لبَّت جماهير شعبنا في مخيّم عين الحلوة دعوة منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا لإحياء الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة بمسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من ملعب الشهيد أبو الجهاد الوزير وجالت في شوارع المخيّم وصولاً إلى مقر قيادة شُعبة عين الحلوة، اليوم الأحد ١٥ أيار ٢٠٢٢.

 

وتقدّم المشاركين أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة، وأعضاء قيادة المنطقة، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي، وقائد القوة الأمنية المشتركة العقيد عبد الهادي الأسدي، وممثلون عن فصائل "م.ت.ف"، وقسم الطوارئ والإسعاف في مستشفى الهمشري، وضباط وعناصر القوة الأمنية المشتركة، وممثل عصبة الأنصار الإسلامية أبو صهيب دهشة، وممثل حركة الجهاد الإسلامي عمار حوران، وممثل منظمة الصاعقة أبو بسام المقدح، والقيادة العامة، واللجان الشعبية، والمكاتب الحركية والنقابية النسوية والطلابية في شعبة عين الحلوة، وجمعية المشاريع الخيرية، ولجان الأحياء والفعاليات والنشطاء، وحشد من جماهير شعبنا الفلسطيني.

 

وعلى وقع عزف الموسيقى الكشفية للمكتب الكشفي الحركي والفرقة الموسيقة لمؤسسة الأشبال والفتوة استقبل أمين سر حركة "فتح" في شُعبة عين الحلوة العقيد ناصر الميعاري الحضور.

 

المسيرةُ الجماهيرية الضخمة استعرضت الفرق فيها شوارع مخيّم عين الحلوة، وقد خرجت جماهير شعبنا في كل الأحياء لاستقبال المسيرة من أمام منازلهم رافعين شارات النصر ومؤكدين تمسكهم بحقهم في العودة إلى ديارهم.

 

وألقى كلمة "م.ت.ف" أمين سرها في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة قائلاً: "كفى 74 عامًا من الظلم والكيل بمكيالين.. وشعبنا الفلسطيني متمسك بحقه العادل والمشروع في العودة إلى دياره التي هجر منها عام ١٩٤٨ طبقًا لما ورد في القرار ١٩٤ ورفض التوطين والوطن البديل. كفى ٧٤ عامًا من المعاناة والظلم المزدوج الذي يشكله كل من الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه ضد شعبنا الفلسطيني. وظلم المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي تتعامل مع القضية الفلسطينية بسياسة مع الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيق قراراتها التي باتت وكأنها مجرد رقم فملف القضية الفلسطينية الأطول والأقدم في أروقة الأمم المتحدة والتي عرتها الحرب الأوكرانية الروسية".

 

وأضاف اللواء شبايطة: "كفى ٧٤ عامًا للمجتمع الدولي الذي مازال يقف صامتًا أمام الممارسات الصهيونية، ويقف عاجزًا أمام تطبيق قراراته الصادرة في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. واليوم تُستهدف الأونروا بتجفيف مواردها المالية أو بنقل صلاحياتها للمنظمات الدوليه أو لحكومات الدول المضيفة لإنهاء حق العودة إلى ديارهم".

 

وتابع اللواء شبايطة: "إنَّ شعبنا بكل فئاته نهض من بين رماد النكبة ليحمي حق العودة إلى دياره، ويسقط كل المؤامرات التي حيكت عليه منذ ٧٤ عامًا ولديه الإصرار العنيد بمواجهه كل المؤامرات التي تستهدف حقه في تقرير المصير. وعلى الاحتلال أن يختار أحد الخيارين اللذين لا ثالث لهما أما سلام شامل وعادل بدولة كاملة السيادة بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى والمعتقلين. وأما ديمومة الصراع والعنف والحرب. لأن الحلول الترقيعية والالتفافية والتآمرية لا تساهم في الخروج من نفق الصراع بين المستعمر وصاحب الحق بفلسطين التاريخية من البحر إلى النهر ومن رأس الناقورة حتى أم الرشراش وعلى مساحة الـ27000 ألف كيلو متر مربع التي هي أرض ووطن الشعب الفلسطيني دون سواه من بني الأرض. هنا ولد الفلسطينيون. وهنا انغرسوا وتجذروا. وسيبقون هنا مهما طال أمد الصراع ولن يرحلوا ولن يقبلوا بترانسفير ونكبة جديدة. فإما أن يقبل الإسرائيليين ومن يدعمهم بالمساومة التاريخية ويقبلوا بصناعة السلام العادل أو يواصلوا عنفهم وإرهابهم وجرائم حربهم ضد أبناء شعبنا الفلسطيني".

 

وأكّد اللواء شبايطة أنْ شعبنا الفلسطيني سيدافع دفاعًا مستميتًا عن حقه في الحياة الحرة الكريمة حتى تحقيق أهدافه الاستراتجية وانتزاع استقلاله على أرض دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة الكامله".

 

 وللمطبعبين وجه اللواء شبايطة: "فلن يخيفنا إرهابهم ولن يفيدكم مستنقع التطبيع الاستسلامي المذل والمهين حيث أنكم اعتقدتم أننا سنرفع راية الاستسلام. لقد خسئتم ونسيتم أننا هنا". 

 

وعن اغتيال أيقونة الإعلام الفلسطيني شيرين أبو عاقلة قال اللواء شبايطة: "باغتيال المرأة الشجاعة. بإغتيال البطلة المعطائة أيقونة الإعلام الفلسطيني شرين أبو عاقلة نقول دمك الزكي في مخيم جنين غراد أضاء سماء الدنيا كأنه سراج منير. وعرى إسرائيل وكشف مجدداً حقيقتها كدولة إستعمار وإرهاب منظم تخشى النور والضوء وترفض حرية الرأي والتعبير وتحجب الحقيقة عن جرائم حربها القائمة بالإستعمار على الأرض الفلسطينية على مدار الـ٧٤ عامًا الماضية. لكنكِ انتصرت بدمكِ وكنتِ سيدة الأخبار على كل الفضائيات، وأطلقت الحقيقة بدمك وقلتي للعالم الرأسمالي الغربي هذه هي صورة وشواهد ومعالم مستعمرتكم القاتلة". 

 

 ‏وختم اللواء شبايطة كلمته: "شعب الجبارين قاده الشهيد ياسر عرفات ويستكمل الطريق السيد الرئيس محمود عبّاس. وها هي فلسطين وشعبها المنتفض في عقر دار الدولة الصهيونية وإن ثورة الجليل والمثلث والنقب واللد والرملة وحيفا ويافا وأم الفحم والناصرة وسخنين وعرابة تتمدد. وها هي ثورة شعبنا في الداخل وفي القدس العاصمة الابدية سيدة المدن ودرة تاجها تكشف إفلاسكم الأمني والسياسي والعسكري ولم يتحقق الأمن والأمان ما لم يحقق الشعب الفلسطيني أحلامه. والحرية والمجد للشهداء. ومعًا وسويًا حتى النصر".

 

 ‏تصوير: فادي عناني