بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، بثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (فرنسا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة.
وقال منصور في رسائله: إن اللغة الوحيدة التي تتحدث بها إسرائيل هي العنف، سواء من خلال المذبحة الجماعية للفلسطينيين في غزة أو القتل بدم بارد للفلسطينيين في الضفة الغربية، أو الاغتيالات المستهدفة، كما حدث في بيروت يوم أمس ضد زعيم حماس صالح العاروري، في انتهاك لسيادة لبنان وسلامة أراضيه.
ونوه منصور إلى استشهاد 22,313 فلسطينيا، من بينهم ما لا يقل عن 9,100 طفل و6,500 امرأة، وإصابة أكثر من 57,000، جراء القصف المتعمد والعشوائي الذي تواصل إسرائيل شنه على الأحياء السكنية ومخيمات اللاجئين والمستشفيات والمساجد والكنائس، ومدارس الأونروا ومرافقها التي تؤوي العائلات النازحة، حيث استُشهد فيها 315 نازحا وأكثر من 1,148 جريحا جراء القنابل والصواريخ الإسرائيلية، إضافة إلى ما لا يقل عن 7000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في عداد المفقودين، الذين يُفترض أنهم استُشهدوا تحت الأنقاض.
وأشار منصور أيضا إلى تأثير الهجمات الإسرائيلية في المجتمع الإنساني، منوها إلى استهداف مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس، ما أدى إلى استشهاد مدنيين من بينهم طفل حديث الولادة، واستشهاد 142 موظفا فلسطينيا في الأونروا، إضافة إلى 326 طبيبا وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية، وأكثر من 100 صحفي وإعلامي فلسطيني، في الغارات الإسرائيلية، حتى الآن.
كما أشار إلى التقارير الصادمة بشأن عمليات اختطاف جنود الاحتلال الإسرائيلي أطفالا ورضعا فلسطينيين، إضافة الى اختطاف آلاف الفلسطينيين، معظمهم من الذكور، الصغار والكبار، الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في ظروف مهينة وسيئة، قبل اقتيادهم إلى أماكن مجهولة.
وفيما يخص الضفة الغربية، أشار إلى استمرار هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين في جميع المدن الرئيسة، منوها إلى استشهاد ما لا يقل عن 324 فلسطينيا، من بينهم 83 طفلا، في هجمات في جميع أنحاء الضفة الغربية، وإصابة أكثر من 3,800 آخرين، ما رفع عدد الضحايا في الضفة الغربية إلى 524 فلسطينيا على يد الجنود والمستعمرين الإسرائيليين في عام 2023.
وتطرق إلى قيام إسرائيل بأسر آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، منوها إلى اعتقالها أكثر من 4,700 فلسطيني، من بينهم 40 صحفيا، فضلا عن سوء المعاملة والتعذيب والإهمال الطبي الذي أدى إلى استشهاد 7 فلسطينيين في السجون الإسرائيلية خلال الفترة نفسها، إلى جانب مواصلة إسرائيل فرض قيود صارمة على التنقل في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وإغلاق جميع مداخل القرى والبلدات الفلسطينية، ومحاصرة جميع السكان.
وفي الختام، أعاد منصور تكرار النداءات إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فورية من أجل تأمين وقف إطلاق النار في غزة، لإنقاذ الأرواح البشرية، وتقديم المساعدة الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها هناك، ووقف التهجير القسري الذي تقوم به إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين ومحاولات طردهم الجماعي، بما في ذلك محاولات هجرة السكان القسرية من غزة، من خلال إكرارهم على الهجرة الطوعية بهدف تمهيد الطريق أمام الاستعمار الإسرائيلي.
وأكد أهمية بذل جهود جادة لدعم القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان، من خلال تدابير فعالة للمساءلة، بما في ذلك في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.
وشدد على ضرورة بذل جهود جادة لتنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن 2334، و2712 و2720، وقرارا الجمعية العامةES-10/21 و ES-10/22، التي تم تبنيهما مؤخرا في الجلسات الطارئة العاشرة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها