يوميًا عندما تتواصل مع أبناء الشعب في محافظات القطاع، أو حتى وأنت تتابع بعض مواقف الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، تسمع اسئلة تتردد كثيرًا، أين القيادة؟ أين سيادة الرئيس أبو مازن؟ ماذا فعلتم لنا؟ ولماذا هذا الصمت؟ وطمنونا هل هناك وقف للحرب؟ ولماذا تركتونا؟
أسئلة عديدة من هذا القبيل، لا يمكن لاي مسؤول أو مراقب الآن إلا أن يتفهمها، ويستوعب وجع المواطن الواقع في دوامة المحرقة الإسرائيلية الجارية على أرض قطاع غزة، المكلومون والمنكوبون من حرب وحشية تقودها إدارة بايدن الأميركية مع حكومة وجيش موت ربيبتها وصنيعتها إسرائيل. ولكن وأنت تتفهم أسئلتهم وحيرتهم وخوفهم على مستقبلهم ومستقبل أطفالهم الذين يذبحون على مرآى من العالم، عليك أن توضح لهم، أن القيادة الفلسطينية لم تتخلَ عنهم، ولم تتركهم لقمة سائغة لنيران الحرب الصهيو أميركية، وإنما قامت منذ اللحظة الأولى لاشتعال نيران الحرب في السابع من تشرين أول / أكتوبر الحالي، بعقد أكثر من اجتماع برئاسة سيادة الرئيس أبو مازن، وأعلنت عن سلسلة من الخطوات، كان على رأسها تحميل إسرائيل ومن يقف ورائها المسؤولية عن إشعال فتيل الحرب، وما جرى في فجر السابع ليس سوى نتيجة لانتهاكات وجرائم حرب إسرائيل اللقيطة على مدار عقود الصراع الطويلة، والتي بلغت الذروة الفاشية في العام الحالي، ودعت العالم إلى وقف الحرب فورًا، وأكدت أن الحل السياسي القانوني للصراع هو الخيار الأهم والأمثل للخروج من نفق إرهاب وفاشية إسرائيل المارقة والخارجة على القانون الدولي.
كما بادرت القيادة ممثلة بشخص عباس، رئيس الشعب الفلسطيني ومساعديه بحملة اتصالات سياسية وديبلوماسية مكثفة مع الاشقاء والدول الإسلامية ودول الإقليم والاقطاب العالمية بما في ذلك اللقاء مع وزير خارجية أميركا، بلينكن، وسبقه اللقاء مع الملك عبدالله الثاني، ودعت مجلس وزراء خارجية الدول العربية للانعقاد بشكل طارئ، وتواصلت مع المنابر الرسمية العربية والاممية لوقف الحرب الوحشية. ومع تصاعد نيران الحرب، واتساع دائرة الموت لأبناء الشعب، وعمليات التدمير المنهجية للمدن والمخيمات والبلدات في محافظات قطاع غزة، طالبت العالم عموما وإدارة بايدن والأمم المتحدة لوقف الحرب فورا، وتأمين الحماية الدولية لأبناء الشعب العربي الفلسطيني، وتأمين الممرات الإنسانية لادخال المساعدات الغذائية والطبية والطواقم الطبية، وتأمين الكهرباء والماء والاتصالات والمأوى المناسب لأبناء الشعب في قطاع غزة، ودعت إلى وقف التهجير القسري لابناء الشعب فورًا، وأكدت انها لن تسمح بتكرار نكبة العام 1948، وحثت الاشقاء والأصدقاء في العالم والهيئات الدولية على رفع الصوت ضد سياسة العقاب الجماعي، ورفضت السياسة الإرهابية الإسرائيلية ضد المستشفيات والمدارس والمؤسسات والمساجد والكنائس ومنازل وبيوت المواطنين، وفي السياق دعت لمعالجة قضية أسرى الحرب من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بحيث تطلق إسرائيل أسرى الحرب الفلسطينيين كافة من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب مقابل الافراج عن الاسرى الإسرائيليين، والأهم دعت واشنطن والاتحاد الأوروبي وكل دول العالم المعنية الى عقد مؤتمر دولي للسلام فورا لحل الصراع على المسار الفلسطيني الإسرائيلي وفق خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967، ووقف كل الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية أحادية الجانب.
وكان أبو مازن أكد أن أبناء الشعب العربي الفلسطيني حيثما وجدوا، هم شعب واحد، وأبناء الشعب في قطاع غزة جزء أصيل من الشعب، ولا يمكن ان تتخلى قيادة منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد عنه، وكلف عباس الوزارات المختصة وخاصة وزارة الصحة بتأمين المواد والطواقم الطبية فورا، وتقديم كل ما يخفف من معاناة ومصاب الاهل في محافظات الجنوب. ولكن دولة الحرب والموت الإسرائيلية حالت دون ذلك حتى الان، ورغم ذلك مازالت تعمل مع الاشقاء والأصدقاء والأمم المتحدة لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ وأبناء الشعب عموما من ويلات الحرب، تأمين مقومات البقاء والصمود على أرض الوطن الفلسطيني، الذي لا وطن للشعب الفلسطيني غيره.
ومع ذلك، ادعو القيادة الفلسطينية إلى الآتي: أولاً عقد اجتماع سريع للهيئات القيادية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح لدراسة اخطار وتداعيات حرب الإبادة والمحرقة؛ ثانيًا توجيه سيادة الرئيس محمود عباس كلمة للشعب دون انتظار نتائج الاتصالات ووضع الشعب في صورة الوضع، وطمأنت المقهورين والمستباحين من حرب التطهير العرقي الإسرائيلية؛ ثالثًا دعوة القمة العربية للانعقاد فورا في دورة طارئة لاتخاذ موقفًا موحدًا إزاء جرائم الحرب الفاشية الإسرائيلية، وتشكيل لجنة عربية للتحرك الفوري للضغط على الولايات المتحدة وأوروبا بكل مكوناتها للضغط على حكومة الحرب الإسرائيلية على وقف الحرب دون اية شروط، وتقديم المساعدات المالية والاقتصادية والغذائية والطبية والإنسانية لابناء الشعب العربي الفلسطيني في القطاع، والتأكيد على ضرورة عقد المؤتمر الدولي لانجاز الحل السياسي، ورفض تكرار نكبة العام 1948؛ رابعًا ترتيب شؤون البيت الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية فورًا لتعزيز الشراكة السياسية؛ خامسًا تصعيد المقاومة الشعبية للتخفيف عن أبناء الشعب في قطاع غزة وغيرها من الترتيبات ذات الصلة بتعزيز الصمود الوطني؛ سادسًا حماية النظام السياسي الفلسطيني من عوامل الفوضى والفلتان تحت عناوين ويافطات ذات غايات لا تستقيم مع وحدة الشعب تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها