برعاية حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في منطقة صيدا، نظَّم المكتب الحركي للأدباء والشعراء في منطقة صيدا أمسية تحت عنوان "من النكبة إلى الدولة"، وذلك يوم الخميس الموافق 30 أيار في قاعة مقهى "تيكس ميكس" في صيدا.
وحضر الأمسية أمين سر "فتح" إقليم لبنان حسين فياض، وأعضاء الإقليم، وأمين سر حركة فتح ومنظمة التحرير في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة، وقيادة وكوادر الحركة والأخ محمود عيد، وأمناء سر الشعب التنظيمية، وأمناء سر المكاتب الحركية في المنطقة والاقليم، ورئيس اتحاد الفنانين محمد الشولي، وأعضاء الاتحاد ومسؤولي المكاتب الحركية في لبنان، وعددًا من الشخصيات السياسية والثقافية، منها الوزير التونسي السابق خالد شوكات، والرئيس التنفيذي لمؤسسة سيدة الأرض الدكتور كمال الحسيني، والاستاذ حسن المرزوقي من ممكلة البحرين، والإعلامي اللبناني محمد رضى، والإعلامية اللبنانية إكمال سيف الدين.
وقد استضاف المكتب الحركي للأدباء والشعراء على منبره بكل فخر واعتزاز الشاعر عصمت حسان، الشاعر جهاد الحنفي، الموسيقي زياد أبو خليل، والكاتبة الفلسطينية ياسمين نمر.
ابتدأت الأمسية بقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء وعلى رأسهم الشهيد الراحل ياسر عرفات، ومن ثم النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد العاصفة، وكانت كلمة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح ألقاها اللواء ماهر شبايطة وبعض مما جاء فيها: "إن طريق التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس طريق صعب وشاق، قد قدمنا ولا زلنا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى، على رأسهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات، الذي وضع قضيتنا الفلسطينية على الخارطة الدولية رغم أنف الصهاينة، ولا زال الأمين المؤتمن سيادة الرئيس محمود عباس يواجه الحملة الشرسة والغير مسبوقة لطمس قضيتنا من خلال حرب الإبادة الجماعية والحصار المالي والتحريض على قيادتنا وشعبنا بإصرار وعزيمة متسلحًا بالالتفاف الشعبي حوله.
الشعوب دون ثقافة وعلم لا تستطيع ان تحارب عدوها ولا تعرف أن تتوجه إلى المكان الصحيح والثغرات التي تُسَدُّ لمواجهة العدو.
ونحن في حركة فتح نعمل على إبقاء الجرح مفتوحًا حتى اندماله بالتحرير، حركة فتح هذه الحركة التي انطلقت من الشعب وإلى الشعب، عاشت جميع أوجاعه وكانت ولم تزل تعيشها وتقف جنبًا إلى جنب مع الكل الفلسطيني والشرعية الفلسطينية الممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها الأخ أبو مازن حفظه الله.
كان القائد أبا عمار يعطي دورًا هامًا وجليًا للشعراء والمقاومين بكافة أنواع النضال ويعتبر أن الكل الفلسطيني بكافة إبداعاته القتالية والفنية والكتابية يمثل الكل الفلسطيني وكل امرئ يقاوم بطريقته المختلفة وأسلوبه الخاص حتى نصل إلى التحرير الذي هو آت لا محالة.
إن منظمة التحرير الفلسطينية تعمل بكافة ما يتوجب عليها كي تبقي القضية حاضرة مشتعلة في قلوب الفلسطينيين، وهذا يجمعنا اليوم وسيجمعنا كل يوم فنحن في ضيافتكم يا من جئتم لترصوا الصف مع الفلسطيني وتقولون نحن مع فلسطين وسنبقى ونحن نعلم جيدًا أن الأحرار لا ينتهون ولا يتغيرون ولا يتبدلون ونحن على العهد ما استطعنا لذلك سبيلا".
وقد كان للمكتب الحركي في منطقة صيدا كلمة ألقتها أمينة سر المكتب الشاعرة الفلسطينية نهى عودة وبعض مما جاء فيها: "تجمعُنا فلسطينْ كما جمعَت الذين قَبلِنا، وستجمعُ الذين يَأتونَ بعدَنا، فهي الأمُّ الجامعةُ لكلِّ أبناءِ الأمَّةِ العربيّهْ.. ويَقينُنا أنَّها ستجمعُنا يومًا في أرضِها وتحت سمائِها، ونردِّدُ معًا في مدَاها، بصوتٍ واحدٍ مُوَحَّدٍ: أيُّها الوطنُ العظيمُ، رأيْناكَ ونَراك سالِمًا مُنَعّمًا.. فالنَّصرُ آتٍ لا ريبَ فيه، هذا ما آمَنَ به آباؤُنا إيمانًا مُطلَقًا، ونُؤمِنُ به نحن، وتُؤمِنُ به الأجيالُ الفلسطينيّةُ مهما طال ليلُ الاحتلالِ.
وإنَّنا نجتمعُ اليومَ لنَنصُرَ فلسطينَ بِحُروفِنا وكلماتِنا وعزفِنا وأناشيدِنا، ونقول: نحنُ هنا ونحنُ هناك، وسنظلُّ نقاومُ بكافَّةِ الطُّرُقْ حتى تحقيقِ النَّصرِ بإذن الله.
ضُيوفُنا الكرامْ كلٌّ باسمِه وما يُمثِّلْ، إنَّ ما رأيناه على مَدى عقودٍ كثيرةٍ من تآلُفٍ ودعمٍ وتضحياتٍ من الشعوبِ العربيةِ الحُرَّة.. وما نشهدُه والآن مِنْ وحدةٍ وتواصلِ مظاهراتٍ تَدعمُ شعبَنا الفلسطينيَّ في العالمِ بأكملِه، يُخبِرُنا بأنَّ الإنسانِيَّةَ ما زالتْ بخير، وستظلُّ كذلك طالما هناك حياة، وحتى آخرِ يومٍ في وجودِ الإنسانِ على هذا الكوكبْ. وما يُؤكِّدُ قوْلَنا هذا، أنَّنا اليومَ نجتمعُ بِدِياناتِنا ومَذاهِبِنا المُختلفة تحت رايةِ فلسطين، آمِلينَ مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ أنْ يَنصرَ شعبَنا الفلسطيني، وأنْ نقول في القدس: اللهُ أكبر، وتَدُقَّ أجراسُ الكنائسِ في بيتِ لَحْمْ".
ثم تلاهما عزف موسيقي على العود حيث قدم الموسيقي زياد أبو خليل وصلة فنية رائعة من الأغاني الوطنية التي تحاكي وجع الفلسطيني والعربي.
وقدم الشاعر عصمت حسان كلمات عن فلسطين تحمل كل التآخي والتضامن وهو لبناني الهوية فلسطيني الهوى، ثم كان للشاعر الفلسطيني جهاد الحنفي وصلة شعرية رائعة تفاعل معها الجمهور بكل حب ووطنية.
من ثم تم تكريم الشاعرة الفلسطينية نهى عودة من قبل الدكتور كمال الحسيني والوزير خالد شوكات درع مؤسسة سيدة الأرض وسلسلة خاصة بالمؤسسة، وقد أشاد الدكتور الحسيني بإنجازات الفلسطينيين في كافة البلاد وطرح بعضًا من معاناة شعبنا من الاحتلال الإسرائيلي وممارساته التعسفية.
وكان للأستاذ لطفي انطوان الحجة والدكتورة كلود واكيم كلمات تنبض بحب فلسطين وبأن الشعب الفلسطيني واللبناني شعبًا واحد وقضيتهم ووجهتهم واحدة.
وأخيرا ألقت الكاتبة الصاعدة ياسمين نمر قصيدة من كتابها الصادر عن دار ناريمان للنشر والتوزيع ( بقلمي وطن بأكمله).
ثم تلى ذلك توقيع الكتاب وتكريم كافة الضيوف المشاركين في الأمسية، وكان هناك تكريمًا خاصًا للأخت حورية الفار أمين سر المكتب الحركي الفني في صيدا على أمل اللقاء المنتظر في أرض فلسطين بإذن الله.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها