برعاية حركة "فتح" أجريت مصالحة بين عائلة فقيد الشباب عبدالله محمد مفلح من تجمع الواسطة وعائلة السمرا اليوم الخميس ١ أيلول ٢٠٢٢ في قاعة مسجد الحسين بتجمع الواسطة. 

 

وحضر المصالحة أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية القائد العسكري والتنظيمي لحركة "فتح" في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله على رأس وفد من قيادة الحركة وشعبها التنظيمية، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صور، وفضيلة الشيخ ذياب المهداوي، وفضيلة الشيخ أحمد مراد، وحركة أمل، والقوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية، ومختار بلدة الشبريحا رضا عون، واللجان الشعبية، وعدد من رجال الإصلاح والشخصيات الاعتبارية، وحشد من أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني.

 

افتتحت المصالحة بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم للشيخ زاهر الجسيم لروح فقيد الشباب الغالي الفتى عبدالله مفلح، ولأرواح شهداء الشعبين اللبناني والفلسطيني، ومن ثم تحدث عريف المصالحة الحاج محمد بقاعي مسؤول إعلام حركة "فتح" في منطقة صور محمد بقاعي، قائلاً: "قال الله تعالى: {وَسَارِعوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكمْ وَجَنَّةٍ عَرْضهَا السَّمَاوَات وَالْأَرْض أعِدَّتْ لِلْمتَّقِينَ ¤ الَّذِينَ ينفِقونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّه يحِب الْمحْسِنِينَ} صدق الله العظيم.

الأخ العزيز أبو عمر مفلح والد الفتى الشهيد أبو بكر وإخوته وأعمامه وأخواله وعشيرته وأصدقاؤه ورفاقه في الكشافة الفلسطينية، إخواني في تجمع الواسطة الكرام..

الأخ اللواء توفيق عبدالله القائد العسكري والتنظيمي لحركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صور، الإخوة ممثلي حركة أمل وحزب الله، الإخوة ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، أصحاب الفضيلة المشايخ الأجلاء، عائلة السمرا، الحضور الكريم كل بِاسمه وصفته وما يمثل، بِام حركة "فتح" والفصائل الفلسطينية وبِاسم كل أبناء شعبنا الفلسطيني في تجمع الواسطة، نحييكم بتحية الإسلام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحييكم بتحية فلسطين بتحية شهدائنا الذين استشهدوا من أجل التحرير والعودة، أهلا وسهلا بكم جميعًا بين أهلكم وإخوانكم في هذا التجمع المناضل والمقاوم الذي آمن بتحرير فلسطين، أهلاً بحضوركم لإتمام مراسم هذه المصالحة بين أبناء عائلتين لبنانية وفلسطينية، تربطهم وحدة المصير ودماء الشهداء التي تعطرت بها أرض لبنان". 

 

وأضاف بقاعي: "لن أنسى أن أرحب ترحيبًا يليق بالكشافة إخوة الشهيد عبدالله مفلح أبو بكر، فألف تحية لمفوضية الكشافة الفلسطينية والمكتب الحركي الكشفي في لبنان ومنطقة صور، هذه المفوضية التي التحق بها الشهيد عبدالله وكان أحد الكشافة الملتزمين والمنضبطين ويشهد له الجميع باندفاعه وحماسته".

 

ومن كانت كلمة لفضيلة الشيخ ذياب المهداوي، أهم ما جاء فيها: "(الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم) يقول الله تعالى: "إنما المؤمنين إخوة، فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون"، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا) ويقول أيضًا: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، من وحي هذه الأحاديث المباركة نؤكد وحدة كلمة الأمة وأن الأمة الإسلامية جسد واحد، ومهما يحدث بين الإخوة وبين الأهل والأحبة من أجل شجار أو نقاش أو حوار فلا بد لصوت الإصلاح أن يكون هو الصوت الأعلى والمسيطر لأن الشيطان يحب أن تكون الأمة ممزقة ومفرقة، وكذلك المستعمر الذي يتحكم الآن بالعالم وشعاره فرق تسد، ونحن الأمة التي إذا اصابتها مصيبة قالت (إنا لله وإنا إليه راجعون) نحن أمة البلاء وأمة الصبر والعض على الجراح، وهذا اللقاء المبارك الذي يتوج الآن بلقاء النفوس والقلوب بعد الحادث الأليم الذي أودى بحياة الفتى عبدالله مفلح، ونحن وأهله وعشيرته نعتبر هذا الحادث قضاء الله وقدره". 

