بقلم:  بسام أبو الرب

لم تمض ساعات على اللقاء الذي جمع الشاب لبيب محمد ضميدي مع عمه مجدي، الذي وصل من السفر إلى بلدة حوارة جنوب نابلس للإطمئنان على صحة والدته التي أنهكها المرض، حتى ارتقى لبيب شهيدًا.

مساء أمس الخميس، تعرضت بلدة حوارة لهجوم مستعمرين طال منازل المواطنين وممتلكاتهم خاصة في الحارة الشمالية، ليهب الشاب ضميدي "19 عامًا"، للدفاع عن منزل العائلة الواقع على الشارع الرئيسي وسط البلدة.

رصاصة أطلقها مستعمر استقرت في قلب ضميدي، أثناء تواجده على سطح منزل عائلته للدفاع عنه، ليرتقي إثرها شهيدًا.

هذا الشارع الذي أصبح مسرحًا لجرائم المستعمرين واعتداءاتهم المتكررة على أهالي البلدة، الذي شهد العدوان الأكبر في السادس والعشرين من شباط/ فبراير الماضي، مخلفًا خسائر كبيرة في الممتلكات عقب إحراقها، فيما يحاول عضو "الكنيست" الإسرائيلية المتطرف تسفي سكوت، فرض أمر واقع بنصب خيمة وسط البلدة، بذريعة تأمين الحماية للمستعمرين، عدا عن نصب نقاط عسكرية في محيطه.

يقول عم الشهيد مجدي ضميدي: "سلمت على لبيب وبعدها استشهد، كنت قد وصلت من السفر بعد غياب سنة للعمل بالخارج، عقب تدهور حالة والدتي الصحية، ولم أكن أعلم أنني سأودع ابن أخي".

ويتابع: "عدد كبير من المستعمرين انتشروا على الشارع الرئيسي، وحاولوا الهجوم على منزل العائلة، الذي نسكنه نحن الأشقاء مع والدينا، وقد اعتلى لبيب سطح المنزل في محاولة لصد الهجوم كالعادة، إلا أن رصاصة أطلقها مستعمر، أصابته في صدره، ولم يسعفه الوقت حتى ارتقى شهيدًا".

ويضيف ضميدي: أن" الشهيد كان يدرس "تصميم جرافيك"- سنة ثانية- في جامعة خضوري، ويساعد العائلة في أعمال التجارة، موضحا أن العائلة بأكملها كانت معرضة لاعتداءات ورصاص المستعمرين، إلا أن الله اختار لبيب ليكون شهيدا وهو يدافع عن منزل العائلة".

والشهيد ضميدي، هو الثاني خلال الـ 24 الماضية في بلدة حوارة، حيث استشهد قبله بساعتين تقريبا، شاب جراء إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال، عقب محاصرته في إحدى البنايات في البلدة، ومن ثم احتجزوا جثمانه.

وذكر مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس، أحمد جبريل، أن طواقم الإسعاف تعاملت الليلة الماضية مع إصابة شاب بالرصاص الحي في منطقة الصدر، أعلن عن استشهاده لاحقا، خلال المواجهات في حوارة، فيما أصيب 58 مواطنًا بحالات اختناق جراء الغاز المسيل للدموع، بينهم أربعة أطفال، وإخلاء منزل عقب استهدافه بقنابل الغاز، وإخلاء محل تجاري عقب اشتعال النيران فيه.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها منزل عائلة ضميدي الذي يقطنه نحو 20 فردًا من العائلة، لاعتداءات المستعمرين، فقد حاولوا إحراقه عدة مرات، الأمر الذي انعكس على طبيعة الحياة والأمن الذي يفتقده أهالي البلدة، حسب شهود عيان.

وكانت قوات الاحتلال قد احتجزت جثمان الشهيد ضميدي على حاجز عورتا، واعتدت على المشيعين، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات وسط بلدة حوارة، أسفرت عن إصابة عشرات الشبان بالرصاص الحي والمعدني والاختناق.