حذر خبراء التغذية من أن الأطفال النباتيين يمكن أن يتعرضوا لخطر الإصابة بمشاكل صحية وخيمة، وذلك بعد أن نشرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا NHS نصائح حول النظام الغذائي للرضع، وفقا لما نشرته "ديلي ميل" البريطانية.

يتضمن موقع NHS Start for Life، الذي يقدم نصائح وإرشادات للآباء الجدد، قسمًا حول الأطفال النباتيين. وتوصي هيئة الخدمات الصحية الإنجليزية بأن الأطفال، الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا، يحتاجون إلى مكملات ڤيتامين B12 وتنصح الآباء بإعطاء أطفالهم مشروبات نباتية مثل فول الصويا والشوفان وحليب اللوز، بعد سن عام واحد، إذا كانوا يتناولون مشروبات غير محلاة وغير معززة بالكالسيوم.

كما تحذر NHS الآباء من استبعاد حليب الأبقار ومنتجات الألبان، وهي مصادر جيدة للعناصر الغذائية، من نظام الطفل الغذائي دون التحدث أولاً إلى طبيب عام أو اختصاصي تغذية.

لكن بعض خبراء التغذية أثاروا مخاوف بشأن جعل الأطفال نباتيين في مثل هذه السن المبكرة، بخاصة وأنه تم مؤخرًا نشر أعداد متزايدة من كتب الطبخ مع وصفات للأطفال النباتيين.

بينما يعتقد معظم الخبراء أن النظام الغذائي النباتي للأطفال يمكن أن يكون آمنًا، فربما تنشأ المخاطر عندما لا يمكن للآباء التأكد بشكل صارم من أن الوجبات والوجبات الخفيفة متوازنة بشكل صحيح.

قال دوان ميلور، اختصاصي تغذية ورئيس قسم التغذية بكلية الطب في جامعة أستون: "إذا لم يكن لدى الرضيع أو الطفل ما يكفي من الطاقة والبروتين، فقد يؤثر ذلك على نموه. وإذا كان نظامهم الغذائي يتضمن مستويات منخفضة من اليود، أو أصبحوا يعانون من نقص الحديد، فيمكن أن يتأثر نمو أدمغتهم بشكل سلبي، بل ويقلل من قدرتهم الفكرية. أما إذا كان النظام الغذائي يفتقر إلى ڤيتامين B12، فإن الطفل يمكن أن يصاب بفقر الدم ويؤثر سلبيًا أيضًا على نمو أعصابه.

كما توصلت دراسة، أجريت العام الماضي تحت إشراف جامعة لندن كوليدج، وشملت حالات 187 طفلًا نباتيًا وأطفالًا يتناولون اللحوم والألبان تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات، أن الأطفال الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا أقصر بمعدل ثلاث سنتيمترات، مما يشير إلى أنهم ينمون ببطء أكثر مقارنة بباقي الأطفال. كما كشفت النتائج أن محتوى المعادن في عظام الأطفال النباتيين كان أقل من باقي الأطفال، على الرغم من أن لديهم أيضًا نسبة أقل من الدهون في الجسم ومستويات أقل من الكوليسترول السيئ.

ينصح اختصاصي تغذية الأطفال باهي ڤان دي بور "بتضمين نسبة جيدة من الأطعمة، التي تحتوي على الكربوهيدرات والدهون من الزيوت النباتية وزبدة المكسرات والأڤوكادو وغيرها من الأطعمة عالية الطاقة مثل الحمص، الذي يمكن أن يلبي متطلبات الطاقة اليومية للطفل، محذرًا من أنه بدون التخطيط الدقيق لمتطلبات الطاقة والمغذيات الإجمالية، يمكن أن تكون هناك فجوات في التغذية ينجم عنها تعرض النمو للخطر ويزيد من مخاطر نقص المغذيات

كما يجب على الآباء ألا يتجاهلوا النصيحة باستخدام المكملات الغذائية للكالسيوم وڤيتامين D وB12 واليود، وإدراج الأطعمة التي تحتوي على أوميغا-3، لجعل نظام غذائي نباتي آمنًا منذ الولادة، لأن "دماغ الطفل ينمو بسرعة في السنوات الأولى، لذا فإن التغذية الكافية ضرورية لدعم هذا النمو المبكر للدماغ."

أكد موقع NHS، في تحديث تم نشره في مارس 2020، على ما يلي: حليب الأطفال (الذي يعتمد على حليب الأبقار أو حليب الماعز) هو البديل الوحيد المناسب لحليب الأم للأطفال دون سن 12 شهرًا. ويجب استخدام تركيبة الصويا بناءً على نصيحة طبية فقط.