تقرير: جويد التميمي
يعمل الاحتلال الإسرائيلي، بإجراءاته وممارساته على تنغيص حياة الفلسطينيين، بكافة السبل وشتى الطرق، ولا تسلم العاب الاطفال من اعتداءات الاحتلال وقوانينه العنصرية، حيث ظهر ذلك جليا حينما اجبر جنود الاحتلال المتمركزون على الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء، الطفل حميد مفيد الشرباتي (11 عاما)، على كسر لعبته التي جمع نقودها في حصالته ليشتريها خلال أيام عيد الفطر.
مدير عام شركة ميرا للتخليص الجمركي فادي عبيدو التميمي عقب على موضوع تعامل الاحتلال مع ألعاب الأطفال، قائلا "الاحتلال الإسرائيلي يستنزف نقود التجار بفرض قوانينه المجحفة على كل شيء يستورده التاجر فلسطيني، ولا تسلم ألعاب الاطفال من هذه القوانين الإسرائيلية، ويزعم الاحتلال دوما انها لدواعٍ أمنية، حيث تتلف بضائع متعددة الاصناف والاشكال، ومن ضمنها ألعاب الأطفال وتقدر مبالغها بملايين الشواقل في كل عام".
الطفل حميد الذي أرغمه الاحتلال على كسر لعبته كان فرحا جدا بها خلال عيد الفطر، أوضح أن "قوات الاحتلال اصرت على الاستيلاء على لعبته ومصادرتها، ومع حضور والده الذي وصل الحاجز على الفور بعد دقائق من احتجازه، تصدى الوالد للجنود قائلا لهم: هذه لعبة طفلي لن تستولوا عليها"، وبعد مشادة كلامية مع الوالد ومنعه وطفله من عبور الحاجز والوصول الى منزلهم، قال الوالد لطفله "نحطم اللعبة ولا نعطيها لهم"، وبذلك قمت بكسرها بحجر داخل الحاجز وهذا ما فرضه الجنود المدججون بالسلاح على الوالد وطفله.
وحسب والد الطفل فإن جنود الاحتلال منعوا نجله واصدقاءه من الدخول الى منزلهم عبر الحاجز العسكري بسبب لعبته "مسدس بلاستيك" وأصروا على مصادرة اللعبة، التي جمع نقودها من عيديته وحصالته وبهذا خسر الولد لعبته التي طالما حلم باقتنائها واللعب بها.
وكان أحد المواطنين الذين يقطنون في المنطقة، وثق المشهد بمقطع فيديو ونشره لوسائل الإعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي حيث لقي رواجا كبيرا ومتابعة وتعاطفا كبيرا مع الطفل حميد.
المختص والطبيب النفسي الدكتور محمد العويوي اشار إلى ان العنف المفرط الذي تستخدمه قوات الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين خاصة الأطفال، وبدرجة أساسية الذين يقطنون في احياء قريبة من المستوطنين مثل البلدة القديمة بمدينة الخليل (تل الرميدة وشارع الشهداء والسهلة ومحيط الحرم الابراهيمي) التي اغلقها الاحتلال وحاصر السكان الفلسطينيين فيها منذ 29 عاما تقريبا، آثارا كبيرة على الجوانب النفسية للاطفال منها اضطرابات نفسية وسلوكية حيث ظهرت جليا عليهم بسبب ممارسة العنف ضدهم بشكل مباشر وغير مباشر، وهذا تسبب بتشتيت تركيزهم وضعف ذاكرتهم، والحزن والاكتئاب، والحركة الزائدة والعنف تجاه الآخرين، وحب ملازمتهم الكبار لعدم الشعور بالأمان، والأرق أو النوم الزائد، والاستيقاظ من النوم بسبب مشاهدة الكوابيس.
وتابع العويوي أن العنف الإسرائيلي الذي يمارسه الاحتلال على الأطفال، أدى إلى التأثير حتى على نوعية الألعاب المعتادة لديهم، وحتى رسوماتهم أصبحت تسيطر عليها صور العنف الإسرائيلي بكافة أشكاله وانواعه.
من ناحيته، بين مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش ان قوات الاحتلال قتلت منذ بداية العام الحالي 17 طفلا فلسطينيا في الضفة الغربية، كما فارق الحياة طفل في غزة جراء اصابته بعدوان عام 2022.
ونوه قطيش إلى ان عدد الاطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال لغاية اعداد هذا التقرير بلغ 150 طفلا، منهم 11 رهن الاعتقال الإداري.
وتابع قطيش: "تعمل الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال على المراقبة الجادّة والمستمرة لانتهاكات حقوق الأطفال في فلسطين وتوثيقها، وتمثيل الأطفال في المحاكم والدفاع عن حقوقهم المنتهكة، وتقديم استشارات وخدمات قانونية للأطفال وللعائلات المحتاجة لحماية حقوق أطفالها، وتنظيم حملات توعية وتثقيف تتعلّق بحقوقهم والدفاع عنهم على كافة المستويات، وتمكين الأطفال، وتفعيل مشاركتهم في الحياة الاجتماعية وصنع القرار، والضغط من أجل تبنّي سياسات توفر الحماية والرعاية للأطفال، وتراعي مصالح الطفل الفضلى.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها