خضر الزعنون
مرت 31 عاما ولا يزال عميد أسرى قطاع غزة ضياء الأغا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وحلم والدته باحتضانه لم يتراجع.
نجاة الأغا والدة الأسير ضياء تعبر بمرارة وألم لم يغادراها منذ لحظة اعتقال نجلها "31 عاما وهو معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي وهو غائب عن مائدة الإفطار، وعن كل مناسباتنا وأعيادنا، أخشى أن أموت ولا أحظى باحتضانه".
ضياء زكريا الأغا (48 عاما) من قطاع غزة، اعتقل في 23 من تشرين الأول/ أكتوبر من تسعينيات القرن الماضي وهو أقدم أسرى القطاع، ومحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة، ومضى على اعتقاله 31 عاما، ويعتبر من بين الأسرى الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاق أوسلو.
وتشرح والدته معاناتها لغيابه "منذ اعتقاله وأنا لا أستطيع النوم ولا العيش بشكل طبيعي، افتقده في كل تفاصيل حياتنا"، متابعة "عندما اعتقل ضياء كان عمري 42 عاما والآن أنا في الـ73، أخشى ألا أراه، غابت الأعياد كلها".
وتضيف "أنا في معاناة وحزن وألم ولا أفكر في هذه الدنيا سوى بضياء، كان شبلا صغيرا عندما اعتقل، أتمنى كل ليلة أن أظل على قيد الحياة وأراه، أتمنى مثل كل أم تحتضن ابنها، أن أحتضنه".
صورة ضياء بالنسبة لأمه هو ذاك الشجاع الذي تقول إنه "يتميز عن اخوته، كان يحب الأطفال، واجتماعيا جداً، ويحب أصحابه ويطمئن عليهم، وكل الأسرى يعرفونه ويحبونه".
وتستذكر الأغا كيف يكون ضياء في العيد قائلة إنه "كان يهتم بملابس العيد منذ بداية شهر رمضان ويقول لي "يمّا أحضري ملابس العيد باكرا". وتشير إلى أن ضياء "كان نشيطا في انتفاضة الحجارة التي اندلعت أحداثها عام 1987
صادفت زيارة ضياء الأخيرة في يوم الأم 21 آذار/ مارس الماضي، وتذكر والدته لحظة وصولها للزيارة قائلة "كأني أزوره لأول مرة، وطوال الوقت كنت واقفة على شباك الزيارة، وعندما رأيته كان جالسا نهض بسرعة، ووضع وجنته على الزجاج الفاصل بين الأسير وأهله وقبلته لفترة طويلة، حينها نظر لي الأسرى وقالوا لي: إن شاء الله تقبليه دون زجاج قريبا".
لا شيء يقف حائلا دون حضور الأم ومشاركتها الفاعلة في الاعتصام الأسبوعي أمام مبنى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية، للحديث عن همومها، كما زارت مقر الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان في جنيف عام 2013.
تقول: "ذهبت إلى سويسرا وفرنسا والمغرب ومصر والجامعة العربية والجزائر والعراق ودول أخرى، لم أترك مؤسسات تعنى بحقوق الإنسان، شرحت لهم عن هموم أهالي الأسرى وأبناءهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتعب الزيارات، والأمهات اللاتي يمتن والآباء الذين يموتون وأولادهم داخل السجن".
وتضيف، "فكرة أن تنادي الأم أو الأب على ابنهما الأسير وهما يلتقطان أنفاسهما الأخيرة شيء موجع ومفجع، هناك أمهات محرومات من الزيارة، الأم تنتظر الزيارة وفجأة يبلغونها لا يوجد اسم لك لزيارة لابنك! هذه الموقف صعب وقاسٍ".
وتشير الأغا: "نخرج عند الساعة الثالثة فجرا باتجاه البوابة، ونصل بعد ساعات عندما يتم السماح لنا للدخول، وتدخل الحافلة التي تقل أهالي الأسرى، ويقوم الاحتلال الإسرائيلي بتفتيشنا، ويجبرنا على خلع ملابسنا بالبرد الشديد ونحن حفاة".
ومنعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المواطنة الأغا من زيارة ابنها ضياء على فترات متعددة ولسنوات، ولم تتمكن من زيارته حتى في شهر رمضان المبارك، كما هو حال العشرات من أهالي الأسرى من غزة تحت حجج وذرائع واهية.
يقول رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة لـ"وفا"، "يقبع في سجون الاحتلال 4900 أسير منهم 200 أسير من قطاع غزة، وإلى جانب ضياء الأغا يقضي 25 أسيرا غزاويا حكما بالمؤبد.
المصدر: وكالة وفا
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها