بمناسبة مرور "34" عاماً على اغتيال الأب الروحي والقائد المؤمن بالكفاح المسلح طريقاً لتحرير فلسطين القائد الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد"، نظّمت لجنة العلاقات السياسية لحركة "فتح" في لبنان ندوةً حواريةً تحت عنوان "أول الرصاص وأول الحجارة"، حاضر فيها رئيس المجموعة اللبنانية للإعلام الباحث والمؤرخ السياسي اللبناني غسان محمد جواد صاحب ورئيس جريدة "بيروت برس" الالكترونية، وذلك في مقر قيادة الساحة في مخيم مارالياس، ظهر الإثنين 2022/4/18.
حضر الندوة مسؤول العلاقات السياسية في لبنان الدكتور سرحان يوسف، وأمين سر وأعضاء قيادة حركة "فتح"، وأمناء سر الشعب التنظيمية وطلاب بيروت، وقائد الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت.
بداية كانت كلمة ترحيبية للدكتور سرحان بالحضور، تحدث فيها عن أهمية هذه الندوة لما تحمل من معانٍ وطنية تتناول قائداً قاد عمليات هزّت كيان الإحتلال الإسرائيلي.
وحاضر في اللقاء الصحافي غسان جواد، بدأها بالتعريف بالشهيد القائد خليل الوزير "أبو جهاد"، وسرد جواد لأبرز ما تعرّض له أبو جهاد في شبابه عندما اعتُقل للمرة الأولى وهو في السابعة عشر من عمره، متطرّقاً إلى تأسيس أبو جهاد ورفيقه كمال عدوان لمجموعة فدائية قارعت الاحتلال.
ورأى جواد أن الأهداف التي أرساها أبو جهاد تمثّلت بتعبئة الشعب الفلسطيني لقتال العدو الإسرائيلي، واقناع القيادات العربية بضرورة الكفاح المسلح، واقناع الأنظمة القومية آنذاك أن القضية الفلسطينية لا تتناقض مع قوميتها.
وتطرّق جواد في المحاضرة إلى أوائل تأسيس حركة "فتح"، وكيف استخدم أبو جهاد ورفاقه الأسماء الحركية بغرض التنويه، وكيف بدأ أبو جهاد ورفيق دربه القائد الشهيد ياسر عرفات بتأسيس النواة الأولى للمقاومة الفلسطينية، مروراً باللقاءات السرية التي كانت تعقد في الكويت، وصولاً إلى تنظيم الشعب الفلسطيني في أطر المقاومة، وكيف كانت هذه الفكرة تتناقض وأهداف الصهاينة بإنهاء الوجود الفلسطيني. وخلال أشهر قليلة من العمل الدؤوب تمكّن أبو جهاد ورفاقه من إنشاء تنظيم سرّي في معظم الدول العربية.
واستشهد جواد في محاضرته بكلمات أبو جهاد عندما قال: "بفعل القرار العربي عُقد في العام 1963 المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس برعاية العاهل الأردني الحسين بن طلال، وشكّل هذا المؤتمر النواة الأولى لمنظمة التحرير الفلسطينية"، معرّجاً على إنطلاقة الكفاح المسلح في العام 1965 إثر عملية عيلبون، والبيان الذي صدر بعد العملية.
وسرد جواد لاستقالة أبو جهاد للتدريس في الكويت وانتقاله إلى الجزائر، حيث أصبح مكتب الجزائر يشكّل الثقل الحقيقي للتنظيم الجديد، وكيف أداره الوزير فاتحاً من خلاله علاقات مع معظم الحركات الثورية والتحرُّرية في العالم، لتنطلق بعدها مسيرة أبو جهاد لعقدين من الزمن كان خلالها قائداً عسكرياً وسياسياً مبدعاً، إلى حين اغتياله في العام 1988 في تونس.
وعرض جواد لمجموعة من المبادئ التي أرساها القائد أبو جهاد الوزير خلال مسيرته النضالية وأهمها الفصل لحل أي مشكلات قد تطرأ على مستوى حركة "فتح" وفلسطين، كما والدفع باتجاه إنشاء تنظيم لبناني داخل حركة "فتح"، وتسيير العمليات في الأراضي المحتلة حتى بعد خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان.
وختم جواد مستعرضاً لأبرز العمليات الفدائية التي قادها أبو جهاد خلال مسيرته الوطنية.
وكانت كلمة مقتضبة للأخ بهاء "أبو علي" رفيق درب الشهيد أبو جهاد، تحدث فيها عن أهم المزايا العسكرية والشخصية التي تحلّى بها الوزير، وأن العمليات التي قام بها كانت مؤلمة وموجعة للكيان الصهيوني.
ورأى أبو علي أن الوزير كان رجلاً صامتاً لا يحب الكلام أو الظهور الإعلامي واللقاءات، كان يعمل أكثر من الكلام، وليس له حياة خاصة بل كان همّه فلسطين، وكان يسخّر كل شيء لفلسطين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها