عبر متحدثون عن رفضهم لمخططات الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة بهدم وترحيل سكان الخان الأحمر، بعد تصاعد الدعوات اليمينية لتنفيذ القرار الذي تم تجميده منذ عام 2018، بعد حملة شعبية ودولية استمرت عدة شهور لمنع تنفيذ قرار الهدم.

وقال عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، خلال فعالية تضامنية مع أهالي الخان الأحمر شرق القدس، ردا على دعوات المستوطنين وأعضاء كنيست لاقتحام وتهجير أهالي المنطقة، دعت لها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بالتعاون مع أقاليم حركة "فتح" وفصائل العمل الوطني، اليوم الاثنين، إن الأطماع الإسرائيلية في الخان الأحمر ليست جديدة، فمنذ سنوات طويلة يخطط الاحتلال لمحاصرة القدس، عبر توسيع المستوطنات وإقامة البؤر الاستيطانية، لتقطيع أوصال الضفة الغربية وتقسيمها بين شمالها وجنوبها، عبر إزالة أي تجمع فلسطيني في تلك المناطق.

وأضاف: "قبل سنوات قليلة كنا نتضامن ونشارك أهلنا في منطقة الخان الأحمر بمعركة الصمود أمام التهديدات بترحيلهم واقتلاعهم عن أرضهم، وحجم التضامن والفعاليات أفشل المخطط الإسرائيلي".

وتابع الأحمد: "عاد نتنياهو الهارب من قضايا الفساد بالتحالف مع أقذر القوى اليمينية المتطرفة العنصرية أمثال بن غفير وزمرته، في محاولة لإزالة أي تجمع فلسطيني قرب القدس، لكن سنبقى صامدين في كل تلة، وفي كل منطقة تذهب إليها أنت وقطعان المستوطنين لنحول دون تحقيق حلمكم باقتلاعنا عن أرضنا".

وأشاد بصمود المواطنين في مختلف المناطق المهددة بالاستيلاء عليها لصالح الاستيطان، خاصة الشيخ جراح، وجبل المكبر، والذين أفشلوا مؤخراً إقامة بؤرة استيطانية هناك، محملا الإدارة الأميركية مسؤولية هذا التوغل الاستيطاني، في وقت ينثروا فيه الوعود، ولا نجد لها تطبيقاً على الأرض.

وأكد الأحمد أنه لا أمن ولا سلام في المنطقة دون أن ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه، بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وآن الأوان أن تتحول فلسطين من عضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى عضو دائم.

وأثنى على دور هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في تصديها لكل الأطماع الإسرائيلية بمختلف المناطق الفلسطينية، حيث سهروا الليالي على مدار ستة أشهر خلال العام 2018 للتصدي لمخطط التهجير في الخان الأحمر.

بدوره، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان: إن الخطة الدائمة لمواجهة قرار الاحتلال بهدم الخان الأحمر، هو الصمود على هذه الأرض، وشعبنا لن يسمح أبداً بتنفيذ ما يطمح له الاحتلال، والشعب الفلسطيني سيقف مع أهالي الخان الأحمر في هذه المعركة.

وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة يمينية بامتياز وجاءت لتوسيع المستوطنات، وشرعنة البؤر الاستيطانية، وتنفيذ مخططات الضم، وإخلاء التجمعات السكانية في المناطق "ج".

وأكد شعبان أن شعبنا سيبقى صامدا على هذه الأرض، ولن يسمح بفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها ووسطها، ولن يسمح بالحلم الصهيوني بالقدس الكبرى، مشيراً إلى أن المخطط الإسرائيلي يهدف من خلال هدم الخان الأحمر  بإنهاء القضية الفلسطينية وإنهاء أي بصيص أمل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

من جهته، قال نائب محافظ القدس عبد الله صيام:" نحن اليوم في هذه الوقف مع هذا التجمع البدوي، الذي نسمع وندرك معاناته وهم يهددونهم بالاقتلاع عن هذه الأرض، إضافة إلى أن هناك 45 تجمعاً بدوياً في التجمع الشرقي من مدينة القدس، وهي مناطق تعيش نفس المعاناة والقلق".

وأضاف: "نؤكد أننا متمسكون بهذه الأرض وهذا واجبنا، ولن يثنينا عن حماية أرضنا أي شيء، وما يسعى الاحتلال بنشره للخوف لن يثني شعبنا الذي لن يهزم مهما بلغت التحديات".