وأضاف: "هذا أمر شاء الله له أن يحصل، وينبغي علينا كي لا تتكرر الحوادث تخفيف السرعة المفرطة والانتباه والتقيد بقانون السير ولا سيما في الطرقات التي يتواجد بها الناس، ونحن وأهالي تجمع الواسطة نطالب الجهات المعنية بوضع مطبات لتخفيف السرعة أمام مدخل التجمع أسوة بمدخل العيتانية ومفرق الخرايب والبرغلية وغيرها من المناطق، فالمرحوم عبدالله هو رقم عشرة ممن فارقوا الحياة بسبب حوادث السير". 

 

وقال الشيخ المهداوي: "إننا سنبقى أبناء فلسطين الذين يقدمون الشهداء والدماء ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وإذا كنا نقدم الدم من أجل قضيتنا فكيف لا نقدم الدم من أجل الإصلاح بين الإخوة والأهل، وشعار الإصلاح سيبقى لأننا أمة محمد الذي أرسله الله رحمة للعالمين، نحن وأهل الفقيد سنعض على الجراح ونتحمل الآلام من أجل المصلحة العامة للشعبين الفلسطيني واللبناني، ومن أجل دماء الشهداء الذين روت دماؤهم أرض الجنوب وأرض فلسطين الحبيبة".

 

ثم كانت كلمة آل السمرا ألقاها المسؤول السياسي في حزب سماحة الشيخ أحمد مراد، فقال: "(الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ۚ إن الله مع الصابرين)، وقال تعالى: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون). 

 يا أبا عمر لقد أفجع موت عبدالله مفلح أبو بكر قلوبنا وقلوب كل من عرفه وكل من سمع عنه، والله أخبرنا بأنه سوف يبلي المؤمنين حين قال ((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين))، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا عبدالله لمحزونون يا ابن فلسطين، الآن بدأت حياته هنالك مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا".

 

وأضاف: "أيها الإخوة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وإذا كان للصلاة ثواب وللحج ثواب وللصوم ثواب وللصدقة ثواب فإن ثواب الصابرين لا حدود له لأن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ونحن أصحاب قضية واحدة ونضال مشترك قدمنا سويا الشهداء على طريق تحرير فلسطين ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية من رجس هذا الكيان الغاصب المهزوم إن شاء الله.

من هنا نؤكد أن عبدالله هو فقيد فلسطين وثوارها وفقيد لبنان ومقاوميه، وهؤلاء الشباب هم جيل المستقبل جيل فلسطين وعند النصر والتحرير، ومن علياءه ستكون روح عبدالله معنا مع الثوار والمقاومين الذين سيعبرون الحدود بإذن الله، فتحية لروح شهيد لبنان وفلسطين عبدالله مفلح أبو بكر، تحية لروح الشهيد الرمز أبو عمار، لروح السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب، وكل الشهداء الأبرار الذين قضوا على طريق تحرير فلسطين". 

 

ومن ثم قال عريف المصالحة الحاج محمد بقاعي: "بين الحين والحين نخسر أحدًا من أبنائنا أو بناتنا إما عن طريق الدهس وإما عن طريق الحوادث التي تتسبب بها السرعة، فمنذ سنوات فقدنا الشابين المرحومين (إيهاب موسى وأحمد مفلح) وهم في مقتبل العمر في حادث سير مؤلم، وبالأمس فقدنا المرحوم الفتى عبدالله مفلح الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره كذلك بحادث سير أليم، ولولا رحمة الله العلي العظيم لفقدنا ثمانية شبان كانوا برفقة فقيدنا عبدالله عائدين من السباحة في البحر، من هنا وقبل كل شيء نطالب الإخوة في حركة أمل وحزب وفي بلدية الخرايب بضرورة إقامة مطبين عند مفرق الموت مفرق الواسطة لكي لا تتكرر حوادث الموت وتتكرر مآسي أبناء الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني". 

 

كلمة حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها القائد العسكري والتنظيمي لحركة" فتح" أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله قال فيها: "الإخوة الحضور الكريم كلا بِاسمه وصفته وما يمثل مع حفظ الألقاب للجميع أهلي أحبتي أبناء شعبنا اللبناني والفلسطيني إخوتي وأحبابي آل الفقيد الأعزاء يقول الله عز وجل في كتابه العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم، (فأعف عنهم وأصفح إن الله يحب المحسنين) صدق الله العظيم. 

انطلاقًا من قول ربنا عز وجل الذي يحثنا على الصفح والإصلاح والعفو نجتمع اليوم هنا في هذا اللقاء الطيب بين أهلنا وأحبابنا آل الفقيد العزيز الشاب الخلوق عبدالله محمد مفلح الذي قضى في حادث أليم أوجع قلوبنا وآلمنا جميعًا، وإذ نقف اليوم هنا لنعزي أنفسنا وآل الفقيد وعشيرته وحركة "فتح" والكشاف الفلسطيني الذي خسر شابًا خلوقًا طيبًا متواضعًا يشهد الجميع لدماثة خلقه وحبه لزملائه ورفاقه هذا الشاب اليافع الخلوق المتعبد فهو من أهل الله والدين والأخلاق كان صائمًا مصليًا يحب الخير والإسراع في كل عمل صالح رغم صغر سنه. هنيئًا لك أيها الطيب لقاء الله وأنت في هذه الأخلاق أخلاق الصالحين الأطهار، وإن شاء الله من أهل الجنة يا عبدالله. لا نقول إلا ما يرضي ربنا فنحن مسلمون ونؤمن بالقضاء والقدر وبالآجال والأعمار المكتوبة فإنا لله وإنا إليه راجعون ولآل الفقيد نعزيكم مجددًا يا أهل الوفاء أيها العافين أيها سامحين فأنتم تتبعون أخلاق النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" في دعوته للتسامح بين الناس والعفو عند المقدرة فهنيئا لكم تربيتكم الصالحة وهنيئا لكم أخلاقكم الكريمة الرفيعة".

 

وتابع اللواء عبدالله: "يا أهل الخير والوفاء فهذا العفو هو من مكارم الأخلاق التي يتخلق بها المؤمن في الدنيا والآخرة بل هو تاج المكارم كما وصفه سيدنا الإمام علي رضي الله عنه حين قال: العفو تاج المكارم يا أهلنا يا آل مفلح الكرام أيها المتعالين على الجراح وفقدان الحبيب الولد الغالي فقيدنا جميعا هنيئًا لكم مجددًا هذا الصبر صبر الأنبياء والصالحين وأجركم الله في مصابكم يا أهل الخير يا والد الفقيد يا والدة الفقيد يا إخوة الفقيد وإخواته وربعه المصاب جلل ولكنه قدر الله عز وجل ولا مفر من الأقدار فقولوا دائمًا وأبدًا إنا لله وإنا إليه راجعون".

وأضاف: "يا أهلنا يا أبناء الجنوب الطيبين أهلا وسهلا بكم في دار الكرام بين أهلكم آل مفلح المخلصين أهلا بكم بين أهلكم وبارك الله بكم وبهذا الجمع الطيب الذي يحبه الله ورسوله ودعا له ديننا وأعراف مجتمعنا أهلا بكم في هذا اللقاء المبارك عسى أن نجتمع دائمًا وسويًا على الخير والعمل الصالح عظم الله أجركم يا آل الفقيد. 

رحم الله حبيبنا الخلوق الشاب عبدالله محمد مفلح الشكر للعائلة الكريمة ونفسها الطيب في السعي للعفو والإصلاح الشكر موصول لأهلنا وإخوتنا أبناء الجنوب الشكر لإخوتنا وأحبتنا في حركة أمل". 

 

ومن ثم ألقى والد الفتى الشهيد أبو عمر مفلح كلمة العائلة والعشيرة قال فيها: "أتوجه اليكم جميعًا وأعلن لكم: أنني مسامح بدم ابني وفلذة كبدي الشهيد المرحوم عبدالله مفلح (أبو بكر) كما أوصيت أم الشهيد أنها مسامحة بدم ابنها سائلين المولى أن يرحمنا جميعًا. 

جزاكم الله خيرًا في التعزية التي كان لها أثر كبير في تخفيف مصابنا، وأسأل الله أن لا يريكم مكروهًا. 

أشكر جميع الفصائل اللبنانية والفلسطينية وأشكر عشيرتي عرب الحميرات وعشيرة الحمدون وجميع أبناء مخيم الواسطة، وأشكر كل من مد يد العون والوقوف إلى جانبنا منذ اللحظة الأولى وحتى يومنا هذا وأخص بالشكر مختار بلدية الشبريحا السيد رضا عون. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفاتحة عن روح الشهيد وجميع أموات المسلمين".

 

وفي نهاية المصالحة قدم أمين سر المكتب الحركي الكشفي في لبنان القائد خالد عوض وبحضور أعضاء من قيادة حركة "فتح" في منطقة صور وشعبها التنظيمية والقادة الكشفيين شهادة تقدير للكشاف الشهيد عبدالله محمد مفلح "أبو بكر" تسلمها والده وأشقاؤه.