أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، اليوم الأربعاء، أن أبناء شعبنا في قطاع غزة الذين يتعرّضون لعدوان إسرائيلي متواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، "لم يعد لديهم وقت أو خيارات".
وقال خلال المنتدى العالمي للاجئين المنعقد في مدينة جنيف السويسرية: "في مواجهة القصف والحرمان والأمراض، في مساحة ضيقة بشكل متزايد، يواجه (الفلسطينيون) أحلك فصل في تاريخهم منذ العام 1948، مع أنه تاريخ مؤلم".
وأوضح لازاريني أنّ "سكّان غزّة يتجمّعون الآن في أقل من ثلث الأراضي الأصلية، بالقرب من الحدود المصرية"، مضيفا: "من غير الواقعي التفكير بأنّ الناس سيظلّون صامدين في مواجهة مثل هذه الظروف المعيشية".
وأشار لازاريني إلى أنّ مدينة رفح الواقعة على الحدود المصرية، وحيث يوجد المعبر الوحيد المفتوح أمام المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة، قد ارتفع عدد سكانها من 280 ألف نسمة إلى "أكثر من مليون شخص".
وشدّد على أنّ الاستجابة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية تعتمد إلى حدّ كبير على قدرات الأونروا، فقد أوضح أنّها "على وشك الانهيار".
وقال لازريني: "نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار للأغراض الإنسانية في غزة وإنهاء الحصار للسماح بدخول المساعدات الكافية. وهنا أرحب بالدعم الساحق من 153 دولة عضو في الأمم المتحدة اعتمادها قراراً في الجمعية العامة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية".
وأضاف: "يجب أن نكون قادرين على توفير وتقديم المساعدات الإنسانية بالشكل الذي يجعلها جديرة باسمها. يجب أن يكون الدعم مجديا"، مشيرا إلى أن "اليوم التالي للحرب في غزة سوف يتشكل من خلال كيفية استجابتنا للأزمة الحالية".
وتابع: "ماذا يمكن لـمئة شاحنة أو ما يقرب من هذا العدد يوميا أن تقدم لـ 2.2 مليون شخص؟".
وقال: "لقد استغرقت المناقشات رفيعة المستوى حول عدد الشاحنات يوميا الكثير من الوقت والطاقة لدرجة أنني لم أجد إجابة لأب لخمسة أطفال في رفح سألني كيف يمكنه هو وأطفاله البقاء على قيد الحياة على علبة واحدة من البقوليات لمدة ثلاثة أيام"، مضيفا: "نحن بعيدون جدا عن الاستجابة الإنسانية الكافية".
من جهته، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عن قلقه إزاء النزوح الجماعي لسكان غزة، داعيًا إلى وقف إطلاق النار.
وأضاف "أعتقد أنه من المهم أن نشدد على أن هذا الإجلاء للأشخاص (...) لا يحب أن يتم الترويج له ولا أن يكون قسريا، لكن بما أن الناس يتعرضون للقصف وهم في وضع صعب جدًا، يمكن القول إن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق".
وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان إلى أكثر من 18600 شهيد، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى نحو 50600 جريح، في حصيلة غير نهائية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها