مرة أخرى، العزلة التي عاشها مراسلو الصحافة والتلفزة الإسرائيلية في الدوحة العربية، حيث ما رضي أحد من جمهور المونديال العرب التعاطي معهم حتى صاحوا أنهم لا يحبوننا ..!! مرة أخرى هذه العزلة، صنيعة إسرائيلية بامتياز، وما من شك أبدًا أن التطبيع الذي طبّلت له إسرائيل طويلاً، لم يعد غير عمل لا معنى له، ولا قيمة، ولا أثر..!!

 وربما لن يفهم، ولن يعترف نتنياهو، وطاقمه من الصهيونية الدينية، بهذه الحقيقة، بل إنه لن يفعل ذلك، لأن عقليته العنصرية، وقد تغلقت على  تطرف المركزيين من الصهيونية الدينية، لن تسمح له بالتعاطي مع أية أفكار لها علاقة بالحب، والسلام، والتعايش النزيه مع الآخر، لا بل إنها ستغذي فيه المزيد من رفض الآخر، ومحاولة إقصائه من النص والواقع معا، وبالطبع ليس بغير العنف والإرهاب ...!! الآخر هنا ليس نحن فحسب، وإنما العرب جميعا نعني عرب الشعوب، الذين قالوا في الدوحة، ليس هناك إسرائيل، بل فلسطين، وعرب الشعوب في المحصلة، هم عرب الأنظمة، على هذا النحو أو ذاك، وإلا لما سمحت الدوحة، بعلم فلسطين يرفرف في ملاعب مباريات كأس العالم، التي تشاهدها المليارات من البشرية.

ما لا تريد إسرائيل أن تعترف به أن عدوانيتها قد طالت الأمة العربية جميعها، ولا نشك أن في كل بيت عربي تقريبًا، ثمة شهيد ارتقى جراء هذه العدوانية، ومن بوسعه أن ينسى مجزرة "بحر البقر"  أو مجزرة "قانا", وكيف سيسامح أولياء الدم بدم أشقائهم من شهداء فلسطين، والمجازر التي ارتكبت ضدهم، تنوعت، وتعددت ..!!  

لن يصنع الحب غير السلام، والسلام العادل الذي يحقق الأمن والاستقرار، وعلى إسرائيل بأي طاقم حكم كانت، أن تعرف، وتعترف، أن السلام لن يكون غير سلام فلسطين، وقد استرد شعبها حقوقه المشروعة كافة، وأقام دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، لنتبادل حينها وإياها باقات الزهور. لا رصاص العنف، وعبواته الناسفة. 

المصدر: الحياة الجديدة