابع: "تشكل الاتفاقية استطالة للكتاب والشعراء الفلسطينيين لمواصلة دورهم في تأصيل القضية الفلسطينية في وعي العالم وتحديداً الشعراء/ ات في غزة الذين ينزفون نصهم بلسان النار ووردة حناء الشهداء ،باعتبار أن فلسطين قضية جمالية وإنسانية فضلًا عن سياقها السياسي، وفلسطين تدافع عن الجمال والحرية في العالم حتى يصبح العالم أكثر احتمالاً وكرامة.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق في الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين مع داعم القضية الفلسطينية رندون على إطلاق جائزة تحمل اسم "جائزة فلسطين العالمية للشعر" وتمنح لثلاثة شعراء مكرسين لهم مساهماتهم الإبداعية الوازنة: شاعر من الوطن العربي وشاعر من آسيا وإفريقيا وشاعر من أميركا اللاتينية تأكيدًا على رمزية فلسطين وما تمثله في الضمير العالمي، على أن تشكل لجنة للجائزة ولوائح ناظمة لها على أن يتم إعلان أسماء الفائزين سنوياً في ختام مهرجان مديين العالمي للشعر.
كما تم الاتفاق على أن تتم ترجمة أنطولوجيا لشعراء من غزة للإسبانية تأكيدًا على دور الشعراء والكتاب الفلسطينيين في غزة الذين تعرضوا لتدمير ممتلكاتهم أو فقدوا الكثير من ذويهم ويعانون التهجير وشظف العيش كبقية أهلنا في غزة، إذ لابد للعالم أن يسمع صوتهم ويلتفت لتجربتهم الشعرية في ظل الصمت الكوني.
وجرى الاتفاق أن تكون فلسطين ضيف شرف على مهرجان ميديين العالمي للشعر العام القادم، في التفاتة هي الأولى للمهرجان.
بدوره، أشار الشاعر رندون إلى مواصلة مهرجان ميديين العالمي للشعر والحركة الشعرية العالمية دورهما في دعم القضية الفلسطينية لأنها ضمير العالم وعلينا جميعًا إسناد القضية الفلسطينية ووقف جرائم الحرب والمجازر والإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة بشكل وحشي والشعراء هم الضمائر الحية الذين عليهم مواجهة القبح والسواد في العالم، لذلك علينا أن ننتصر لفلسطين الحياة والحق. وأكد أهمية التعاون مع الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين عبر هذه الشراكة لإيصال صوت فلسطين للعالم وتسليط الضوء على ما يعانيه شعراء وكتاب غزة وهم تحت الحصار والموت اليومي.
وقال رندون: إن "الشعر هو الجسر الذي يصل بالجمال ليحقق انتصاره على الموت، وفلسطين هي نداء العالم وأحراره نحو الحقيقة والعدالة لكسر ويلات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي، والاتفاقية تتيح لنا فتح نوافذ جديدة للإبداع وآفاق الشعر الممتدة والبعيدة".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها