في عام 1952 عثر طفل في الريف الأسكتلندي على تحفة مصرية تعود إلى 4 آلاف عام تحت رمال مدرسته، ما شكل مفاجأة حينها، إلا أن تلك التحفة كانت الأولى من 18 قطعة أثرية مصرية أخرى تم اكتشافها لاحقاً وعلى مدار 30 عاماً.

فقد شكلت تلك التحف المصرية لغزاً في اسكتلندا، وطرحت تساؤلات عن سبب وجودها ومن الذي دفنها هناك إذ إن فكرة العثور على كنوز قديمة مدفونة في الريف الأسكتلندي وليس تحت رمال القاهرة مستبعدة على حد ما.

ومعظم الآثار موجودة الآن في متاحف اسكتلندا الوطنية، والتي تحكي لأول مرة القصة الرائعة وراء الاكتشافات، بحسب تقرير نشرته "ذا غارديان" البريطانية.

ففي عام 1984، بدأت الدكتورة إليزابيث جورنج وهي أمينة المتحف لعلم آثار البحر الأبيض المتوسط، بعملية بحث وتحر لتحديد ما إذا كان قد تم تجميع هذه القطع الأثرية من قبل أحد أفراد عائلة ليفين وملفيل الذين كانوا يشغلون العقار حيث عثر على التحف، ذات يوم.

لكن، في عام 1984، تم الاتفاق على أن اكتشافات ذلك العام يجب أن تعامل على أنها كنز ثمين حصل عليه المتحف.

وتم سرد قصة الاكتشافات لأول مرة من قبل جورنج وخليفتها الدكتورة مارغريت ميتلاند، في وقائع جمعية الآثار الاسكتلندية، والتي ستنشر في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وأحد التفسيرات المحتملة هو أن الإسكندر، اللورد بالجوني، وريث الملكية، قد حصل عليهما، والذي زار مصر عام 1856 مع شقيقتيه لتحسين حالته الصحية السيئة بعد مرضه أثناء الخدمة في حرب القرم.

لكنه عاد إلى بريطانيا أضعف، وتوفي عام 1857، عن عمر يناهز 24 عاماً، بسبب مرض السل.

ومن المحتمل أن الحزن لوفاته المبكرة دفع أحدهم إلى التخلص من هذه التحف الأثرية.

كذلك من الممكن أيضاً أن تكون قصص "لعنة المومياء"، التي يرجع تاريخها إلى ستينيات القرن التاسع عشر، قد ربطت هذه الآثار بسوء الحظ، ما دفع أحدهم إلى دفنها.

بدوره، قال ميتلاند، المنسق الرئيسي لمتحف إنه "لا يمكننا التأكد مما إذا كانت الخرافات لعبت أي دور في التخلي عنهم، لكن الأمر ليس مستحيلاً".

ويتم عرض تمثال رأس الحجر الرملي، الذي يبلغ ارتفاعه 110 ملم، في المتحف حيث يعد تحفة فنية غير عادية، ومهمة للغاية من حيث الثقافة المصرية.