من ناحيته، قال مدير عام مديرية التربية والتعليم في ضواحي القدس عصام عزت، إن الوزارة حريصة على استمرار العملية التعليمية في مدرسة الخان الأحمر التي يبلغ عدد طلابها نحو 160 طالباً، ولن ترهبها التهديدات الإسرائيلية بهدم المدرسة والتجمع ككل.

وأكد أن الوزارة ستعيد بناء المدرسة في حال تنفيذ عملية الهدم بالمنطقة، وحتى لو لجأت إلى نصب الخيام من أجل ضمان استمرار العملية التعليمية.

من جانبه، قال مدير عام دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة، إن الفعالية جاءت بعد تعالي أصوات اليمين المتطرف الإسرائيلي بتسريع عمله هدم الخان الأحمر، والدعوات من قبل الكنيست لاقتحامه.

وأضاف: "من كان ينادي بهدم الخان الأحمر من خارج الحقل السياسي الإسرائيلي أصبح اليوم في قلب هذه السياسة أمثال بن غفير وسموتريتش، وسنواجه ذلك من خلال تصعيد الفعاليات بالمنطقة، لإفشال أي مخطط يسعى له اليمين المتطرف".

وقال المواطن يوسف أبو داهوك من أهالي قرية الخان الأحمر: هذه الأيام خطيرة، وبدأوا بتهيئة المجتمع الدولي بإزالة القرية، وعمدوا قبل أيام بإقامة بؤرة استيطانية لمدة 24 ساعة وأزالوها في خطوة مخادعة حتى يقولوا للمجتمع الدولي أنهم أزالوا بؤرة غير قانونية، وسيهدموا الخان الأحمر لأنه غير قانوني، وبالتالي هم يهيؤوا المجتمع الدولي لاقتراب تنفيذ القرار".

وتابع: "قد يكون تنفيذ قرار الهدم والترحيل في أي لحظة، وبدأنا نلاحظ الانتشار المكثف للمستوطنين بحماية من شرطة وجيش الاحتلال في الجبال المحاذية للمنطقة".

ويعيش في الخان الأحمر زهاء 200 مواطن، أكثر من نصفهم من الأطفال، ويواجهون خطر هدم مساكنهم وترحيلهم عن أرضهم ومصدر رزقهم في القرية، الواقعة على بعد 15 كم شرقي القدس المحتلة.

وتعود أصول أهالي القرية لقبيلة الجهالين البدوية، التي طُردت على يد عصابات الاحتلال الصهيونية من النقب الفلسطيني عام 1952.

في آذار/ مارس 2010، صدر أول قرار من الاحتلال بهدم كافة المنشآت في الخان الأحمر، ولجأ الاهالي إلى محاكم الاحتلال للالتماس ضد القرار على مدار سنوات، وكان يتم خلالها الحصول على قرارات تأجيل للهدم.

في أيار/ مايو 2018، قررت سلطات الاحتلال هدم القرية وتهجير سكانها، ولكنها فشلت بسبب الصمود الأسطوري لهم، وأيضا بسبب صدور قرار من الجنائية الدولية، حذر الحكومة الإسرائيلية من القيام بتهجير أو هدم القرية، والتجمعات المحيطة بها في المنطقة التي تسمى (E1)، واعتبرت ذلك بمثابة "جريمة حرب"، إضافة إلى الجهد الدبلوماسي والموقف الدولي الكبير الداعم لبقاء الفلسطينيين في أراضيهم، وأيضا الموقف الحاسم من الأهالي أنفسهم الرافض للتعاطي مع أية حلول، دون البقاء، والاعتراف بالقرية.

المحكمة المذكورة، قررت بتاريخ 5 أيلول/ سبتمبر 2018، إخلاء القرية، وأمهلت الأهالي أسبوعًا واحدًا لإخلائها، بعد رفضها التماسات قُدّمت منهم ضدّ القرار.

وبتاريخ 23 أيلول/ سبتمبر، سلّمت سلطات الاحتلال، الأهالي أوامر هدم ذاتي، أمهلتهم حتى مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2018 لتنفيذها، قبل أن تقوم بذلك جرافات الاحتلال وآلياته.

ويقع الخان الأحمر ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال، لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى"E1"، عبر الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الممتدة من شرقي القدس وحتى البحر الميت، والهادف إلى تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها، وعزل مدينة القدس المحتلة عن باقي الضفة.

وتمثل قرية الخان الأحمر البوابة الشرقية للقدس المحتلة، وإفشال المخطط الاستيطاني يعني إفشال تقسيم الضفة الغربية لكانتونات، كما تفيد هيئة مقاومة الجدار والاستيطان