أحيت وزارة الثقافة، اليوم الأربعاء، مرور أربعين يوما على رحيل الروائي حيدر حيدر، الحائز على درع غسان كنفاني للرواية العربية 2022، وذلك بمتحف الشهيد ياسر عرفات في مدينة رام الله.
وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف: إن حيدر حيدر، المثقف والمبدع، كانت فلسطين قضيته الأولى، ربطتهما علاقة الكتابة والإعلام، فكان للراحل انتماؤه لفلسطين، ودور كبير في نقل صورة وكلمة فلسطين إلى العالم عبر الإعلام الموحد في حركة فتح ومنظمة التحرير.
وأضاف: أن تكريم الكتاب والأدباء والفنانين المناصرين والمنتمين لقضيتنا، دَيْن في أعناقنا كفلسطينيين، وعلينا بالتعاون مع مؤسساتنا في القطاع الثقافي وذات العلاقة الترويج لمنجزاتهم ونضالاتهم ومنح الجوائز التقديرية.
وشكر أبو سيف: "كل من ساهم في تعزيز وتعميم روايتنا الفلسطينية من شعراء وكتاب وأدباء وفنانين ومثقفين، ونقدم لهم ما استطعنا من الدعم والتكريم ليكون هذا الوفاء دافعا للجيل الجديد كي يستمر بالكتابة عن فلسطين ويرى طريقه عبر فلسطين".
من جانبه، قال مدير عام مؤسسة ياسر عرفات أحمد صبح، إن بيروت شكلت ظاهرة مشوقة تلمس بها الشاعر والكاتب والإعلامي والفنان خيط ضوء من الحرية لمواصلة عطائه وإبداعه.
وأضاف أن الثورة الفلسطينية جاءت بفكرتها التحررية والثورة على الوضع القائم لتحتضن ظاهرة بيروت الحرية والإبداع، مضيفا أن حيدر حيدر المسكون بالإحساس بالغربة الوجودية الداخلية، رحل لينضم لفلسطين الإبداع وإلى الحرية، فهو صاحب الإنتاج الغزير من وليمة لأعشاب البحر إلى حكايا النورس المهاجر، فهذا الكاتب الروائي السوري الفلسطيني العروبي يستحق ذكره دوما.
من جانبه، قال الكاتب والإعلامي نبيل عمرو: "الحديث عن حيدر حيدر يندرج تحت إنسان شكل ظاهرة الاندماج العربي التقدمي الديمقراطي الثقافي في الحياة الفلسطينية، حيث شاركنا النضال والكلمة والموقف في بيروت، وكان معنا في قبرص، متواجدا حيثما حلت الثورة الفلسطينية والكتابة الصحفية والابداعية عن فلسطين.
وأضاف: حيدر قليل الكلام، غزيز الإنتاج، يصل الى النقطة التي يريدها بلا تكلف معتمدا أقرب مسافة بين نقطتين من الخط المستقيم، وكان هكذا عندما يتحدث عن الانتماء العربي لفلسطين وعن العلاقة الخاصة بين سوريا وفلسطين وعلاقته هو الخاصة بنا، كان من هؤلاء الذين كرسوا حياتهم من أجل قضايا الأمة القومية، وهذا ما كان جليا من خلال عضويته في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، متشربا الحالة الفلسطينية كما لو أنه ولد وعاش وترعرع فيها.
وفي كلمة مسجلة لنجل الراحل الروائي حيدر حيدر قال مجد حيدر، "هذا اللقاء يعني لنا الكثير كونه من فلسطين المغروسة والمزروعة في وجداننا كما أراد لها والدي، أشكر فلسطين التي تعي تماما دور حيدرها في مسيرة ثورتها".
وأضاف: نجتمع اليوم في فلسطين بالقرب من ضريح الشهيد ياسر عرفات في متحف ياسر عرفات، في حضرةِ التاريخ، باحتفاليةِ تأبينٍ لرجلٍ نَذرَ حياته وأدبهُ وقلبهُ لقضية جيله وجيلنا المركزية: فلسطين، إنه والدي حيدر حيدر.
وختم: الشكر كله لفلسطين، سيدة كنعان والمتوسط، التي كَرمتكَ فلسطين البدء والمنتهى، فلسطين حبة قمح صغيرة تلهم العالم كله.
يُشار إلى أن الروائي حيدر حيدر، الذي رحل في الخامس من أيار الماضي، ولد عام 1936 في قرية "حصين البحر" السورية.
وفي عام 1970 غادر حيدر دمشق إلى الجزائر ليشارك في "ثورة التعريب" أو "الثورة الثقافية"، كما يسميها الجزائريون، وعمل مدرسا في مدينة عنابة، في الوقت الذي كان يواصل فيه الكتابة والنشر في الدوريات العربية. ثم في عام 1974 عاد من الجزائر إلى دمشق، ليستقيل من التعليم ويهاجر إلى لبنان.
التحق حيدر بالمقاومة الفلسطينية في بيروت، وعمل في إطار الإعلام الفلسطيني الموحد و"اتحاد الكتاب الفلسطينيين" في بيروت.
عام 1982، إثر الاجتياح الإسرائيلي، توجه إلى قبرص ليعمل مسؤولا عن القسم الثقافي في مجلة "صوت البلاد" الفلسطينية، قبل أن يعود إلى سوريا ليتفرغ للعمل الأدبي.
من بين أعماله؛ مجموعة "حكايا النورس المهاجر" (1968)، "الزمن الموحش" (العام 1973)، مجموعة "الفيضان" القصصية (1975)، "الوعول" (1978)، "التموجات" (1982). فيما كانت "وليمة لأعشاب البحر" (1984)، من أبرز أعماله الروائية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها