اعتادت مروة رخا الكاتبة في مجال العلاقات العاطفية والمحاضرة بالجامعة الأميركية في القاهرة أن يكون يومها مكتظًا للغاية، كانت قادرة على العمل من الصباح الباكر وحتى ساعة متأخرة من الليل، بين محاضرات وكتابة وورش تدريبية في شركات كبرى، تدرب الموظفين على مهارات إدارة الوقت والتفاوض وغيرها من المهارات.
لم تتخيل لحظة أن ينقلب حالها فجأة بسبب الحمل، وتقول مروة: "يتسبب الحمل في تغير الهرمونات بالجسم كما يسبب ضبابية عقلية حدث لي هذا فأضر بعملي، فجأة لم أعد قادرة على فهم ما بين السطور أو الإجابة كما يجب، أما عقب الولادة فقد حدث لي ما يشبه فقدان الذاكرة، فجأة نسيت كل ما يتعلق بعملي، سواء في التدريس أو التدريب أو الاستشارات".
أدركت رخا في تلك اللحظة أن مصادر كسب رزقها قد توقفت، وعند تلك اللحظة رتبت أولوياتيها من جديد وكان في مقدمتها ابنها آدم، وقررت أن تمنحه أفضل ما لديها كما قررت أن يكون تعليمه منزليًا، وعليه يجب أن يكون عملها من البيت أيضًا، حيث لم تعد لديها مساحة للخروج وفي يديها طفل رضيع.
فعملت بالترجمة واستشارات التسويق ودعم أمهات الرضاعة الطبيعية، حتى وجدت نفسها ترغب في دراسة المنتسوري بصورة منظمة، لذا سعت للحصول على دبلومًا من الخارج، كانت تكلفتها وقتها ألفي دولار منحها لها أبيها هدية، ثم واصلت التعلم، حتى أنها كانت تستدين أحيانًا لتواصل، حيث أصابها الانبهار بما تعلمت، وهنا شعرت أن الطريق تم رسمه لها سلفًا، وتحولت من متعلمة إلى محاضرة في مجال المنتسوري، وانفتح لها الطريق لكتابة المقالات وتقديم الورش التدريبية عبر الإنترنت، وقدمت فقرة ثابتة حول الأمر في التلفزيون لفترة، ومن هنا اشتهرت بعدما حصلت على دبلومات عدة في المنتسوري، ولكن الأمر لم ينته عند ذلك الحد.
اتبعت مروة مع صغيرها أسس المنتسوري وصولًا لمرحلة من 9 إلى 12 تلك التي يمتلك فيها الطفل وقتًا كافيًا للتعلم الذاتي.
وتقول: "فوجئت أنه يتعلم برمجة وهو أمر لا أفهمه لكنني لم أتدخل، وكان مشروعي التالي عقب تقديم الكورسات والاستشارات في مجال المنتسوري أن أبدأ في مجال الكتب التفاعلية، لكن واجهتني العديد من المشاكل التقنية التي كادت أن تحول دون صدور الكتاب، خاصة أنه عقب الاتصال بالدعم الفني لم أحصل على دعم يذكر، لكن حين رآني آدم قد شارفت على اليأس تدخل ونجح فعلًا خلال ثلاثة أيام في حل كل المشكلات، وسط ذهولي".
وتابعت: "صار آدم هو الدعم الفني الحقيقي لي، من دونه لم يكن شيئًا ليخرج إلى النور، فمعه وبسببه قدمت مونتسوري مصر، وعبر ما تعلمه قدمت مشروعي الأخير حديث النحل والطيور لتعليم الأطفال التربية الجنسية بصورة علمية، صار آدم يحضر الاجتماعات مع الدعم الفني بصحبتي، أنا مدينة لآدم بكل شيء".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها