في انحيازه المعيب لصالح الحرب الهمجية، التي تواصلها إسرائيل ضد قطاع غزة، لا يبدو الغرب الاستعماري أنه قابل حتى الآن للخلاص من عنصريته، وشفائه من غطرسة هذه العنصرية وأوهامها...!! يضيء بهندسة متعالية، بناياته الرسمية بالعلم الإسرئيلي الذي تدك طائراته الحربية، وبمنتهى الوحشية قطاع غزة، حتى بعد أن أحالته إلى مجرد ركام مهول، وصور القطاع اليوم لا تذكر بغير صور هيروشيما اليابانية، التي ضربتها الجائحة النووية، نهايات الحرب العالمية الثانية..!!
وليست البنايات وبيوت الناس في قطاع غزة، هي غاية طائرات الاحتلال بهدف التدمير، وإنما بنك أهدافها في الأساس: الأطفال، والنساء، والشيوخ، والفتية، والشباب، والرجال، كيفما كانوا، وفي أي مكان. كانوا..!! وثمة إبادة لعوائل بأكملها، ثمانية عشر شهيدًا، من عائلة أبو دقة، وأربعة عشر شهيدًا، من عائلة المدهون، ومن عائلة النباهين، ناجية واحدة، بجراح خطيرة، بعد أن أحرقت صواريخ الطائرات الحربية الإسرائيلية تسعة من أطفالها، واثنتين من الأمهات..!!
وعلى هذا النحو الإجرامي تمارس إسرائيل، ما يزعم الغرب الاستعماري بأنه حقها في الدفاع عن نفسها (...!!) كي يزيد من دعمه، بالغ الغطرسة العنصرية لها، ولحربها الهمجية..!! الغرب الاستعماري اليوم، لا يدعم هذه الحرب فقط، وإنما يصفق لها كذلك، وأكثر من ذلك، وبتنمر فاحش، يريد منا أن نصفق معه لها، وهو يطالبنا أن ندين الضحية، ونلومها، وربما حتى بعد ذلك، أن نتقدم من القاتل بطلب العفو، والسماح، والمغفرة...!!
ويبقى أن نقول لا تريد هذه الحرب الهمجية، سوى رأس القضية الفلسطينية، وعلى لغة العواطف أن تتمهل قليلاً، لتحدق بهذه الحقيقة، لعلنا نقف جميعًا وقفة رجل واحد، ضد هذه الغاية الاستعمارية الخطيرة. وإجهاض هذه الحرب الهمجية، لا شيء الآن أثمن وأهم من الوحدة، لكي ندرك القرار الصائب، والموقف المعقول، بلا استعرضات، ولا أية شعارات مخادعة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها