"سنب" كان مسؤولاً رفيع المستوى بالمحكمة في المملكة المصرية القديمة حوالي عام 2520 قبل الميلاد، وكان قزما، وشخصًا ذا أهمية مرموقة ويمتلك ثروة ضخمة، فماذا كان يمتلك هذا الرجل ذي السلطة الرفيعة بالحضارة المصرية القديمة؟.

يقول الدكتور سليم حسن، في موسوعته مصر القديمة، "لقد وجدنا في مقبرة سنب بالجيزة أنه كان يملك أكثر من 20 ألف ثور، ومثلها من الماعز وعددًا كبيرًا من الحمير، ورغم ما في هذه الأرقام الأخيرة من المبالغة فإنه يمكننا أن نعتبر الأرقام الأولى في حد المعقول، ومنها نستطيع أن نعرف على وجه التقريب أهمية أنواع البهائم التي كان يشارك فيها الممولون الكبار الرعاة الذين اتخذوا الرعي حرفة لهم، ولا نزاع في أن الرعاة المصريين الحاليين يعدون فقراء إذا قيسوا بأجدادهم القدماء، وسبب ذلك يرجع إلى التطورات التي حدثت في أراضي وادي النيل.

وكان سنب من أشهر الأقزام المصريين، حيث تولى بعض المناصب المهمة، فقد ترقى من منصب خادم ملكي إلى رئيس الأقزام في القصر ومسؤول عن إدارة الملابس والحلى وتولى منصب رئيس الخزانة الملكية، وكانت له وظائف كهنوتية حيث كان كاهنا للملك خوفو وجدف رع من الاسرة الرابعة.

ويعتبر تمثال "سنب" من أهم التماثيل التي تعبر عن مدى تقارب الطبقات الاجتماعية، حيث نجد زوجته "سنت يوتس" تضع يدها على كتفه تؤاثره وتسانده، وهي امرأة من البيت الملكي وليست من الأقزام، ولقبت بـ"كاهنة حتحور ونيت"، وترتدي عباءة طويلة بأكمام وشعرا مستعارا يظهر تحته شعرها الحقيقي.