مُنِحَ الشاعر الجنوب إفريقي الكبير مونغانه وولي سيروته، وسام الثقافة والعلوم والفنون- مستوى التألق. تقديرًا لجهوده الإبداعية والأكاديمية وإسهاماته الشعرية الوازنة، بوصفه الشاعر الوطني لجنوب إفريقيا، وتأكيدًا على دفاعه عن الحرية والقضايا العادلة من أجل التحرر، ودعمه للقضية الفلسطينية.
ونيابةً عن رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس، سلم المستشار حسونة الدريملي، ممثلاً لسفارة دولة فلسطين في جنوب إفريقيا، الوسام للشاعر سيروته، في حديقة الحرية في العاصمة بريتوريا، بحضور الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، ورئيس المجلس الإداري للاتحاد الشاعر محمد عياد، والإعلامي ناصر الشيوخي، مستشار نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، وسفير جنوب إفريقيا السابق في فلسطين المستشار أشرف سليمان، والأمين العام للرابطة الوطنية للكتاب في جنوب إفريقيا موخان لانس ناوا، وعدد من الكتاب والأدباء والإعلاميين والعاملين بالشأن الثقافي.
وأشار الدريملي إلى أن هذا التكريم يأتي في خضم المعركة الكبرى التي تخوضها جنوب إفريقيا رئاسةً وحكومةً وشعبًا ونخبًا ثقافية، دعمًا وإسنادًا لفلسطين في محكمة العدل الدولية، شاكرًا الرئيس محمود عباس على هذه الالتفاتة لتكريم شاعر وطني بامتياز قدم الكثير دفاعًا عن الحرية، بعد أن خاض نضالاً طويلاً من أجل بلاده .
وأكد أن هذا التكريم يستحقه سيروته لأنه يمتلك سيرة إبداعية رفيعة وأوقف عمره دفاعًا عن القضايا العادلة والحريات، وظل وفيا لفلسطين وقضيتها وحقيقتها .
وأضاف: "فلسطين وشعبنا في غزة يتعرض للإبادة ونحتاج لكل صوت حر في العالم لدعم قضيتنا وسيروته على رأسهم لما يمثله من حضور إبداعي في العالم وفي جنوب إفريقيا".
بدوره، شكر السوداني الرئيس محمود عباس على هذا التكريم لشخصية إبداعية وشعرية ونضالية لها حضورها الوسيع ليس في جنوب إفريقيا وحدها، بل في العالم.
وقال السوداني: "يأتي هذا التكريم وشعبنا في فلسطين يباد، من غزة التي تباد على الشاشات إلى الضفة التي تتعرض للاستباحة اليومية والاقتحامات والقتل اليومي والاعتقالات وتمدد الاستعمار وتعذيب المعتقلين، إلى القدس التي تتعرض يوميًا لأبشع الانتهاكات حصارًا وتضييقًا".
وأضاف السوداني: "تكريم الشاعر الوطني لجنوب إفريقيا هو تكريم لكل الشعراء والمبدعين في جنوب إفريقيا الذين وقفوا مع قيادتهم وشعبهم دعمًا وإسنادًا لفلسطين في معركة جنوب إفريقيا الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب في الكيان المحتل".
وتابع: "نحن بحاجة لتصليب الجبهة الثقافية إنطلاقًا من فلسطين كرأس رمح ثقافي إلى اتحاد الأدباء والكتاب العرب والنخب الثقافية العربية الأصيلة، صُعُداً إلى أمريكا اللاتينية وجنوب إفريقيا والدول الإفريقية لخلق جبهة ثقافية عالمية لدعم فلسطين".
وأكد أن "فلسطين تحتاج لاستعادة وعيها الكوني في هذا الزلزلة الكبرى التي تشهدها بلادنا الشهيدة الشاهدة من حدّها إلى حدّها، وتحديدًا في غزة التي يواصل كتابها تحت سقف النار كتابة تاريخها المحمول على التضحيات والآلام والعذابات والقيامة الشاخصة".
وأردف قائلًا: "ونحن اليوم نقول من خلال هذا الشاعر والأكاديمي الاستثنائي: شكرًا لكل مثقف حر يضع فلسطين في صلب أولوياته".
من جانبه، أشار عياد إلى أهمية هذا التكريم في هذا التوقيت الذي تمر به القضية الفلسطينية، وما يعصف بغزة من ويلات وإبادة جماعية .
وقال عياد: "لقد استلهمنا تجربة جنوب إفريقيا ضد الفصل العنصري (الأبارتهايد) وأفدنا منها، ووجودنا اليوم هو تقدير لكل ما فعلتموه وتفعلوه من أجل فلسطين. فنحن أمام شاعر ومناضل قدم الكثير لبلاده وللقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية".
وفي تعقيبه على التكريم، قال سيروته: "جزيل شكرنا لسيادة الرئيس محمود عباس على هذا التكريم، وهو تكريم لنا جميعا ككتاب ومبدعين ومناضلين في جنوب إفريقيا.. وهذا التكريم بالنسبة لي هو الأهم على الرغم من عديد الجوائز والأوسمة والأنواط التي تم تكريمي بها، لأن لهذا الوسام وهذا التكريم معناه مختلف لأنه جاء من فلسطين المناضلة والتي حتمًا ستنتصر كما انتصرت جنوب إفريقيا".
وأضاف: أن كتّاب جنوب إفريقيا، وقياداتها وحكومتها وشعبها ما زال يواصل الدفاع عن فلسطين في كل المحافل الدولية، "ومهما بلغت الإكراهات والضغوطات لن نتوقف عن دعم وإسناد فلسطين".
وتابع: "كما نشكر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين ممثلاً بالشاعر مراد السوداني ووفد فلسطين الذي تشرفنا بحضوره هنا".
وأكد أن: "المجازر التي يقوم بها الاحتلال في قطاع غزة هي جرائم إبادة جماعية لم يسبق حدوثها، مشاهد لا يمكن للعقل احتمالها وعلى العالم أن يوقف هذا العدوان الهمجي غير المسبوق في التاريخ".
وقال سيروته: "نتابع ما يحدث في الضفة كذلك من قتل وحصار ومشاهد مؤلمة ولكننا نؤمن أن فلسطين على طريق الانتصار، ونحن ككتاب في جنوب إفريقيا وكل أحرار العالم يقفون دوما مع فلسطين وقضيتها العادلة".
وألقى الشاعر سيروته عددًا من القصائد الوطنية عن فلسطين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها