أطلقت شركة "بي إل دي سبايس" الإسبانية، السبت، بنجاح صاروخها الصغير "ميورا-1" من جنوب إسبانيا، في خطوة أولى نحو ابتكار صاروخ صغير سيجعل إسبانيا تنضم إلى مجموعة الدول الناشطة في المجال الفضائي.
وتمّت عملية إطلاق الصاروخ التي بثّها موقع "بي ال دي سبايس" عند الساعة 2,19 ( 00,19 بتوقيت غرينتش) من قاعدة عسكرية في محافظة وِلبا.
وأكدت الشركة في بيان، أنّها تمت "بنجاح" وحققت كل "أهدافها التقنية".
ووصل الصاروخ الذي يزن 2,5 طن إلى ارتفاع 46 كيلومتراً فوق خليج قادس، وهو علوّ كافٍ للابتعاد عن الغلاف الجوي لكن ليس بما يكفي للدوران حول الأرض.
وكما كان مخططاً، أنهى الصاروخ رحلته بعد خمس دقائق في المحيط الأطلسي، حيث أرسلت الشركة فريقاً لاستعادته.
وأكد المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "بي ال دي سبايس" راوول توريس أن "هذا الإطلاق هو ثمرة عمل استمر أكثر من 12 عاماً"، واصفاً عملية الإطلاق بـ"التاريخية". وقالت الشركة إن إسبانيا باتت مع هذه الرحلة "الدولة العاشرة في العالم التي تمتلك قدرة فضائية مباشرة".
وكان إطلاق "ميورا-1"، وهو صاروخ يبلغ ارتفاعه 12 متراً، أُرجئ مرة أولى في 31 مايو بسبب رياح قوية، ثم مرة ثانية في 17 يونيو بسبب مشكلة في أحد أنابيب إمدادات الطاقة.
واحتراماً للقانون المتعلق بالوقاية من حرائق الغابات في ظل درجات حرارة مرتفعة وجفاف حادّ، أعلنت "بي ال دي سبايس" أخيراً تأجيل إلى الخريف هذه الرحلة دون المدارية الأولى في تاريخ إسبانيا.
ويُفترض أن يشكل إطلاق "ميورا-1" خطوة أولى في ابتكار "ميورا-5"، وهو صاروخ صغير يتألف من قسمين ويبلغ ارتفاعه 35 متراً، ومصمم ليحمل اعتباراً من العام 2025 أقماراً اصطناعية تزن أقل من 500 كيلوغرام ويضعها في مدارها، بحسب "بي ال دي سبايس".
وبموجب اتفاقية موقعة مع المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية، سينطلق هذا الصاروخ الصغير من مركز كورو الفضائي في غويانا الفرنسية، لا من وِلبا. وذكرت "بي ال دي سبايس" أنّ 70% من المكونات التي ابتُكرت لـ"ميورا-1" ستُستخدم في "ميورا-5".
والشركة الناشئة التي تستعد للانتقال إلى مرحلة صناعية بفضل مصنع قادر على إنتاج 50 محركاً في السنة، ومصنع ثان يستطيع تصنيع خمسة إلى ستة صواريخ سنوياً، تعتزم إطلاق رحلتين تجريبيتين في العام 2025 والدخول في الخدمة التجارية في العام التالي.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، يقول راوول فيردو، المؤسس المشارك الثاني لـ"بي ال دي سبايس"، ان هذا الجدول الزمني "منطقي"، مضيفاً "لا نريد أن نستهين بالتحديات المحيطة بإطلاق قمر اصطناعي" لأنّ الشركة "إذا دخلت السوق وبدأت تفشل، فستنتهي".
وعلى المدى البعيد، تعتزم الشركة الناشئة جعل صاروخ "ميورا 5" قابلاً لإعادة الاستخدام، من خلال استعادة قسمه الرئيسي من المحيط، والذي سيتم إبطاء سقوطه بواسطة المظلة. وتعمل الشركة على التطورات مع أخذ هذه الفكرة في الاعتبار لكنها لا تجعلها شرطاً أساسياً.
ولضمان هذا التوسّع، تعوّل الشركة على دعم السلطات، إذ باتت لإسبانيا في أبريل وكالة فضاء خاصة بها تتخذ من إشبيلية مقراً، لتعزيز مكانتها في القطاع وعدم الاكتفاء بالبرامج التي تضعها وكالة الفضاء الاوروبية.
وحصلت الشركة الناشئة التي تأسست عام 2011، على دعم بأربعين مليون يورو في إطار خطة تعاف كبيرة لمرحلة ما بعد كوفيد. وتشير إلى أنّ لديها دفتر طلبات محتمل بقيمة 350 مليون يورو، يجمع بين زبائن التجاريين ومهام مؤسسية.
وعلى غرار "بي ال دي سبايس"، دخلت شركات اوروبية ناشئة عدة بينها "ايسار ايروسبايس" الألمانية و"لاتيتود" الفرنسية خلال السنوات الأخيرة، السباق على تصنيع صواريخ صغيرة، لتلبية حاجات سوق إطلاق الأقمار الاصطناعية الصغيرة التي تشهد نمواً متسارعاً.
بالمقارنة مع الصواريخ الكبيرة من أمثال "فالكون 9" (سبايس اكس) و"أريان 6" (أريان غروب)، توفر الصواريخ الصغيرة مرونة في الاستخدام، فهي تحمل قمراً اصطناعياً واحداً، ويمكن إطلاقها بسرعة للاستجابة لحاجة ملحّة، أو لاستبدال قمر اصطناعي فيه خلل بآخر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها