أحيّت منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا الذكرى السادسة والسبعين لنكبة فلسطين في اعتصام جماهيريٌّ حاشدٌ أمام مقر شعبة عين الحلوة، والتي تتزامن هذا العام مع نكبة مماثلة يتعرض إليها أبناء شعبنا في غزة والضفة والقدس، اليوم الأربعاء ١٥ أيار ٢٠٢٤.
وشارك في الوقفة عضو قيادة حركة "فتح" في اقليم لبنان الاخت زهرة ربيع، وأمين سر حركة فتح وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة، وأعضاء قيادة المنطقة، وأمناء سر الشعب التنظيمية، وممثلو عن فصائل"م.ت.ف"، وممثل عن النائب في البرلمان اللبناني الدكتور اسامة سعد، أبو جمال عيسى، والهيئة الإدارية للإتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وهيئة المتقاعدين العسكريين والاتحاد العام لعمال فلسطين والقوة المشتركة، ورفعت جبر ممثل عن القيادة العامة، وقيادة وكوادر حركة "فتح" في منطقة صيدا.
وأفتتحت الفعالية بكلمة افتتاحية لعضو قيادة حركة "فتح" مسؤول الإعلام في المنطقة من وحي المناسبة، وألقى اللواء ماهر شبايطة كلمة "م.ت.ف" قائلًا: "لن أتحدث عن النكبة وفُصولُها وما حصل وما عانيناه ونعانيه، لكنني أقول إن نتائجَ النكبة يمكن اختصارُها بثلاث ركائز أساسية نتجت عنها: أولاً فهي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والتي تأسست بعد النكبة بشكل مباشر، وثانيها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ولا سيما في لبنان وسوريا، وثالث ركيزة هي منظمة التحرير"، وقد سرد المؤامرات والهجمات التي تتعرض إليها تلك الركائز بهدف الغاءها.
ونوه اللواء شبايطة: "في هذا الوقت الدقيق والحساس نحن بأمس الحاجة إلى الالتفاف خلف منظمة التحرير الفلسطينية بعد الاعتراف ببرنامجها السياسي والالتزام بما تلتزم به، وما دون ذلك سراب ووهم، وتعالوا جميعا نختلف لكن تحت سقف هذه المنظمة، ونتناقش ونتحاور داخلها، نستنهضها سويا، فهي ليست ملكا لأي فصيل إنما هي مكتسب لكل شعبنا الفلسطيني، واجب علينا استغلاله".
وأردف اللواء شبايطة: "هذا اليوم، عن أي نكبة نتحدث، عن نكبة ثمانية وأربعين والتي نعيش نتائجها حتى يومنا هذا، أم عن نكبة السابع من أكتوبر، تلك النكبة الحديثة التي يشاهدها العالم عبر البث المباشر وبتقنية وجوْدة عالية، عن احتلالٍ إرهابي إجرامي لا يرحم، وعن مشاهد الخيام والمجاعة والنزوح المتكرر في كل مدن غزة الحبيبة، عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى وآلاف المفقودين والمعتقلين، وعن عشرات آلاف المجازر".
وأضاف: "هذا هو ملعب الاحتلال الذي يتلذذ ويستمتع في جرِّنا إليه، وهذا الملعب الذي حذرنا من الدخول في وحله، لكن جزيرة الفتنة وإعلام الموساد يتفنن في تصوير غزة أنها دولة نووية لديها تَرَسانة عسكرية وصاروخية عابرة للقارات، وأن غزة المنكوبة البائسة الحزينة الوحيدة تهدد هذا العالم بأكمله، ليعطي الضوء الأخضر والحق لإسرائيل في ارتكاب المجازر والمذابح".
وأاكد اللواء شبايطة قائلًا: "الواقع صعب ودقيق وعلينا أن نعمل جميعا على وقف حرب الابادة الإرهابية، وأن نقطع الطريق أمام الاملاءات والتدخلات، وهذا مسار القيادة الفلسطينية على رأسها السيد الرئيس محمود عباس، فنحن الفلسطينيين نعرف كيف ندير أمورنا، نحن الذين انشئنا الدولة تحت احتلال ارهابي، وهذه الدعوة أوجهها إلى الإخوة في حركة حماس، تعالوا لنستكمل حلمنا الفلسطيني موحدين، ليس لنا سوى أنفسنا، تعالوا لنقطع الطريق أمام كل المزاودين والمتربصين، فلدينا مكتسب مبدئي وهو دولة فلسطينية في الضفة والقدس وغزة، دعونا نحافظ عليها ونستنهضها جميعا بكل ألواننا، ونتفرغ للخطوة التالية وهي فلسطين التاريخية التي لن ننساها، لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وقد خطيناها ونريد من يساندنا فلسطينيًا لنستكمل مسيرتنا، ومحاولات الاقصاء والتهميش قد أثبتت عدم نجاحها، وللمرة الألف نحن من نمد أيدينا لعل هذه التجربة تكون درسًا لنا جميعًا."
وألقى كلمة لبنان ممثل النائب الدكتور اسامة سعد أبو جمال عيسى قائلًا: "عادت الصهيونية العالمية إلى الوراء زورت التاريخ والدين، واغتصبت الجغرافيا لتزرع في فلسطين دولة إرهابية غاصبة ضد أصحاب الأرض والجذور فكانت النكبة المستمرة منذ عام 1948 حتى اليوم. ولا يزال الشعب الفلسطيني منذ ذاك التاريخ يعاني ظلماً تاريخياً موصوفاً وغير مسبوق ويتعرض للمؤامرات من هنا وهناك، ويشهد اليوم كما في السابق جرائم حرب على كافة الأصعدة، هذه الجرائم لا مثيل لها في التاريخ الحديث، تمارس ضد أبناء فلسطين في غزة والضفة والقدس."
ودعا عيسى إلى وحدة الصف والموقف السياسي الفلسطيني على قاعدة "م.ت.ف" الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وسردت ليلى سليمان عضوة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بيان الإتحاد بمناسبة يوم النكبة مستهلةً كلمتها بإدانة تصرفات العدو الصهيوني ومجازره بحق ابناء شعبنا، حيث قالت: "لقد كشفت الحرب العدوانية على قطاع غزة عن ارتكاب الاحتلال الاستعماري الصهيوني وانتهاكه اتفاقية منع الإبادة الجماعية ولا زال مستمرًا في عمليات القتل والتدمير والتجويع في إطار سعيه للتدمير وإقتلاع الحياة من جذورها وتحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة وإجبار شعبنا على النزوح واللجوء خارج فلسطين مما دفع دولة جنوب افريقيا إلى مطالبة محكمة العدل الدولية إلى اتخاذ اجراءات اضافية ضد الإحتلال الصهيوني".