بحث مشاركون في ندوة عقدها مركز "صدى سوشال"، اليوم الإثنين، بالتعاون مع بلدية البيرة، سبل التصدي للحرب الرقمية التي يتعرض لها الخبر الفلسطيني في وسائل التواصل الاجتماعي، وسبل التصدي لاستهداف المحتوى الفلسطيني بشكل عام.
وتحدث نائب مدير دائرة الإعلام الرقمي في تلفزيون فلسطين طارق أبو عين، في الندوة، عن انتهاكات المحتوى الرقمي في تلفزيون فلسطين، خاصة أنه يجري طرح قضايا متعلقة باعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، وقال: "نحن نتعرض لقيود بكل القضايا المتعلقة بفلسطين".
وأضاف أبو عين: "لدينا 7 صفحات متخصصة بنقل المحتوى، بعضها متخصص في البرامج وبعضها متخصص في الأخبار، وبقضايا الشهداء عادة ما يتم تقييد المحتوى وتكون الصفحة مهددة بالإغلاق بشكل دائم، كذلك تتعرض حسابات الموظفين في التلفزيون للتقييد ومنع النشر، ويجري حذف منشورات من قبل شركة ميتا ويوتيوب وتويتر".
من جانبه، قال أستاذ الإعلام الرقمي في جامعة بيرزيت محمد أبو الرب "إنه في عام 2009 كانت بداية التنبه لأهمية إعادة بناء الرواية الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي، لتجاوز القيود المفروضة على الإعلام الفلسطيني لفضح جرائم الاحتلال، وعشنا وقتا ذهبيا وأصبحت وسائل الإعلام الاجتماعي إعلاما بديلا لوسائل الإعلام الأجنبية التقليدية المنحازة لإسرائيل، ولكن هذا لم يستمر طويلا، وصولا لتقييد المحتوى الرقمي الفلسطيني بضغط من الإسرائيليين".
وأضاف: "علينا أن نبتدع حلولا من أجل نشر الرواية الفلسطينية، ولكن فيسبوك طور محاربة المحتوى الفلسطيني وأصبح يمنع النصوص المقطعة، وأصبح يقرأ ما يكتب على الصور، لذلك نحن بحاجة لجهد جماعي فلسطيني للتوجه لمؤسسات تساعد بالضغط على هذه المنصات، ويكون ضغطا قانونيا من المؤسسات الوطنية والجاليات الفلسطينية المختلفة للتصدي لاستهداف المحتوى الفلسطيني".
وشدد أبو الرب على ضرورة العودة للمواقع الالكترونية ومواقع الدردشة العالمية، وليس التركيز فقط على مواقع التواصل الاجتماعي.
من جانبه، أشار المدير العام في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات معاذ دراغمة إلى أن شركات التواصل الاجتماعي بدأت بهدف التواصل الاجتماعي البحت، ولكن أصبح لها فكرا جديدا للتوجيه السلوكي للشعوب أيضا، وأصبحت تخصص حلقات للتجارة أو الإعلام وغيرها وتعمل على تغيير الفكر الإنساني.
وأضاف أن البيانات التي يضعها المستخدمون في منصات التواصل الاجتماعي يجري استغلالها لصالح مجموعة من الدول بينها دولة الاحتلال، وفيما يتعلق بحقوق فلسطين فهو موضوع أكبر من وسائل التواصل الاجتماعي، بل هو منظور كامل لكل ما هو رقمي يخص الشعب الفلسطيني.
وقال دراغمة "إن منازعات الدول أصبحت حرب معلومات، كل من يملك معلومات أكثر يكون أقوى في القرار وأقوى في التحرك، والحكومة تنبهت لشبكات التواصل الاجتماعي، وكان هناك تواصل بشكل رسمي مع هذه الشبكات الدولية"، موضحا أن وزارة الاتصالات تبذل مجهودا كبيرا من أجل حماية المحتوى الرقمي الفلسطيني.
من جانبه، تحدث أيمن قواريق، من شبكة القسطل المقدسية، عن تجربة الموقع الذي يغطي أخبار مدينة القدس بالتحديد، وقال إن شبكة القسطل حوربت بشكل أساسي وتحديدا من منصة ميتا، حيث تم تقييد الوصول للشبكة ومنعها من البث المباشر وحظر حسابات بعض المحررين والمراسلين، وتعطيل الحساب الإعلاني الخاص بالشبكة، والمماطلة بتوثيق الشبكة على منصة ميتا.
وأوضح أن الشبكة أطلقت حملة لدعوة الجمهور لمساندة الصفحة، حيث وجد الأمر تجاوبا واسعا إلى أن عادت الشبكة، مشيرا إلى المعاناة من التأخر في اعتماد الإعلانات الخاصة بالشبكة، وإلى الملاحقة التي لم تكن على منصة ميتا فقط، بل تعدت ذلك إلى منصة "تيك توك" الذي حذف حساب الشبكة أكثر من مرة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها