الحارث الحصني
تظهر الأراضي الزراعية في سهل "قاعون" غرب قرية بردلة بالأغوار الشمالية، مروجا خضراء مزروعة بأصناف من المحاصيل البعلية.
وحتى تصل هذه المحاصيل المتنوعة إلى نقطة الحصاد، يحتاج المزارعون في القرية إلى "تصاريح" خاصة للسماح لهم بدخول أراضيهم عدة مرات، لتفقدها.
وعلى الرغم من أن الفلسطينيين استرجعوا قبل سنوات (في كانون الأول/ ديسمبر 2020) قرابة 1300 دونم من مساحة السهل الكبير، بعد معركة قانونية في المحاكم الإسرائيلية، إلا أن الاستفادة من أراضيهم مرهونة بالحصول على تصاريح.
وسهل "قاعون"، هو واحد من السهول الخصبة في الأغوار الشمالية، استولى عليه الاحتلال عام 1973، وظل على ما هو عليه حتى انتزع الفلسطينيون قرارا من المحاكم الإسرائيلية بدخول السهل.
يقول أشرف صوافطة، وهو واحد من لفيف من مزارعي القرية: "حصلت على تصريح وقت البذر، بانتظار تصريح عند الحصاد".
ويحتاج الموسم البعلي أكثر من أربع زيارات تفقدية، منها للبذر ومتابعته من الأمراض والأعشاب الضارة والأمراض الموسمية.
وقال صوافطة: "نقف كل أسبوع على تخوم الأرض نراقبها، أصبح وصولنا إلى أراضينا مشروطا".
ويقول مدير زراعة الأغوار هاشم صوافطة إن الاحتلال يستولي على قرابة 40 ألف دونم من الأراضي الزراعية في القرية، استرجع الفلسطينيون منها 1300 دونم.
جالسا وفي يده بضع أوراق، قال أشرف صوافطة: "الموسم الزراعي بالنسبة لي زراعة، وحصاد فقط، وفي الحالتين يظل الوصول إلى الأرض مشروطا بمزاج الاحتلال".
ولم يسمح الاحتلال لصوافطة بالوصول إلى أرضه أكثر من مرة.
تقول الأرقام الرسمية إن مساحة الأراضي الزراعية المزروعة بمحاصيل حقلية في الأغوار الشمالية تصل لــ 20000 دونم، من أصل ما يقارب 50 ألف دونم، وذلك بسبب استخدام أكثر من نصف مساحة الأراضي الصالحة للزراعة البعلية، كساحات للتدريبات العسكرية التي يجريها الاحتلال لقواته سنويا.
في سنوات سابقة، كان الفلسطينيون يصلون إلى أراضيهم الزراعية في سهل قاعون دون مقدرتهم على زراعتها، لكن بعدما وضع المستوطنون سياجا شائكا عام 2004، لم يصل أحد من الفلسطينيين إلى تلك الأراضي.
ويقول مدير زراعة الأغوار: "سجلنا هذا الموسم أكثر من خمس حالات استيلاء على جرارات زراعية قرب السهل".
على بعد قرابة شهرين من اليوم، ينظر المزارعون بنصف عين من التفاؤل إلى مقدرتهم من حصاد محاصيلهم بالكامل.
ويقول المزارع أشرف صوافطة إن المدة التي حددها الاحتلال لآلات الحصاد انتهت الموسم الماضي قبل أن تنهي عملها، ما اضطرنا أن نجلب آلات حصاد من داخل أراضي عام 48.
المصدر:الحياة الجديدة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها