بقلم: نهى عودة

مخيمٌ يكتحلُ بالشهداء 
يقيمُ حدَّه على محتلٍّ غاشمٍ 
بكرامةٍ عالية
بدماءٍ طاهرة
تروي وجعًا وخذلانا
لم يعرفوا 
لكنّنا نعرفُ آخرَه
محتلٌّ لقيطٌ 
يعلمُ بأنّ الصمودَ جنينُ
يعلمُ بأنّ العزمَ
 فلسطينيُّ الهوية
فكيف لفلسطينَ أنْ تُقهرَ 
أنْ تعودَ أدراجَها وأبناؤها من جديدٍ
 تهجًر
يا مخيمًا أصابَ العدوَّ في مقتل
ينوءُ بشموخٍ فيهزمُ جبروتَه
أيها المرابطون
 لا ندركُ غيرَ الوجعِ لنكتبَه
نحن لا نعرفُ معالمَ وطنِنا
حجارتَه العنيدةَ
لكنّنا نقدّسُه
فالفرحُ هدنتُه خجولةٌ 
أيها الشهداءُ
حتى الآن من عزتِكم 
الكرامةَ ننهلُ
ظنّوه عشاءً أخيرًا
ظنّوه آخرَ الأحداثِ في الجريدة 
لكنّها هبةُ الرّبِّ 
فموائدُه لا تنضبُ
يباركُ  أرحامَ هذا المخيمِ
أطفالٌ تعيدُ ترتيبَ المشهدِ 
نساءٌ تلدْن الرجالَ مبكرًا 
رجالٌ يعلمون من أين تؤتى 
عزّةُ الوطنِ
وطنٌ
وطنٌ يئنُّ على أبنائِه
شتاتٌ أينعَ في القلوبِ 
فلا نعرفُ يومًا مشرقَه من مغربِه
رعبٌ يدقٌّ ثنايا قلوبِهم 
يُخيفُ من مرَّ قبلَهم
 وبعدَهم
وإن كانوا مدجّجين بسلاحٍ 
عالمٌ 
يغضُّ الطرفَ عن أرضٍ 
اغتصبَها لقطاءٌ
فهل للقيطٍ عقيدةٌ
ْيا جنين لم نكفَّ
ولن تكفَّ
هذا الأمرُ قضيَ منذُ زمنٍ
ونحن شعبٌ 
نعشقُ الموتَ 
إن كانت فلسطينُ 
عروسةَ كفنِه