ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، أن اعتبارات سياسية تدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إرجاء العملية العسكرية البرية لاجتياح غزة مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي بات جاهزًا للمناورة البرية ويترقب صدور الأوامر باجتياح قطاع غزة.

جاء ذلك وسط تقارير عن ضغوط أميركية على تل أبيب، لإجراء أي عملية برية لغزو قطاع غزة وذلك في محاولة لاستنفاد الجهود الدبلوماسية التي تبذلها واشنطن مع قطر في محاولة لدفع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إلى الإفراج عن أسرى مدنيين إسرائيليين الأمر الذي قد يتم إحباطه في أعقاب اي عملية برية لجيش الاحتلال لقطاع غزة.

ولفتت "كان" إلى اعتبارات عملياتية قد تكون سببًا كذلك في إرجاء العملية البرية التي تبدو وشيكة، في حين شددت على أن القوات البرية في الجيش الإسرائيلي باتت مستعدة لاجتياح قطاع غزة.

فيما ذكرت، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تمارس ضغوطًا  لتأخير الاجتياح البري من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن "الأسرى والمفقودين".

بحسب "كان"، يأتي ذلك مع تصاعد التوترات على الجبهة الشمالية وسط تبادل إطلاق نار يومي، ويبدو أن التصعيد عند الحدود لا يزال ضمن قواعد الاشتباك السارية لكن خبراء اسرائيليين حذروا من احتمال توسع الحرب إلى لبنان عبر تدخل أكبر لجبهة الشاملية في حال شنت إسرائيل هجومًا بريًا على غزة.

وألمح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إلى أن الغارات الجوية العنيفة التي تشنها طائرات سلاح الجو الاسرائيلي على قطاع غزة تمهد الطريق لتقدم القوات البرية، فيما اوضحت "كان" أن ذلك لم يأت بناء على توصية من المستوى العسكري، وإنما أوامر تلقاها الجيش الإسرائيلي من القيادة السياسية.

في المقابل أشارت القناة 12 وإذاعة الجيش الإحتلال، إلى اعتبارات مختلفة قد تكون وراء تأخير العملية البرية التي باتت مطلبًا شعبيًا في إسرائيل لاجتياح غزة ضمن الحرب الانتقامية التي تشنها القوات الاسرائيلية على القطاع وشددت على مسألة التوقيت.

وبحسب القناة 12، فإن الاعتبارات الثلاثة التي تحرك المسؤولين الإسرائيليين في ما يتعلق بمسألة التوقيت هي:

أولا: مسألة الأسرى والمفقودين، وما إذا كان من الممكن فعلاً استنفاد تحرك كبير تقوده واشنطن ودول المنطقة في الأيام المقبلة.

والاعتبار الثاني الذي أشارت إليه، هو تصاعد التهديدات والهجمات التي باتت تتعرض لها المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، والاستعدادات التي تبذلها واشنطن لـ"التعامل الأمثل".

ومع تصاعد هذه الهجمات كما رأت أن الاعتبار الثالث هو إدراك القيادة الإسرائيلية أن العملية البرية ستستغرق وقتًًا وينبغي الشروع فيها بعد الوصول إلى ظروف عملياتية مثالية.

وفي هذه الأثناء أصدر العضو في الكابينيت الإسرائيلي ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بيانًا مقتضبًا جاء فيه، أن "أي موافقة على إدخال مساعدات مستدامة لقطاع غزة من دون إطلاق سراح كافة المختطفين (الأسرى) هو استمرار للأفكار والمفاهيم التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم".

بدورها أشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى سببين مركزيين، الأول بإعطاء الفرصة للجهود التي تبذل في محاولة للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن أسرى لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة.

في حين أن الاعتبار الثاني يتمثل بـاستكمال استعداد القوات بما في ذلك محاولة الحصول على أكبر قدر من المعلومات الاستخباراتية عن الأوضاع داخل قطاع غزة، وأن نتنياهو يجري مشاورات أمنية متنوعة حتى مع شخصيات أمنية لا تشارك في المنتديات الأمنية المعتمدة بما في ذلك كابينيت الحرب والكابينيت الموسع.

ونقلت الإذاعة عن نتنياهو قوله: "نحن بحاجة إلى كسب الوقت، العدو  لم يخطط للهجوم فحسب، بل خطط  للدفاع أيضًا، الدخول الآن سيكون في مصلحة العدو".

وخلال حديث له مع الجنرال المتقاعد يتسحاق بريك، نصحه الأخير بـ"تركيز القصف الجوي المكثف والقبضة الإنسانية الخانقة على القطاع"، معتبرًا أن "الاجتباح البري يحمل في طياته خطر حرب إقليمية وبالتالي من الضروري الاستعداد له سواء على مستوى جاهزية الجيش الإسرائيلي أو على مستوى الجبهة الداخلية".