أدانت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في دولة فلسطين، المجزرة الدموية البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين، وأدت إلى ارتقاء 9 شهداء بينهم سيدة مسنة، واصابة العشرات بينهم حالات خطيرة.

وحذرت اللجنة في بيان أصدره رئيسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رمزي خوري، اليوم الخميس، من تمادي هذا الاحتلال وقادته في جرائمهم ضد شعبنا في ظل صمت المجتمع الدولي ومؤسساته ذات الصلة، وعجزهم عن لجم هذا العدوان، ومحاسبة المسؤولين عنه وتوفير الحماية الفورية لأبناء شعبنا وارواحهم وممتلكاتهم ومقدساتهم.

وأكدت أن أرواح البشر ودماءهم واحدة في أنحاء المعمورة كافة، وأن قدسيتها وواجب حمايتها لا يجب أن يخضع للتمييز والانتقائية وممارسة سياسة المعايير المزدوجة التي تتبعها بعض الدول التي أسهمت في وضع مواثيق حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف وغيرها من العهود والاتفاقيات والبروتوكولات التي هدفت في جوهرها لحماية الإنسان أينما وجد، وصون حياته من خلال أدوات القانون الدولي، ومجلس الأمن الدولي خاصة، والتي نصت جميعها على مساءلة ومحاسبة وإنزال العقاب على كل من يقترف تلك الجرائم، فالشعب الفلسطيني ينتظر الأفعال والإجراءات لحمايته وانهاء هذا الاحتلال الذي طال أمده.

وقالت إنه آن الأوان للمحكمة الجنائية الدولية أن تتحمل مسؤولياتها وتباشر بالنظر الفعلي في جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض يوميا للقتل والاغتيال بدم بارد على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي المجرم كما يحدث اليوم في جنين، مؤكدة أن استمرار الصمت المطبق والمماطلة في المباشرة الفعلية في التحقيق مع قادة هذا الاحتلال يتعارض مع مهامها ومسؤولياتها المنصوص عليها في نظامها الأساسي.

وأضافت أن ما يجري في جنين امتداد للسياسة الدموية التي تعتمدها حكومة الإرهابيين بزعامة الثلاثي العنصري نتنياهو وبن غفير وسموترتش، منذ توليهم الحكم منذ أقل من شهر، مشيرة إلى أن هذه السياسة المتبعة وآلة القت والإرهاب والاستيطان المتنقلة تستهدف انحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة على مختلف المستويات، كهدم البيوت كما حصل مؤخرا في منطقة أريحا والاستيلاء على الأراضي وشرعنة البؤر الاستيطانية، واقتحام المقدسات المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك وغيرها من جرائم الحرب والعدوان التي ترتكبها دون رادع من قبل الأمم المتحدة ومن قبل الدول المتحكمة في القرار الدولي.

وجددت اللجنة مناشدتها ودعوتها لكنائس العالم كافة وكافة المؤمنين بقدسية حياة الإنسان وحرمة الاعتداء عليها إلى إعلاء صوت الحق وإنفاذ العدالة للشعب الفلسطيني الذي يعاني جراء استمرار احتلال عنصري استيطاني غاشم لا يراعي ولا يلتزم بالمواثيق أو بالقيم الحضارية التي تتشاركها الإنسانية جمعاء، ويؤمن بها أحرار العالم ومحبي السلام في كافة أنحاء المعمورة.