أكدت منظمة المساعدة الإنسانية الدولية "أوكسفام"، اليوم الاثنين، أنه لم يعد يوجد أي "مصداقية لادعاءات إسرائيل بإخلاء آمن للمدنيين" من مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
وذكرت منظمة أوكسفام في بيان على منصة "إكس"، بعد طلب قوات الاحتلال الإسرائيلي، من المواطنين اخلاء شرق مدينة رفح تمهيدا لاجتياحها، أن ادعاءات إسرائيل بإمكانية إجلاء المدنيين في رفح بأمان "لم تعد ذات مصداقية".
وأكدت مديرة منظمة أوكسفام للشرق الأوسط وشمال إفريقيا سالي أبي خليل، أنّ إسرائيل تستهدف المدنيين وعمال الإغاثة بشكل "متعمد وممنهج"، بما في ذلك "المناطق الآمنة" و"طرق الإخلاء" التي تم تحديدها بشكل واضح، منذ أكثر من 6 أشهر.
وقالت خليل: "إن الادعاءات القائلة بإمكانية إجلاء المدنيين بشكل آمن فقدت الآن مصداقيتها".
وتعد مدينة رفح آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب، فمنذ بداية العملية البرية التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة في الـ27 من تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، يُطلب من المواطنين التوجه من شمال القطاع ووسطه إلى الجنوب، بادعاء أنها "مناطق آمنة".
وتمتد رفح من البحر الأبيض المتوسط غربا إلى حدود 1967 شرقا، ومن الحدود المصرية جنوبا إلى حدود محافظة خان يونس شمالا، وتفصلها عن مدينة القدس 107 كيلومترات إذا سرت بخط مستقيم باتجاه الشمال الشرقي.
معظم أهالي مدينة رفح من اللاجئين الفلسطينيين الذين لجأوا إليها بعد نكبة 1948، وفيها مخيمات: الشابورة، والمخيم الغربي، ومخيم يبنا، ومخيم بدر، والمخيم السعودي، ومخيم الشعوت، وبلوك "أو"، والعديد من المخيمات تحت مسميات مختلفة.
واليوم، تتسع رفح على ضيق مساحتها المقدرة بنحو 65 كيلومترا مربعا، لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني، اضطر أغلبيتهم إلى النزوح إليها سعيا إلى الأمان.
ويواجه النازحون ظروفا مزرية داخل آلاف الخيام المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، حتى إن الأرصفة ازدحمت بتلك الخيام، وتحولت الطرق الرئيسية إلى أسواق مكتظة.
ويُعتبر معبر رفح البري شريان حياة لمواطني قطاع غزة، والمنفذ البري الوحيد لإدخال المساعدات وإجلاء المصابين، وأي هجوم عسكري على رفح يعني الحرمان من المساعدات الغذائية والطبية.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه برا وبحرا وجوا على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الذي أسفر عن استشهاد 34735 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 78108 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها